إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

11 فبراير، 2012

زراعة النخيل في السودان

النخيل في السودان
  الاسم العلمي      Phoenix dactylifra
مـــــقدمــــــــــة :-
تعتبر شجرة النخيل من أقدم الاشجار المعمرة التي عرفها الإنسان وقام بزراعتها منذ أقدم العصور 3000 قبل الميلاد .
تعتبر الولاية الشمالية وولاية نهر النيل من أهم المناطق إنتاجا للبلح في السودان وقد عرفت المنطقة الممتده من حدود مصر وحتي منطقة نوري جنوبا بزراعة الأصناف الجافة والمنطقة الممتدة من أبو حمد وحتي الخرطوم تكثر فيها الأصناف الرطبة وشبه الجافة . كما وأن هنالك مساحات واسعة في غرب السودان وشرقه يمكن أن تكون في المستقبل مناطق إنتاج لبعض الأصناف الملائمة للظروف المناخيه لكل منطقة . ومن العوامل الهامة التي ساعدت علي إنتشار الأصناف  الجافة عوامل الترحيل والتخزين
القيمة الغذائية للبلح :-
أهمية البلح لا تنحصر في إحتوائه علي مواد الطاقة فحسب بل يحتوي علي مواد غذائية أخري هامة حيث يعتبر البلح مصدرا جيدا لعنصري الحديد والبوتاسيوم ويحتوي علي مقادير مناسبة من الكالسيوم والكلورين والنحاس والماغنيزيوم والكبريت والفسفور كما وأنه غني بفيتامين (أ) و (ب) ويحتوي علي نسبة عالية من فيتامين (ج) فالنخيل إلي جانب قيمته الغذائية يعتبر ذو فوائد أخري حيث يستفاد من الأوراق والساق والجذور في أشياء متعددة .
إقتصاديات أجزاء النخلة :-
•      الجريد– يستخدم في سقف المنازل وعمل الأقفاص وبعض أثاثات المنازل وصناعة الورق .
•     السعف -  المقاطف والأسبتة والحقائب اليدوية والقبعات والحبال .
•     الليف – الحبال و التنجيد والتنظيف .
•     الطلع – يستخرج منه ماء معطر يستعمل لعلاج الأمعاء .
•     العرجون – صناعة بعض الأدوات المنزلية كالاطباق والسباتة والمكانس .
•      حبوب اللقاح – يؤكل الفائض منها مباشرة أو بعد خلطه بعسل النحل .
•     النوي – وله عدة فوائد :-
1.    إستخراج الزيت بنسبة 8% يصلح للاكل وصناعة الصابون .
2.     يؤكل بعد أن يلين بالماء ويدق ويغلي مع الحليب .
3.    مستحضر طبي لعلاج أمراض الكلي والمجاري البولية .
4.     وقود في الأفران وفحم .
أصناف البلح :-
يمكن تقسيم أصناف البلح إلي ثلاثة أقسام :-
•       البلح الرطب:-
  حيث تتوقف عملية تصنيعها عند مرحلة الرطب حيث تحتوي علي نسبة عالية من الماء أكثر من 30% مما يجعلها قابلة للتلف السريع لذلك تستهلك طازجة نذكر منها المدينة . ونجد أن الطقس في السودان غير ملائم لإنتاجها لأرتفاع درجة الحرارة وإنخفاض الرطوبة النسبية .
•      أصناف شبه جافة أو شبه رطبة:-
 وهي مرحلة متوسطة بين الرطب والجاف حيث تبلغ نسبة الماء فيها 20 – 30% وتدخل أصناف هذا القسم في السوق العالمي بعد حفظها نذكر منها دقلة نور مشرق ود لقاي ومشرق ود خطيب وكرشة .
•      الأصناف الجافة :-
 تحتوي علي أقل من 20% من الماء تتخطي هذه الأصناف مرحلة الرطب كالبركاوي والقنديلا وبت مودة وتستخدم هذه الأصناف في التصنيع حيث يستخرج منها الكحول والخل .
إكثار النخيل :-
                  هنالك ثلاث طرق لإكثار النخيل :-
     الإكثار عن طريق البذور أو النوي .
     الإكثار عن طريق الشتول والفسائل .
     الإكثار عن طريق زراعة الأنسجة .

•      الإكثار عن طريق البذور :-
 في السودان نطلق كلمة جاو علي الأصناف البذرية ونجد أن إحتمال 50% من البلح المنتج عن طريق البذور أن يكون ذكراً بينما يعطي صفات مختلفة ومتباينة قد تكون غير مرغوبة وتطول فترة ما قبل الإنتاج .
•       الإكثار عن طريق الشتول أو الفسائل :-
 من مميزات شجرة نخيل البلح إنتاج عدد من الشتول قرب قاعدتها في الأطوار الأولي من نموها وهنالك اختلاف بين الأصناف من حيث عدد الشتول ويمكن فصل هذه الشتول وغرسها في المشتل لنقلها إلي الحقل لآحقا وقد برزت محاولات في عملية التصفيح لضمان نجاح الشـــتول في الحـــقل والتصفيح يقصد به أستعمال الصفيحة في خلق ظروف مناسبة تساعد الشتلة علي نمو عدد من الجذور يمكنها من تكوين شجرة منفصلة في المستقبل وقد أدي تطبيق هذه العملية إلي مضاعفة عدد الشتول الناجحه إضافة إلي أثره علي سهولة الترحيل وتتمثل عملية التصفيح فى إختيار النخلة ذات الثمار الجيدة الخالية من الامراض الغريبه من مصدر الماء لضمان ري الشتول ، ثم يتم إختبار الشتلة التي يتراوح عمرها بين 3- 5 سنوات ومن ثم يتم إعداد الشتلة بإزالة كل بقايا الجريد التي توجد علي الأم وحول الشتلة ثم التي توجد علي الشتلة حتي يبرز موضع التصاق الشتلة وذلك ليسهل فصلها في النهاية . وبعد ذلك يزال جزء من الجريد الأخضر الموجود علي الشتلة باستثناء مايمكن إدخاله عن طريق الفتحة التي تعمل في أحد جنبات الصفيحة مع الابقاء علي أكبر عدد من جريد الشتل الأخضر .
إن أصلح تربة لملء الصفيحة هي المكونه من القرير والرمل الناعم والسماد البلدي وتخلط خلطا جيدا وترش لتصبح رطبه ثم تدخل في الصفيحة التي يمكن ربطها مع النخلة لتكون في وضع رأسي أو مائل بعض الشيء مع مراعاة وجود تربة حول الشتلة وترك جزء فارغ لمياه الري لتكون دائما التربة الموجودة حول الشتلة رطبة طيلة فترة تكوين الجذور .
لاطلاع على  مواصفات فسائل التمر اضغط هنا
فصل الشتلة عن الأم والشتل : -
يكون نجاح عملية التصفيح عند نمو عدد من الجذور علي ساق الشتلة وقد تتراوح الفترة بين 4 – 12 أشهر حسب الصنف وتفصل الشتلة باستعمال عتله عريضه وحادة مع مراعاة عدم تعرض الشتلة للسقوط . والتصفيح يسهل عملية ترحيل الشتلــة . وبعد تجهيز الحفرة المعدة للزراعة في الحقل تزال الصفيحه بعد التأكد من أن التربة بداخلها متماسكة . وبعد الزراعة يجب التخلص من أي فراغ هوائي حول الجذور ثم متابعة الري بحيث لا تجف الأرض .تحتاج الشتول لاقصي حد من الرعاية وخاصة الري .ويجب ريها كل يومين الي ثلاثة أيام لفترة الثلاثة أشهر الأولي ويمكن ترشيد الري حسب نوعية التربة والظروف المناخية السائدة علي أن تظل التربة حول الشتلة مبتلة دون أن يكون الماء راكد لفترة طويلة .
  أشجار النخيل :-
تطلق كلمة شجرة أو نخلة علي ماتعرف بالشتلة بعد أربع سنوات وقد تزهر في هذه الفترة وتتبين أهمية مياه الري  في أن جذور النخلة النشطه تمتد الي عمق يتراوح بين 2 – 2.5 متر وأن 80 % منها يوجد في المتر الأول .
تحضير الأرض للزراعة :-
تحرث الأرض وتقصب وتسوي وتخطط مواقع الشتول علي ا بعا د 8× 8 أو 10 × 10 متر حسب نوعية التربة ويوضع السماد البلدي في الحفر بمعدل 2-4 مقطف في الحفره الواحده التي تحفر بأبعاد 1× 1 متر ويقلب السماد جيدا مع تراب الحفرة ثم تملء لتكون جاهزه لأستقبال الشتول . ويحتاج الفدان إلي 100 شتلة ويوصي بزراعة البرسيم أو أي محصول بقولي تحميلا علي الشتل المزروع .
تاريخ الزراعة :-
أنسب ميعاد لزراعة الشتول بالمشتل شهر يوليو وتكون المسافة بين الشتلة والأخري 50 – 75 سم وتترك لمدة عام بالمشتل لتنقل الي الحقل .
الــــــــــــــري :-
يكون الري حسب الظروف الجوية ونوع التربة وتتحمل الأشجار الكبيرة العطش إذا ما قورنت بأشجار الفاكهة الآخري . إن شح المياه لفترة طويلة يضعف ساق النخلة ويجعلها عرضه للسقوط كما ينخفض عدد الجريد الأخضر علي الشجرة مما يترتب عليه إنخفاض في كمية ونوعية الإنتاج .
العــــــــــزيق :-
يجب إزالة الحشائش الطفيلية وخاصة خلال السنوات الأولي .
التســــــــــميد:-
تسمد الشتول بمعدل 100 جرام من سماد اليوريا بعد 6 شهور من زراعتها أما الأشجار الكبيرة فيتم تسميدها عن طريق إستخدام السماد البلدي بمعدل 60 كجم بعد الحصاد والسماد الكيميائي بمعدل 4- 6 كجم للشجرة حسب نوع التربة علي دفعتين متساويتين الأولي عند مرحلة عقد الثمار والثانية بعد الحصاد وقبل الإزهار .
التقليم أو نظافة الأشجار :-
المقصود به إزالة الجريد الجاف وإزالة الأشواك من علي الجريد الأخضر بالإضافة لنظافة ساق النخلة من بقايا الجريد والليف .
التـــــــــلقيح والإخصاب :-
نخيل البلح ثنائي المنزل حيث نجد الأزهار المذكره تحمل علي أشجار غير التي تحمل الأزهار المؤنثة والمقصود بعملية التلقيح هي توصيل بعض الأزهار المذكره وما تحتويه من حبوب لقاح إلي الأزهار المؤنثه بغرض إخصابها .
وإذا ما ترك النخيل بدون تلقيح فينتج قليل من الثمار التي تكون نتيجة إلي تلقيح يتم عن طريق الرياح أو بعض الحشرات المتنقلة وسط الأشجار . وقد أكدت التجارب أن حبوب اللقاح تفقد ا تدريجيا بعض حصادها بحيث تكون صالحه لفترة لا تتعدي الاربعة أشهرلذلك يجب مراعاة الاتي عند إختيار الأشجار الذكور :
•    ميعاد التزهير وكمية الأزهار – الأزهار المبكر ينتج كمية كبيرة من حبوب اللقاح .
•    حيوية حبوب اللقاح وتوافقها الجنسي .
•    تؤثر الظروف البيئية مثل الحرارة والرياح والأمطار علي عملية التلقيح ونجاحها .
 هنالك طريقتان للتلقيح :-
الاولي يتم إختيار حامل زهري مذكر من شجرة جيدة ثم تجزأ الشماريخ المؤنثه وتوضع عليها الشماريخ المذكره عند بداية تفتح الشماريخ المؤنثه قبل أن يتحول اللون من الأصفر إلي الأصفر المخضر .
الثانية عن طريق الملحقة بحيث يتم تعفير حبوب اللقاح علي الشماريخ المؤنثة بواسطة آلة بمساعدة ضاغط هوائي ويجب تكرار عملية التلقيح لضمان نجاح العملية .
خف الثـــــــمار :-
هي عملية هامه جدا وتتم بالأتي :-
•    خف بعض السبائط في مرحلة عقد الثمار
•    إزالة بعض الشماريخ الداخلية عن طريق القص
•    خف الثمار عن طريق التلقيط .
 عملية خف الثمار تؤدي إلي مقدرة الشجرة علي الإنتاج وتتمثل فوائدها في الاتي :-
•    زيادة حجم الثمار وتحسين نوعيتها والتبكير في نضجها .
•    تخفيف وزن السبيطة وتخفيف درجة تزاحم الثمار عليها .
•    ضمان كمية كافية من الإزهار كل عام .
للتفاصيل اضغط هنا
تدلية السبائط :-
تتم بعد عقد الثمار بوضع السبائط علي جريدة وتدلية الشماريخ  وتمشيطها علي السبائط ويراعي أن يكون توزيع السبائط علي إتجاهات مختلفة من النخلة لحفظ توازن النخلة
أهـــــــــم الآفــــــــــــــات :-
الحشرة القشرية :-
تعتبر من أهم آفات النخيل ويصعب مكافحتها عن طريق الرش بالمبيدات وقد وجد أن تجويد العمليات الفلاحية  من ري وتسميد وإزاله للغصون السفلي من الجريد وخف الفسائل التي تنمو مع الام يمكن أن تقلل من أثرها . كما يجب إزالة الجريد المصاب وحرقه  وقد دلت التجارب علي إستعمال مبيد ( كونفيدور ) حول ساق الشجرة قبل أربعين يوما من الحصاد ثم إتباع المبيد بالري يمكن أن يمتص هذا المبيد بالجذور ويصعد إلي الأوراق والثمار ويقضي علي الحشرة .
الأرضــــــــــــــة :-
تصيب الجزء الأسفل من جذوع النخيل وتتغذي علي الأنسجة الحية وتزداد الإصابة عند تعرض الأشجار للعطش وتقاوم بالري المنتظم وتتعرض الأشجار المصابة بالأرضة للسقوط عند تعرضها للرياح .
عنكبوت الغـبار :-
منتشر في مناطق زراعة النخيل ذات المناخ الجاف حيث يصيب الثمار في الطور الأخير من الرطب . العنكبوت صغير وتصعب رؤيته بالعين المجردة حيث ينسج خيوط دقيقه حول الثمار ويتراكم الغبار علي شبكة الخيوط ويعطيها لونا مغبرا . يقوم العنكبوت بإمتصاص عصارة خلايا قشرة التمر وتصبح القشرة مغبرة ولا تنمو بصورة طبيعية وتكون غير صالحة للإستهلاك. وأنجح طريقه لمكافحة العنكبوت هو التعفير بمسحوق الكبريت وإستخدام مبيد الملاثيون .
آفات المخازن
دودة الــــتمر :-
تبدأ الإصابة قبل الحصاد حيث تضع أنثي الفراشة البيضة علي قشرة التمر وتأخذ اليرقة طريقها ألي الداخل تاركه برازها الداكن الأسود بداخل الثمرة المصابة .
 سوسة التمر وتسمي خنفساء الحبوب :
حشرة صغيرة نشطة تكثر حياتها في التمر الجاف حيث  تضع الأنثي البيض في حفرة صغيرة علي سطح الثمرة 0 بعد فقس البيض تشق اليرقات طريقها إلي داخل التمر لتتغذي . وكذلك تتغذي الحشرة الكاملة داخل الثمرة . تترك الحشرة داخل الثمرة برازها الذي يكون علي شكل كرات صغيرة وداكنة اللون .
بعد نمو اليرقة تتحول إلي عذراء في مكان خاص داخل الثمرة أو خارجها في الشقوق والفجوات التي نجدها في أرضية وحيطان المخزن ثم تتحول إلي حشرة كاملة .
طرق مكافحة الآفات :-
•     جني الثمار بعد إكتمال عملية النضج مباشرة يقلل من الإصابة ومن كمية التمر المتساقط .
•     عدم خلط التمر المتساقط مع ما يجني لان وجود التمر علي الأرض يعرضه للإصابة بنسبة أعلي .
•     نشر التمر بعد حصاده مباشرة علي بروش أو أرض صلبة ونظيفة ليتعرض لحرارة الشمس  يؤدي إلي موت كثير من اليرقات .
•     وفي حالة التخزين لفترات قصيرة يترك التمر بعد تعبئته داخل جوالات في مخازن غير مسقوفه للاستفادة من حرارة الشمس وذلك بعد التأكد من عدم تعرضه للإصابة بالأرضة .
•      تبخير التمر بعد حصاده مباشرة – حيث يستخدم مبيد ميثايل برمايد بنسبة 1.5 رطل لكل ألف قدم مكعب لفترة 24 ساعة وهذا يكفي للتخلص من جميع أطوار دودة التمر والسوسة
•     بما أن التمر يتعرض للحشرات طيلة فترة التخزين فإن المخزن يجب أن ينظر اليه علي أنه مكان لحفظ التمر بطريقة لا تعرضه لاي إصابة جديدة ويتم ذلك بتعقيم أرضية وجدران المخزن مع إحكام قفله حتي لا تتمكن الحشرات من الدخول .
 

تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور في السودان

اخر الاخبار نخيل التمر — 06 يناير 2012


تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور في السودان


د.عوض محمد أحمد عثمان


مقدمة:
تعتبر النخلة أقدم الأشجار البستانية التي أدخلت السودان. فقد حدث ذلك منذ أكثر من 3000 سنة في شمال البلاد الذي يمثل امتداداً طبيعياً لمناطق زراعة النخيل الممتدة من الشمال الإفريقي وحتى جنوب قارة آسيا ما بين خطي العرض35،10 درجة شمالاً. ويلاحظ أن هذه المنطقة تشمل كافة الدول العربية بما فيها معظم مساحة السودان، وهي تمثل أهم مناطق العالم الصالحة لزراعة النخيل وإنتاج للتمور حيث تدني الأمطار والرطوبة النسبية وارتفاع درجة الحرارة.
يلاحظ أن معظم تخيل العالم يزرع في واحات، وكان هو العامل الرئيسي في تعميرها وجعلها صالحة للإنسان والحيوان والنباتات الاخري.
فوائد النخيل:
اكتسبت النخلة أهميتها مما تقدمه من فوائد متعددة منذ أن عرف الإنسان كيفية الاستفادة من أجزاء النخلة المختلفة إضافة الي ثمارها التي جعلتها شجرة الحياة في المناطق القاحلة كما ظلت تعرف فيما بعد.
لقد ظلت النخلة بحكم اتساع مناطق زراعتها متصلة بتجمعات سكانية مختلقة من حيث الظروف البيئية والمستوي الاقتصادي والاجتماعي ولقد تمكن الجميع من الاستفادة من أجزاء النخلة كما ظلت تعرف فيما بعد.
فمنذ القدم عرف قدماء الفرس والبابلببن أن النخلة تعود علي الإنسان بما لا يقل عن 360 فائدة. وقد أوجز أعرابي ذكر فوائد النخلة في قوله: “النخلة جزعها نماء، وليفها رشاد، وكربها صلاء، وسعفها ضياء، وحملها غذاء “فليس من النخلة ما لا يستفاد منه. أما التمر فهو فاكهة وغذاء ودواء وحلوي وشراب.
ولعل مما يصعب حصر الفوائد العائدة علي الإنسان من النخلة، أن كل جزء منها وهي الجذور، والسيقان، والكرب والسعف، والليف، والعرجون والثمار له استعمالات متعددة يصعب حصرها.
ومما لاشك فيه أن عطاء النخلة لايزال متواصلاً مع تقدم العلوم الحديثة. من أهم الصناعات التي اشتملت علي خامات النخيل ما يلي:
1.صناعة الخشب المضغوط من مخلفات النخلة.
2.الفرفورال: مادة عضوية طيارة عديمة اللون الي صفراء وغير قابلة للاحتراق.
تستعمل في تصفية الزيوت النباتية والدهون المستخلصة من النفط كما وأنها مادة وسيطة في صناعة النايلون ومذيبة لعدد من الأصباغ والمواد الملونة.
3. صناعة الورق من المنتجات السليلوزية.
4. صناعة خيوط الريون.
5. إنتاج الألياف والكنبار.

القيمة الغائية:
عرفت التمور منذ القدم بأنها فاكهة وغذاء ودواء. وقد تأكد ذلك بأحدث التحاليل حيث أعتبر التمر مادة غذائية ذات طاقة مركزة لاحتوائها علي نسب عالية من السكريات لاتقل عن 70% من وزنها (جدول رقم 1). وتوجد معظم هذه السكريات على صورة أحادية (قلوكوز وفركتوز) مما جعلها سريعة الامتصاص وسهلة الهضم.
جدول رقم (1) محتوي 100جرام تمر طازج بدون نوي (%)
سكريات كليـة سكريات مختزلة   سكروز   جلكوز   فركتوز   بروتين   دهون   الياف
80 74 6 38 35 2.2 3.7 1.9
المصدر: الصناعات الغذائية العدد 3-4 ص62

يوضح الجدول أعلاه أن التمور تحتوي علي كميات قليلة من البروتينات ، والدهون ، وعليه فإن تناول التمر مع الحليب يكون غذاء كاملاً ومثالياً لاحتوائه علي نسبة عالية من الأملاح المعدنية والعناصر النادرة ذات الأهمية الغذائية (جدول رقم 2) .
جدول رقم (2) محتوي 100 جرام تمر طازج من الفيتامينات ولأملاح المعدنية:
فيتامينات   ملج أملاح معدنية    ملج عناصر نادرة  ملج
ب1 ب2 ب7 أ كالسيوم فوسفور بوتاسيوم  كبريت  مغنزيوم  MGمغ حديد  ح منجنيز  من نحاس  نح فلورين
035. 038. 8.6 80 167 14 798 15 93 3.5 4.9 2.4 0.13
المصدر:مجلة الصناعات الغذائية العدد 3-4 ص68

ويتميز التمر كمادة غذائية علي غيره من المواد الغذائية الاخري فيما يلي:
  1. يحتوي علي نسب اعلي من كل من البوتاسيوم والحديد والكالسيوم والفلورين.
  2. يحتوي علي سكريات الجلكوز والفركتوز وبهذا يتساوي مع عسل النحل.
  3. يحتوي علي نسبة من الألياف تساعد في عملية الهضم.
  4. يحتوي علي نسبة قليلة من الدهون مما يجعله غذاءاً هاماً  في خالة الأمراض التي تستدعي البعد عن تناول الدهون.
وهنالك العديد من الصناعات الي تقوم على التمور كمادة خام وهي:
  1. صناعة كبس وتغليف التمور:
وهي تشمل علي عمليات حصاد وجمع ونظافة و تبخير وحفظ التمور ثم تخزينها وترحيلها إلى أماكن التسويق.
  1. صناعة الدبس: (عسل التمر)
الدبس سائل كثيف يستخلص من التمور ويعبأ في علب لاستعماله بديلاً للعسل وتكون نسبة السكريات فيه حوالي 55% .
  1. صناعة السكر السائل:
محلول سكري كثيف يتراوح تركيزه بين 70-80% لا لون له ولا رائحة وحلاوته طبيعيه ويستعمل في كثير من الصناعات الغذائية المختلفة كبديل للسكر.
  1. صناعة الكحول الطبي ولصناعي والخل.
  2. يدخل التمر في صناعة الحلويات والمعجنات والألبان والمشروبات الغازية وأغذية الأطفال ومربي التمر وغيرها .
  3. تدخل مخلفات النخيل والتمر في صناعة الأعلاف الحيوانية
  4. صناعة الإثانول لاستعماله كطاقة بديلة للبترول.
هنالك توجه عالمي للبحث هم بديل للبترول لتفادي أثاره السالبة للبيئة. وقد نجحت بعض الدول في التوجه نحو صناعة الإثانول من عدد من المنتجات الغذائية مما أحدثت خلل في وفرة هذه المنتجات كغذاء للإنسان وصل الي درجة إحداث المجاعات في العالم الثالث وبما أن التمور تحتوي علي ما يقارب 80% من السكريات الكلية فهي بذلك يمكن أن تكون أغني مصدر لصناعة الإيثانول من الكميات الفائضة كغذاء للإنسان.
يتبين مما سبق ذكره حول النخيل والتمر أن هنالك ما لا يقل عن احد عشر مصنعاً يمكن أن تقام علي مخلفات النخيل والتمور المنتجة منها وهذا يعتمد علي إعداد كبيرة من النخيل تنتج من التمر ما يفوق الاستهلاك المحلي والتصدير المرتقب وبذلك يمكن القول بأن ما تعطيه هذه الشجرة المباركة لايحده سوي ملكة الإنسان في التفكير والإبداع، وما يتوفر له من إمكانيات محدودة الاستعمال، هي نفسها التي يمكن أن تمدنا بكثير من الأشياء التي يصعب حصرها وليكن ذلك هو الدافع الأساسي للاهتمام بالنخيل ليوصل عطاءه في الأمن الغذائي ويكون ركيزة من ركائز التنمية في العديد من المجالات.
وقائع زراعة النخيل وإنتاج التمور في السودان:
رغم أن معظم مناطق السودان صالحة لزراعة النخيل وإنتاج التمور إلا أن زراعته ظلت مركزة في المنطقة الشمالية من البلاد وعلي امتداد نهر النيل في ولايتي نهر النيل والشمالية وخاصة في المناطق القريبة من النيل. ومن مظاهر القدم في زراعته في تلك المنطقة ما يلي:
  1. وجود أشجار قديمه يفوق أعمارها المائة عام وبنسب تتراوح ما بين 15-25% من الأشجار.
  2. التركيز علي أصناف جافه لأسباب أهمها سهولة معاملة التمور من حيث الحصاد والتخزين
  3. زراعة النخيل بطرق تقليديه علي مسافات متقاربة مع ترك الفسائل النامية حول الأم لتواصل نمؤها حتى الإثمار ، مما يزيد من الازدحام ويضعف النمؤ الخضري ويقلل من نوعية الإنتاج .
  4. لا تجد النخلة كفايتها من مياه الري لاعتقاد خاطئ بأنها  لاتحتاج للري وأن جذورها أن تمتد الي المياه الأرضية
  5. الاعتقاد الخاطئ عند مزارعي النخيل بأن جفاف نسبة عالية من السعف ناتج من الأمراض أو الحشرات رغم أن السبب الرئيسي في معظم الحالات هو قلة مياه الري.
  6. انتشار بعض الحشرات مثل الارضه والحشرة القشرية البيضاء اللتان يمكن مكافحتها عن طريق تطبيق المعاملات الزراعية العادية وأهمها إلى وتقليم السعف المصاب.
  7. انتشار الحشرة القشرية الخضراء التي أدخلت الي المنطقة منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي في منطقة القولد وقد أدي ضعف برنامج المكافحة  الي انتشارها جنوباً حتى منطقة الغابة وشمالاً حتى جزيرة أرتقاشا.
  8. وجود نسبة كبيرة من الأشجار الناتجة من البذور (النوى) ذات الثمار متدنية الجودة
  9. عدم الاهتمام بالأشجار الفحول بحث لاتوجد فحول معروفة بأسماء مثل الإناث وبذلك يكون الاعتماد علي كل ما يمكن الحصول عليه أثناء موسم التلقيح .
تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور:
لقد ظلت الجهود الخاصة بمحاولة تطوير النخيل تبذل منذ منتصف القرن الماضي حيث ا ستدعى أول خبير من منظمة الأغذية والزراعة DOWSON 1947 وتقدم بتقرير كانت أهم توصياته العمل لتحسين الأصناف عن طريق إدخال أصناف رطبة الي شبه جافة ذات ثمار جيدة والتخلص تدريجياً من الأصناف البذرية إضافةً  إلي تحسين العمليات الزراعية وتبع ذلك باقتراح لقيام محطة بحوث النخيل لتنفيذ هذه التوصيات وغيرها مما يساعد علي تطوير زراعة النخيل.
وفي عام 1955 استدعي خبير نخيل آخر (Winters) في مجال الصناعة واشتمل تقريره علي عدد من التوصيات في مجال حفظ وصناعة وتسويق التمور مع عرض المشاكل والحلول الخاصة به.
وقد كان آخر الخبراء الذين تم استدعائهم هو (R.W.Nixon,1965) الذي تمكن من زيارة كافة مناطق زراعة النخيل في شمال البلاد وتقدم بتقرير حول الأصناف المحلية وطرق زراعتها والأمراض والحشرات السائدة إضافة الي النشاط البحثي الذي كانت بدايته في نوري مع توصية بمتابعة البحوث في محطة بحوث الحديبة التي كانت في طور الإنشاء في ذلك التاريخ والتركيز علي موضوع تحسين الأصناف وتدريب كادر في جميع مجالات النخيل وإنتاج التمور.
ورغم إن التوصيات التي تقدم  الخبراء بها لم تجد طريقها للتنفيذ العلمي، إلا أن إدارة البساتين قامت بإنشاء عدة مشاتل لفسائل النخيل في كل من القرير ن الكلد، الغابة، دنقلا، البرقيق، والباوقة. وقد وضح للعاملين إن فسائل بعض الأصناف كان نجاحها محدوداً في تلك المشاتل بحيث لا يزيد عن 15%. وقد ساعدت هذه المشاتل على إنشاء مزارع من بعض أصناف النخيل في بعض المشاريع التابعة للحكومة طبقت فيها بعض العمليات الزراعية وخاصة المسافات بين الأشجار والاعتماد علي نخلة واحدة بدلاً من مجموعة أشجار كما كانت في حالة الزراعة التقليدية.
ومن أهم العمليات الزراعية التي وجدت طريقها للتنفيذ العملي عند مزارعي النخيل تقنية الترقيد الهوائي التي كانت تسمي (بالتصفيح) نظراً لاستعمال الصفائح، ولا تزال لهذه التقنية أهمية قصوى في حالة الأصناف الجافة لأن فسائلها صعبة التجزير. وباستعمال هذه التقنية أمكن رفع نسبة النجاح لأكثر من 95% مما جعل من محافظة مروي مصدراً رئيسياً للفسائل لكافة المناطق الأخرى من الولاية الشمالية إضافة إلي ولاية نهر النيل.
ولاشك أن أهمية الترقيد الهوائي ستظل من أهم طرق الإكثار بعد الزراعة النسيجية تكون مصدراً  رئيسياً لعدد من الفسائل ، وأن تقانة الترقيد  الهوائي تساعد علي الاستفادة من معظم الفسائل الناتجة وبهذا يمكن تفادي الفقد الذي كان يحدث في حالة المشاتل أو الزراعة المباشرة للفسائل داخل الحقل.
استيراد أصناف ذات علية الجودة:
لقد ظلت النخلة تعتمد في إكثارها علي البذور (النوى) لفترات طويلة من عمرها وقد ساعد الإكثار بالنوى علي سهولة إنشاء النخيل الي كافة مناطق زراعته الحالية في جميع قارات الدنيا. وعندما تم اختيار الأصناف المناسبة في كل قطر أو منطقة، كان لابد من التعرف علي طريقة مناسبة للإكثار الخضري لتفادي مايحدث من تغير في حالة الإكثار الجنسي عن طريق التوي . وعندما كانت الفسائل التي تنتجها النخلة في السنوات الأولي من عمرها عس الوسيلة للإكثار الخضري الذي لا يزال متواصلاً.
ولمحدودية عدد الفسائل التي تنتجها النخلة وتدني نسبة نجاح هذه الفسائل في حالة بعض الأصناف، فإن الإكثار ظل لفترة طويلة يسير ببطء مما جعل النخيل عامة اقل أشجار الفاكهة سرعة في الإكثار ومن ثم الانتشار إلى مناطق بعيدة المنشأ. وبذلك تمكن كل قطر من الأقطار المنتجة للتمور من احتكار الأصناف ذات الثمار عالية الجودة. وذلك لمحدودية الفسائل المنتجة والخوف من نقل الحشرات والأمراض من قطر إلى آخر ومن منطقة الي أخري داخل البلد الواحد.
ومع التقدم الذي حدث في علوم الزراعة النسيجية، وكنتيجة لبحوث تواصلت لما يزيد  عن عشر سنوات، تم التوصل إلى أعظم حدث في زراعة النخيل في القرن العشرين وهو الإكثار عن طريق الزراعة النسيجية. فقد حدث ذلك في أواخر السبعينات من القرن الماضي وتمت زراعة عدد من الفسائل في دولة البحرين ووصلت لطور الإثمار في أوائل الثمانينات. ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا تم إنشاء مختبرات في معظم الأقطار المنتجة للتمور ساهمت كلها في إنتاج ملايين من الفسائل وجدت طريقها الي حقول النخيل في كافة البلاد المنتجة.
ولعل أعظم إنجاز تحقق عن طريق تقنية
الزراعة النسيجية هو إكثار الأصناف المنتجة لثمار ذات جودة عالية عرفت بعد ذلك بالأصناف العالمية بعد أن طلت محتكرة في الأقطار التي نشأت فيها وسهولة نقل فسائل هذه الأصناف الي كافة المناطق المنتجة للتمور إضافة الي أقطار أخري يزرع فيها النخيل لأول مرة وذلك لصغر حجم الفسائل وتأكد خلوها من الآفات والأمراض لكونها مزروعة في تربة معقمة.
وفي أواخر التسعينيات أدخلت أول فسائل من صنف البرحي ذات أحجام كبيرة
وصلت لطور الإثمار قبل حوالي أربع سنوات وقد شكلت حافزاً لإدخال العديد من الأصناف منذ عام 2003م حيث وصل العدد حالياً الي عشرات الآلاف بالتركيز علي  الأصناف العالمية وأهمها البرحي والمجهول والخلاص وغيرها. وقد وصلت أعداد كثيرة من الفسائل المستوردة  الي ولاية الخرطوم. ورغم قلة الثمار من صنف البرحي التي أدخلت الي الأسواق إضافة على الكميات المستوردة من الأردن  إلا أنها وجدت قبولاً متزايد لتفوقها علي الأصناف المحلية التي تسوق عند مرحلة  الخلال أو الرطب مثل المدينة والمشرقي ولقاي والمشرقي وخطيب.
ملائمة الأصناف المستوردة:
تعتبر الحرارة والرطوبة أهم العوامل المؤثرة علي زراعة النخيل عامة وعلي مدي ملائمة الأصناف المختلفة علي مناطق معينة دون غيرها. ومن الملاحظ لأنه بعد نجاح تقانة الزراعة النسيجية لإكثار العديد من الأصناف وخاصة تلك المنتجة لثمار ذات جودة عالية، فقد انتشرت فسائل تلك الأصناف في كثير من الأقطار غير التقليدية لإنتاجها ووصل كثير منها لطور الإثمار واظهر ملائمة جيدة مما شجع علي زيادة أعداد الفسائل من كافة الأصناف المرغوبة والتي يمكن الحصول علي فسائل من المختبرات العاملة في هذا المجال.
وقد وضح حتى قبل انتشار الزراعة النسيجية أن صنف دقلة نور هو الصنف الوحيد الذي لم يتلاءم مع كافة الظروف المناخية التي أدخل إليها بما في ذلك ظروفنا المحلية.
فقد أشتهر صنف دقلة نور بثمار شبه جافة ذات جودة عالية وطعم ونكهة مميزتين، ألا أنه في كافة الأقطار والمناطق الي أدخل إليها تحولت الثمار الي جافة جداً وصغيرة الحجم مما لم يشجع علي انتشاره في غير مناطق زراعته التقليدية إضافة إلى (وادي كوشلا) في جنوب كلفورنيا التي وصل إليها في أوائل القرن الماضي. وقد لوحظ أن (وادي كوشلا) هو أكثر المناطق المشابهة لمنطقة زراعته التقليدية في تونس من حيث درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وانخفاض كلا المنطقتين عن سطح البحر.
أما الأصناف العالمية ألآخري المذكورة سابقاً وبعد انتشارها في مناطق وأقطار أخري بعيدة عن منشأها ومناطق زراعتها التقليدية فلم يشاهد عليها تغيير يذكر عدا صنف الربحي الذي لم تتحمل ثماره الرطوبة العالية في منطقة مثل ساحل الباطنة في سلطنة عمان ولكن يلاحظ أن زراعته لم تتوقف حتى في تلك المنطقة لأن من الممكن استهلاك الثمار المنتجة في مرحلة الخلال لعدم وجود صنف مماثل له علي امتداد مناطق السلطنة . وقد أوضحت الدراسات التي أعدت من قبل مركز تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور أنه لايوجد اختلافاً واضحاً بين درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في السودان شمال مدينة كوستى والمدن
العربية الأخرى في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وبما أن معظم الأصناف العالمية المذكورة منشأها تلك المناطق أو تكون قد أدخلت إليها مؤخراً من مناطق مماثلة، فمن المؤكد أن هذه الأصناف ستكون ملائمة لكافة الناطق شمال مدينة كوستي وعلي امتداد السودان شرقاً وغرباً وحتى الحدود المصرية. فمن المؤكد أن هذه المناطق من البلاد يمكن أن تكـــون في المستقبل القريب أكبر منطقة لزراعة النخيل وإنتاج التمور في العالم وذلك دون أي تأثير يذكر علي ما يزرع في تلك المنطقة من محاصيل لأن النخيل يمكن زراعته في كثير من المناطق التي قد لا تصلح لغيره من المحاصيل الاخرى.
ومن الولايات التي يمكن المشاركة في برنامج التوسع الأفقي في زراعة النخيل بالتركيز علي الأصناف المستوردة وهي: ولاية النيل الأبيض، ولاية سنار، ولاية غرب كردفان، ولاية شمال كردفان، ولاية غرب دارفور، ولاية شمال دارفور، ولاية الجزيرة، ولاية القضارف، ولاية الخرطوم، ولاية نهر النيل، ولاية البحر الأحمر، الولاية الشمالية.
ورغم أن زراعة النخيل التقليدية ظلت محصورة في ولايتي نخر النيل والشمالية، إلا أن كافة الولايات الاخري المذكورة لاتخلو من بعض الأشجار التي ربما يكون وجودها ضمن النباتات الطبيعية رغم أن القليل منها يجد العناية ويعود بالفائدة المتوقعة منه بمقدار العناية التي تبذل. ومن الملاحظات التي تذكر علي النخيل المنتشر في كل من ولايتي كسلا والقضارف أنه يزهر مرتين في العام. هذه ظاهرة يمكن الاستفادة منها مستقبلاً بعد إدخال أعداد  كثيرة  من الأشجار إلي الولايتين، حيث  من المؤكد إن أسباب هذه  ألظاهرة يعود إلي الظروف المناخية السائدة في تلك المنطقة ولا تتإثر بنوعية الأصناف المزروعة.
اختيار أصناف محلية ذات ثمار عالية الجودة:
من المعروف إن مناطق الزراعة التقليدية تزخر بالعديد من السلالات البذرية لان استعمال البذور (النوى) ظل متواصلاً منذ دخول النخيل الي تلك المنطقة مما يكون قد أوجد أعداداً كثيرة من تلك السلالات علي إمداد مناطق زراعة النخيل وبالتالي يصبح من الممكن الحصول علي سلالات ذات ثمار عالية الجودة يمكن إكثار فسائلها عن طريق الزراعة النسيجية وإضافاتها الي مجموعة الأصناف المستوردة في المستقبل.
تحسين العمليات الزراعية:
من أهم الأسباب التي تؤدي الي تدهور النخيل في مناطق الزراعة التقليدية أن كثيراً من العمليات الزراعية لاتجد طريقها الي التطبيق العلمي السليم وبعضها ربما لا يطبق.
تقسم العمليات الزراعية الخاصة بالنخيل إلى مجموعتين:
  1. العمليات الزراعية الأرضية
أ- تحضير الأرض للزراعة
ب – تنظيم المسافات بين الأشجار مع ملاحظة الصنف المعني ونوع التربة والزراعة البينية في حالة وجودها.
ج – تنظيم طرق الري المراد استعمالها.
د – التسميد واختيار نوع وكمية السماد المناسب حسب نوع التربة واحتياجات الأشجار.
هـ – مكافحة الحشائش والأعشاب الضارة بالطرق الميكانيكية أو باستعمال ألمبيدات الكيماوية.
و – تحديد عملية الترقيد الهوائي للفسائل للاستفادة من كافة الفسائل المنتجة.
  1. العمليات الخاصة برأس النخلة:
أ  – التلقيح – توفير اللقاح وطرق جمعه واستعماله.
ب – خف الثمار، طرق الخف وموعد الخف المناسب لكل صنف.
ج -  تدليه العذوق ومعاملتها بالطرق التي تحافظ علي سلامة الثمار .
د – مكافحة العناكب والحشرات التي تصيب الثمار بالطرق الوقائية المناسبة.
و – تقليم السعف الناشف مع التأكد من أن هنالك عدداً من السعف الأخضر.
عند الرجوع إلي العمليات الزراعية المذكورة أعلاه يلاحظ أن معظمها غير معروف في الزراعة التقليدية للنخيل. ولاشك إنها تصبح ذات أهمية قصوى في الزراعة الحديثة وسيكون من شأنها إحداث ألتطور المرتقب في زراعة النخيل وإنتاج التمور.
مكافحة الحشرات والأمراض:
يمتاز نخيل السودان بقلة عدد الحشرات والأمراض والآفات الأخرى التي تصيب النخيل والثمار مقارنة بغيره من الأقطار المنتجة للتمور. من أخطر الحشرات التي يظل يعاني منها النخيل في السنوات الأخيرة هي الحشرة القشرية الخضراء. وقد بذلت جهود كثيرة لمكافحة هذه الحشرة من بداية انتشارها في منطقة القولد في منتصف الثمانينيات، ولكن عدم تواصل برنامج المكافحة منذ بدايته، ورغم إن درجة المكافحة  وصلت الي حوالي 95% نتج عنه انتشار الحشرة حتى منطقة الغابة جنوباً وجزيرة أرتقاشه شمالاً مع إصابة عدد من النخيل في منطقة أبو حمد عن طريق نقل فسيلة مصابة وصلت الي هناك رغم تشديد الحجر الزراعي. وقد اعتمدت المكافحة علي استعمال المواد الكيماوية. وبما  أن هذه الحشرة لا تسبب خطورة في غير نخيل السودان الذي إنتقلت إليه عن طريق فسيله مصابة خارج البلاد، فان المكافحة البيولجيه تصبح ذات أهمية قصوى كما كان مخططاً لها منذ بداية البرنامج في منطقة القولد، وعليه يصبح من الضروري مواصلة برنامج المكافحة البيولوجية الخاصة بهذه الحشرة عن طريق استجلاب أعداء طبيعية من كل من إيران وإسبانيا حيث برامج جارية في كلا من القطرين.
أما الآفات الاخري المستوطنة وهي أقل من الحشرة القشرية الخضراء إلا في حالة إهمال النخيل المصاب مما يساعد علي انتشارها. هذه الآفات تشمل كل من:
1 -  العناكب:
تصيب الثمار في المرحلة الأولي من تكوينها، وتسهل مكافحتها باستعمال مسحوق زهرة الكبيرت (100-150جم) للنخلة في الموعد المناسب وهو الأسبوع السادس من بعد التلقيح حيث يتم تعفير الثمار أو رشها في حالة الكبريت القابل للبلل مرتين.
2- الحشرة القشرية البيضاء:
تعتبر من أكثر الحشرات انتشاراً في جميع مناطق زراعة النخيل في جميع أنحاء العالم. ومن السهل مكافحتها عن طريق العمليات الزراعية وأهمها الاهتمام بالنظافة الزراعية والتقليم والتخلص من السعف المصاب والتأكد من سلامة الفسائل في حالة الزراعة الحديثة .
  1. الأرضة (النمل الأبيض):
تتعرض الأشجار إلى الإصابة في حالة الإهمال الناتج من عدم الري والتسميد والتقليم مما يضعف الأشجار ويساعد على انتشار الحشرة. ومن السهولة مكافحتها عن طريق العناية بالأشجار وقلع النخيل المصاب وحرقه وعزق التربة حول النخيل قلل الإصابة مع استعمال المبيدات المناسبة.
  1. 4. حشرات المخازن:
تتعرض التمور المخزنة إلى عدد كبير من الحشرات التي تلف نسبة عالية منها  في بعض الحالات ومن أهم طرق المكافحة: عدم خلط التمور المتساقطة وتعريض الثمار للشمس بعد الحصاد مباشرة وقبل التخزين مع التأكد من سلامة المخزن باستعمال الكيماويات المناسبة في المخزن وعلى التمور المخزنة.
التدريـــب:
التدريب من أهم النشاطات التي تحتاج الي تكثيف الجهود ويفضل أن يكون ذلك مواكباً لتوزيع الفسائل الي مناطق زراعتها في الولايات المختلفة. ومن الملاحظ أنه رغم الاهتمام المتواصل بزراعة النخيل على مستوي القطر فإنه يمكن تقسيم العاملين في مجال زراعته إلى قسمين:
القسم الأول يشمل مناطق الزراعة التقليدية حيث تم انتقال المعرفة الخاصة بالعمليات الزراعية من جيل الي آخر عن طريق أقرب للوراثة منه للعلم وبذلك ظلت الزراعة التقليدية دون تقدم يذكر لزمن طويل.
أما القسم الثاني فيشمل الذين تكون معرفتهم بالنخيل قليلة وسطحية وهولاء يمثلون أغلب سكان الولايات التي يتوقع انتشار النخيل فيها قريباً وعليه يصبح من الضروري الاهتمام بتدريبهم علي كافة العمليات الخاصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور ويمكن أن يقترن ذلك مع توزيع الفسائل وزراعتها في تلك الولايات . ويمكن أن يكون النشاط التدريبي مسبقاً أو متلازماً مع توزيع نسخ من النشرات الإرشادية التي أعدت لهذا الغرض ، علي أن يشارك في التدريب كافة العاملين في حقل النخيل من فنيين ومزارعين وعمال زراعيين وغيرهم من المهتمين بهذه الشجرة المباركة.
التوصيات:
يتطلب تطوير النخيل وإنتاج التمور في السودان جهوداً مكثفة في كل مجالات العمل الخاصة بالنخيل. علي أن تحقق أفضل النتائج لايمكن الوصول إليها إلا بتحويل التوصيات الي أعمال بعد توفير كافة ماتتطلبه من إمكانيات أو أدوات أو تدريب خاص، والقصد من هذه التوصيات هو إدخال ما يمكن من ألتطوير علي الزراعة التقليدية للنخيل القديم إضافة الي تطبيق كافة متطلبات الزراعة الحديثة علي الأصناف المستوردة بغرض الحصول علي نمؤ خضري جيد علي الأشجار وثمار ذات جودة عالية:
1. التخلص من النخيل المعمر والذي بلغ إرتفاعاً يصعب الصعود إليه مما جعل الكثير منه لا يسام في الإنتاج إلا بنسب قليلة ، وذلك عن طريق قلع الأشجار مباشرة أو بعد إدخال زراعة بينية من الأصناف الجيدة .
2. تكثيف العناية بالنخيل الذي لا يزال في عمر إنتاجي عن طريق توفير الري والتسميد ومكافحة الآفات والأمراض علي الأشجار والثمار.
3. إختيار أصناف ذات ثمار عالية الجودة من السلالات البذرية المنتشرة علي امتداد مناطق الزراعة التقليدية والعمل علي إكثار فسائلها عن طريق الزراعة النسيجية.
4. تكثيف الجهود لمكافحة الآفات المستوطنة مثل الأرضة والحشرة القشرية البيضاء إضافـة الي الحشـرة القشـرية الخضراء حديثـة الانتشــار والعمــل علي مكافحتـها بيولوجياً عن طريق استجلاب  أعداء طبيعيين من الأقطار التي تنتشر فيها هذه الحشرة.
  1. تنظيم برامج للتدريب تشمل كافة الزراعيين والفنيين والعاملين بحقول النخيل في المناطق الراغبة في إدخال الأصناف المستوردة من كافة الولايات المذكورة.
  2. العمل علي توفير الأعداد المطلوبة من فسائل كافة الأصناف المطلوبة وخاصة التي تم تصنيف ثمارها بأنها ذات جودة عالية.
  3. توفير كافة الكيماويات المطلوبة لمكافحة الآفات المتوقع انتشارها مثل العناكب إضافة الي التي تساعد علي تحسين النمؤ الخضري وبالتالي كمية و نوعية  الثمار المنتجة .
مستخلص الدراسة:
تقع معظم أراضي السودان  داخل المناطق الجغرافية الصالحة لزراعة وإنتاج التمور. ولما عرفت به النخلة من أهمية من قديم الزمان، وخاصة ثمارها ذات القيمة العالية. ولاشك أن النخلة يمكنها مواصلة العطاء إلي مدي لا يحده إلا ملكة العلماء في التفكير والإبداع والقدرة علي التنفيذ.
رغم الجهود التي قامت بها حكومات السودان المتعاقبة منذ حوالي منتصف القرن الماضي، ألا أن موضوع تطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور في السودان في حاجة ماسة إلي بذل كثيراً من الجهد المتمثل في استيراد أصناف ذات ثمار جيده  واختيار سلالات محلية بنفس المستوي أن وجدت، إضافة إلي إعداد مختبر لزراعة الأنسجة لإكثار هذه الأصناف وتوزيعها إلي المناطق الصالحة لزراعتها.
ومن الناحية الأخرى لابد من العمل علي تحسين كافة العمليات الزراعية الخاصة بزراعة النخيل وإنتاج التمور عن طريق تكثيف الإرشاد الزراعي مع فتح منافذ للتسويق الداخلي والخارجي والعمل علي تصنيع المنتج الفائض عن الاستهلاك.
وأخيراً لابد من الاهتمام بمكافحة الحشرات والأمراض التي تصيب النخلة والثمار عند أطوارها المختلفة وذلك للتأكد من تحسين الإنتاج كماً وكيفاً.
المراجع
1- البكر – عبد الجبار (1972) نخلة التمر: ماضيها وحاضرها والجديد في زراعتها وصناعتها وتجارتها – بغداد – مطبعة العاني .
2- عثمان – عوض محمد احمد (1998) نخلة التمر إمكاناتها للتأقلم وكيف نساعدها : مجلة الزراعة والمياسة  9-13 -18 المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة – دمشق – سوريا.
3- عثمان: عوض محمد أحمد (2004) نخيل السودان الماضي والحاضر والمستقبل – مركز تطوير النخيل وإنتاج التمور – ولاية الخرطوم.
4-  باصات، فاروق فرج (1971) تصنيع منتجات التمور بغداد، مطبعة الأديب البغدادية

5- - DOWN : V.H.W. ( 1948) DATE CULTIVATION IN SUDAN (78 PP)

6- - WINTER :   F.H.    (1955)   REPORT TO THE GOV.OF SUDAN ON DATE GROWING ,
-  PACKING , PROCESSING AND MARKETING PROBLEMS F.A.O. REP. NO.44. ROME
7.- NIXON : R.W.(1967) DATE CULTURE IN SUDAN .DATA GROWERS INST.REPT. 44:9-14
المصدر: مجلة الشجرة المباركة: المجلد الثالث – العدد الرابع ديسمبر 2011
جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر www.kidpa.ae