إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

17 يناير، 2012

المانجروف :الحالة الراهنة



































5
سودان
وصف النبات
تم العثور على غابات المانغروف في السودان في 17 موقعا على طول الساحل السوداني على البحر الاحمر ، وتزايد
على طول الخط الساحلي ، في الجزر القريبة من الشواطئ والخلجان هامش المد والجزر أو الخلجان. وهي تشمل

















القُرم (باللاتينية: Avicennia) جنس من نباتات الأيكة الشاطئية Mangrove التي تعيش على الماء المالح وهو من الفصيلة (باللاتينية: Avicennaceae). يوجد منه عدة أنواع ويكثر على شواطئ جنوب شرق آسيا كما يوجد في منطقة الخليج وتعمل الحكومة الكويتية على إكثاره وذلك بإنباته على الشواطئ البحرية المالحة التي يغمرها الماء في حالة المد وينحسر عنها عند الجزر.

يعتقد أن السلالة A. marina var. marina, = (A. marina var. typica) هي السلالة المنتشرة في البحر الأحمر والخليج العربي[8]. وقد عرف نبات القرم منذ قديم الزمان، فقد كتب العالم الإغريقي ثيوفراستس، والذي عاش في القرن الرابع قبل الميلاد عن بعض الفوائد الطبية لهذا النبات. كذلك أشارت بعض كتب التراث إلى هذا النبات حيث ذكره ابن منظور في لسان العرب بقوله: "والقرم ضرب من الشجر لا أدرى أعربي هو أم دخيل. وقال أبو حنيفة الدينوري: القرم، بالضم، شجر ينبت في جوف ماء البحر، وهو يشبه شجر الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره مثل ثمر الصومر، وماء البحر عدو كل شيء من الشجر إلا القرم والكندلى فإنهما ينبتان به. كما أضاف ابن سيده عن هذا النبات في كتابه المخصص: لا شوك له، وهو مرعى للبقر والإبل تخوض الماء إليه حتى تأكل ورقه وأطرافه الرطبة ويحتطب فيستوقد به لطيب ريحه ومنفعته[1].

نبات القرم (الشورى) شجرة قائمة أو شجيرة صغيرة، وغالباً ذات زغب كث دقيقي، ارتفاعها 1-3 متر. الأوراق متقابلة رمحية إلى بيضاوية، غالباً حادة القمة، كاملة الحافة طولها 3-7سم وعرضها 1-3 سم، تستدق عند القاعدة مكونة عنق قصير، جلديه ذات لون أخضر لامع من أعلى، وغالباً ذات لون رمادي باهت من أسفل، عليها العديد من البلورات الملحية. وتوجد الأزهار في نورات هامة محدودة، ذات عنق قصير ولها نقابات، فصوص الكأس 2-4 مم طولاً، ذات قمة مستديرة، وحافة مشرشرة تشرشر دقيق، التويج أصفر اللون يزيد طوله عن الكأس، له 4 فصوص غير متساوية الطول تزيد عن طول الأنبوبة (شكل 1). وترى هذه الشجيرات محاطة عادة بنموات قائمة رأسية عديمة الأوراق تشبه السيقان (Pneumathodia or Pneumatophores) تخرج من الجذور الأرضية بغرض تزويدها بالأكسجين (شكل 2، 3)، وخاصية الإنبات الأمي (Vivipary) في هذا النبات هي تأقلم آخر مع هذه البيئة شديدة الملوحة شحيحة الأكسجين حيث تنبت البذور قبل وقوعها من النبات الأم معطية الجذير أو الجذر الجنيني (شكل 4، 5). وقد فسر ذلك على أنه ميكانيكية لتجنب الملوحة وللتزويد بالأكسجين في هذه الفترة الحرجة من إنبات البذور[5].

احتياجات النمو المتصل للأيكات الساحلية

توجد خمسة احتياجات للنمو المتصل للأيكات الساحلية: 1- درجة حرارة استوائية: يجب أن يكون متوسط درجة حرارة الأشهر الباردة أعلى من 20°م، ومدى التغير الموسمي لا يزيد عن 5°م. 2- رواسب مائية ناعمة: توجد على طول شواطئ الدلتاوات عند مصبات الأنهار (وكذلك الأودية الكبيرة) حيث تتكون الرواسب من الطمي والطين، وتكون المادة العضوية متاحة لنمو البادرات. 3- شواطئ خالية من الأمواج العاتية والتأثيرات المدية الشديدة: توجد النموات الكثيفة لهذا النبات على الشواطئ المحمية داخل البرازخ أو خلف الجزر، حيث غالباً ما يؤدى تأثير الأمواج إلى اقتلاع البادرات ونحر الرواسب الناعمة. 4- ماء مالح: لا يعتبر الماء المالح احتياجاً أساسياً للأيكات الساحلية حيث أنها اختيارية الملوحة، إلا أن إزالة التنافس مع نباتات المياه العذبة يعتبر هام جداً. 5- مجال مدٌى واسع: المجال المدى الأفقي الواسع يعتبر هام لأن الانحدار الدقيق الممتد لا يؤدى إلى النحر أثناء التغيرات المدية.

دور مستنقعات الأيكات الساحلية في البيئة

تؤدى مستنقعات الأيكات الساحلية دوراً بيئياً هاماً ويتلخص فيما يلي:- 1- تساعد على تكوين التربة عن طريق تجميع الرواسب حول الجذور الدعامية والجذور الهوائية التنفسية في المواقع المحمية 2- تقوم بتنقية ماء الجريان السطحي الأرضي، وكذلك إزالة المادة العضوية الأرضية. 3- تنتح كميات كبيرة من الفتات الذي سوف يشارك بدوره في إنتاجية العديد من الكائنات الشاطئية. 4- تعتبر أوساط للعديد من الأسماك الصغيرة واللافقاريات والعديد من النباتات والحيوانات (العالقة)، وكذلك الطيور الكبيرة، حيث توجد شبكات غذائية تعتمد على الإنتاج العضوي لمستنقعات الأيكات الساحلية. يرعى القرم أحياناً بواسطة قطعان الجمال والماعز التي يربيها السكان المحليين حيث تتغذى على أوراقه حينما تكون النباتات الأخرى غير متاحة خاصة خلال موسم الصيف (شكل 6)، ولكن لا يعتبر نبات رعى جيد بسبب ملوحته العالية. كما يستخدم السكان المحليين الأفرع كوقود عالي القيمة وهذا يفسر التدمير الكبير الذي يحدث لجماعات هذا النبات قرب المستقرات البشرية[2، 5].
يتكون ما يقرب من ثلث غذاء الجمبرى (الروبيان) في مناطق الأيكات الساحلية من مواد نباتية، وتمثل الأجزاء المستخدمة من النباتات المكونة لهذه الأيكات حوالي 60% منها. وتتغذى الأسماك التي تعيش في الماء الضحل عادة، بقدومها مع موجات المد إلى هذه المناطق على الكائنات البحرية اللافقارية التي تعيش في الأيكات الساحلية. وعادة في مثل هذه النظم البيئية الضحلة يتم إزاحة كميات من المواد العضوية والدبال من هذه النظم إلى مناطق الماء المفتوح مما يساهم في تغذية العديد من الكائنات البحرية بها.
في كثير من بقاع العالم التي توجد بها غابات الأيكات الساحلية تستخدم أخشابها في إقامة دعامات مناجم الفحم وطرق السكك الحديدية وأسقف المنازل نتيجة لصلابة أخشابها واستقامتها وفى بناء القوارب وإقامة الأسيجة والمنحوتات الخشبية وكوقود خشبي ذي رائحة طيبة. وعلى الرغم من الصفات التشريحية لأخشاب الأيكات الساحلية من حيث قصر الألياف وسمك الجدر الخلوية، والتي تجعلها غير مناسبة للاستخدام بنسب كبيرة في صناعة عجين الورق، فإن صناعة لب الورق أصبحت من أكثر الصناعات استهلاكاً لأخشاب هذه النباتات في اليابان، إضافة إلى ذلك فان هذه النباتات تستعمل في الفلبين لإنتاج ألياف الفيسكوز المستخدمة في صناعة النسيج، كما يستغل كسر الخشب والأفرع الصغيرة والنشارة الناتجة عن استخلاص الدعائم والألواح في صناعة الخشب المضغوط المستخدم في التشييد والتأسيس. وتستغل الأجزاء غير الخشبية مثل القلف والأوراق في إنتاج المستخلصات الكيميائية مثل التانينات والأصماغ والأصباغ.
تعد نباتات الأيكات الساحلية مصدراً لمكونات الهرمونات مثل التربينات والأستيرويدات إلى جانب وجود مركب الكومارين الذي يعد مصدراً يستخدم في تركيبات العقاقير. وقد ذكر العالم الإغريقي ثيوفراستبس عام 305 قبل الميلاد أن مستخلص بادرات نباتات القرم كان يستخدم قديماً كمقوى جنسي عام للرجال، وهذا ما أكده العالم المغربي ابن عباس النباتي عام 1230م الذي أضاف أيضاً أنه يستخلص منه مواد طبية لعلاج أمراض اللثة وأمراض الكبد[1]. وقد أجريت حديثاً تحاليل كيميائية على أجزاء من نبات القرم النامية على سواحل المملكة العربية السعودية وأتضح احتوائها على مواد تعتبر مصدراً لإنتاج الهرمونات المقوية[9]. ومن أهم العوامل التي تعجل بتدهور الحياة البحرية التدمير المباشر للمناطق الساحلية الرطبة التي تتخذها العديد من الكائنات الحية بيئة للتكاثر أو مصدر للطعام، إذ أن تجفيف تلك المناطق بغرض تنفيذ مشروعات البناء على طول السواحل وشق الطرق أدت إلى تدمير العديد من هذه المناطق خاصة القيعان البحرية المكسوة بالعشب والتركيبات الصخرية التي أحدثتها الأمواج والتي تزخر بالحياة الفطرية.. إلا أن أكثر الآثار المدمرة هي تلك الناتجة عن نقل الأمواج للنفط المهدر بسبب حوادث الناقلات ومنصات استخراج النفط وغيرها باتجاه السواحل مما يؤدى إلى قتل كل الكائنات النباتية والأعشاب الحيوانية التي تقع في طريقها. كما أن النفط يلتصق بجذور وبراعم نباتات الأيكات الساحلية فيقتلها.
عموماً فإن الأيكات الساحلية تتدهور تدهوراً سريعاً في أفريقيا وآسيا واستراليا، ولهذا فقد تم تشخيص غابات هذه النباتات في معظم المناطق الاستوائية كنظم بيئية مهدده بالفناء. وتتأثر النظم البيئية لهذه النباتات، مثلها مثل غيرها من التطم البيئية الأخرى بنتائج المشكلات البيئية الناتجة عن أنشطة الإنسان مثل التلوث النفطي. فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن الوسط الترسيبي لهذه الأيكات يلعب دوراً كبيراً كمصدر للمواد السامة إذا ما تعرض للتلوث النفطي حيث يقوم بتجميع نواتج تكسير وتحلل النفط. ويظهر تأثير هذا بشكل كبير في مرحلة لاحقه (بعد عدة سنوات) حيث تؤدى إلى القضاء تدريجياً على أشجار هذه الأيكات، والتي كانت في حالة جيدة قبل حدوث ذلك.
نظراً لهشاشة نظم الأيكات الساحلية، وخاصة أيكات نبات القرم في المنطقة العربية التي يمثل خط العرض المار بمنطقة نبق على ساحل خليج العقبة بجنوب سيناء الحد الشمالي لانتشارها عالمياً، فانه يجدر أن نوليها أهمية كبيرة لحمايتها والمحافظة على بيئتها الخاصة لضمان استمرارية نموها وإنتاجيتها واستمرار عطائها للكائنات الحية المختلفة الأخرى التي تعيش معتمدة عليها. ومن هذا المنطلق فقد تم وضع أسس للحفاظ على مجتمعات الأيكات الساحلية في أي منطقة نلخصها فيما يلي: 1- عدم التدخل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في توقيت وكمية انسياب الماء العذب من الأنهار والوديان إلى مواطن هذه الأيكات. 2- عدم التدخل في استمرار عملية الغمر بماء المد أو ماء الجريان السطحي. 3- عدم الإخلال بالتركيب الطبيعي والكيميائي والإحيائي للمنظومة البيئية لهذه النباتات أو لمستوى ارتفاع الوسط الترسيبي بالنسبة لمستوى سطح البحر بالمنظومة.

المراجع

1- عبد الرازق، محمد سعد الدين (1994). نبات القرم "أفيسينيا مارينا" دراسة عامة– وتجارب إكثاره في دولة قطر. مركز البحوث العلمية والتطبيقية، جامعة قطر. 142 صفحة. 2-Ayyad, M. (1998). Multipurpose Species in Arab African Countries. UNESCO, UNESCO Cairo office (UCO), Cairo, 91 pp. 3-Batanouny, K.H. (1981). Ecology and Flora of Qatar. Alden Press, Oxford, 245 pp. 4-Dawes, C.J. (1981). Marine Botany. A Wiley–Interscience Publications, John Wiley & Sons, New York, 628 pp. 5-El-Hadidi, M.N., Abd El-Ghani, M.M. & Fahmy, A.G. (1992). The Plant Red Data Book. 1.Woody Perennials. Palm Press & Cairo University Herbarium,155 pp. 6-Kassas, M.A. (1957). On the ecology of the Red Sea coastal land (Sudan). J. Ecol. 45: 187-203
يعتبر شجر القرم مفيد للبيئة البحرية والبرية حيث يساعد في تثبيت التربة ويكون مأوى طبعي للأسماك والكائنات البحرية أضافة لكونها مأوى لفقس الطيور وكمصدات للرياح.

الأنواع



 بيئات المانجروف في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن


نظرة عامة:تنتشر بيئات المانجروف على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن وخصوصا في الجزء الجنوبي من جنوب البحر الأحمر، حيث تشكل هذه البيئات جزءا مهما من منظومة الحياة النباتية الساحلية؛ فنظام جذورها المعروفة بالجذور الهوائية والتي تبرز فوق سطح الأرض تحيط بالأشجار  لتشكل أيكات كثيفة على امتداد الساحل تعمل على ترسيب التربة وتحمي بذلك الشواطىء من التعرية، كما تعزز بيئات المانجروف تنوعا هائلا للمجموعات الحية من خلال توفير المأوى لانواع كثيرة من الحيوانات والطيور البحرية والأسماك واللافقاريات الهامة تجاريا، كما تشكل الأوراق والفروع الميتة لأشجار المانجروف مصدراً هاماً للمغذيات التي تثري الانتاجية الاولية في البيئة البحرية.
التهديدات والصعاب:
تعتبر الظروف البيئية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن- مثل درجة الحرارة ونسبة الملوحة- من الحدود القصوى للمدى الفيسيولوجي الذي تستطيع تحمله نباتات المانجروف، مما يجعلها شديدة الحساسية للضغوط البيئية،  حيث تتدهور أشجار المانجروف وتتعرض للاجتثاث بفعل الكم الهائل من أعمال التطوير واستغلال المساحات الساحلية ، فعلى سبيل المثال هي تتعرض للدمار بفعل تغيير استخدام الأرض وتقتلع لبناء المزارع السمكية، وفي المناطق الساحلية حيث الازدياد السريع للسكان يتم قطع الأشجار بغرض استخدامها كخشب للبناء أو الوقود، كما أن الجمال التي تتغذى على أوراقها تحد من ارتفاعها وإنتاجيتها وقدرتها على التكاثر، بالإضافة إلى أن بناء السدود على مجاري السيول و الوديان يقلل من انسياب مياه الامطار والطمي الى مناطق تواجد المانجروف بالسواحل ويتسبب ذلك في تدهور نمو الاشجار ، أضف الى ذلك أن بناء الجسور الصغيرة والممرات عبر الشواطئ يؤدي إلى حجز مياه المد عن بيئات المانجروف مما يتسبب في موت الكثير من الأشجار في عدة مناطق.
ولتدهور أشجار المانجروف آثار بعيدة المدى تتمثل في تدهور المخزون السمكي والصيد البحري وتعريض الشواطىء للتعرية، كما يؤدي ذلك الى تهديد مجموعات مهمة من الكائنات البحرية وفقدان التنوع الحيوي ، وتكمن العوامل الرئيسية لتدهور بيئات المانجروف في نقص التوعية بأهمية دورها في البيئات الساحلية والبحرية، وأيضاً لقصور القوانين الخاصة بحمايتها واجراءات تطبيق القوانين ، و الاستخدام المحدود لإجراءات التقييم البيئي.
جهود المحافظة:أجرى المختصون الذين دربتهم الهيئة أعمال مسح مكثفة لبيئات المانجروف في المنطقة بغية تقييم الوضع الحالي لهذه البيئات الرئيسية وإعداد الخطط اللازمة للمحافظة عليها، وبناءا على برنامج المسح الذي نظمته تم اعداد تقارير وطنية عن الوضع الراهن لبيئات المانجروف في كل منجمهورية جيبوتي وجمهورية السودان و الجمهورية اليمنية  وجمهورية مصر العربية  والمملكة العربية السعودية، وقد تم ايضا اعداد تقرير اقليمي شامل.
وقد وفر هذه التقارير قاعدة مهمة من البيانات لقائمة الموجودات الوطنية بالإضافة إلى معلومات هامة تشكل أساسا للبيانات اللاحقة التي يمكن مقارنتها لمتابعة وقياس التغيرات التي قد تنتج جراء العوامل الطبيعية أو التدخلات البشرية. بالإضافة لذلك،


مكن جمع البيانات الأولية الهيئة من وضع خطة عمل اقليمية وخطط عمل وطنية للمحافظة على بيئات المانجروف واعادةتاهيلها.
وتم تجميع كافة البيانات المتعلقة ببرنامج رصد المانجروف وأنشطة المحافظة عليها في قاعدة معلومات شاملة تابعة لنظام المعلومات الجغرافي GIS للهيئة.
توحيد طرق  المسح:طورت الهيئة طرق علمية موحدة للمسح يمكن تطبيقها على المستوى الإقليمي لتسهيل رصد حالة الأنواع  والبيئات الساحلية والبحرية المهمة في الاقليم.

وقد عقدت الهيئة، منذ 2001، سلسلة من الدورات التدريبية كما هو مبين أدناه لتدريب المتخصصين من دول الهيئة على طرق لمسح الموحدة والتي تناسب كل منها البيئة الطبيعية والتركيبة العشائرية للانواع في البيئات التي يتم رصدها، وضمن هذا الاطار تم اعداد كما استخدمت الدورة التدريبية (طرق المسح الموحدة للبيئات الطبيعية المدية المتداخلة والأشجار الاستوائية، جيبوتي آذار/ مارس 2002) كمقاييس لتقييم طرق المسح وتحديد مدى قابليتها للتطبيق في المنطقة.

جهود المحافظة على بيئات المانجروف:

أعدت الهيئة خطة عمل إقليمية (RAP) بناء على المعلومات المسبقة التي نتجت عن أعمال المسح، هدفها المحافظة على بيئات المانجروف في البحر الأحمر وخليج عدن. وتعتمد الخطة على تطبيق الأسس الحديثة اللازمه للحفاظ  على بيئات المانجروف ، بالإضافة إلى أساليب المحافظة التقليدية، كما أنها تشمل بيئات المانجروف في  كل دول الهيئة.

وتتضمن الخطة مجموعة من الأهداف الرئيسية والنشاطات المحددة للتنمية المستدامة والتي تضمن الحفاظ على بيئات المانجروف والبيئات الطبيعية الاخرى  في البحر الأحمر وخليج عدن، وتناقش الخطة- تحديدا- الاساليب التي يمكن بها تحقيق المحافظة على بيئات المانجروف وادارتها المستدامة من خلال ستة مكونات تحتويها الخطة، وهي: الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية؛ التثقيف والتوعية؛ المناطق البحرية المحمية؛ الاستخدام المستدام لأشجار المانجروف؛تخفيف آثار التلوث؛ والرصد والمراقبة والتقييم الاقتصادي.
وبالإضافة إلى خطة العمل الإقليمية، فقد أعدت الهيئة بالتنسيق مع الدول الأعضاء خطط عمل وطنية للمحافظة على بيئات المانجروف خاصة بكل دولة، حيث تتكامل هذه الخطط مع الخطة الاقليمية الشاملة.



   
 


  ميانمار: فقدان غابات المانجروف يزيد من عدد ضحايا الإعصار





توفر غابات المانجروف حماية طبيعية للمناطق الساحلية من الأمواج العاتية
لمن المؤسف أن تزهق آلاف الأرواح في إعصار نرجس واندفاع الموج المدمر الذي تبعه حتى ندرك التبعات المأساوية للتقدم الاقتصادي السريع الذي يتم على حساب البيئة. ففي العقود القليلة الماضية، قام المزارعون في دلتا إيراوادي بإزالة مساحات واسعة من غابات المانجروف الساحلية لزيادة الأراضي المزروعة بالأرز، كما أزالوا المزيد منها قبل ثماني سنوات لتربية القريديس بهدف تصديره للخارج.
وربما كان ذلك سبباً في ارتفاع حصيلة الضحايا، كما يرى بعض المتخصصين، لأن ميانمار فقدت هذا الغطاء الواقي الذي كان يحمي مناطقها الساحلية.
ويأمل ماساكازو كاشيو، وهو مسؤول موارد الغابات لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، أن تعي السلطات في ميانمار بعد هذه الكارثة أهمية المحافظة على ما تبقى من أشجار المانجروف وحمايتها وإعادة تأهيل بقايا هذا الغطاء المتدهور.
وأضاف قائلاً في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أتمنى حقاً أن تأخذ حكومة ميانمار هذا الدرس على محمل الجد وأن تتخذ خطوات مناسبة من خلال تبني منهج مبني على المشاركة – أي أن عليها أن تصغي لما يقوله الآخرون".
واستطرد موضحاً: "عليهم وضع خطة مناسبة لاستغلال الأراضي وإدراك الحاجة لحماية المنطقة المتأثرة بالكارثة من البحر ومن مياه الفيضانات".
ويُعتَقد أن الآلاف من ضحايا إعصار نرجس الذي ضرب البلاد يومي 2 و3 مايو/أيار غرقوا في المد الذي سببته العاصفة الإعصارية حيث ارتفع موج البحر لأكثر من 3.5 متراً وغمر الأراضي في الداخل حتى مسافة 40 كلم تقريباً.
وأفادت الفاو في بيان صادر عنها يوم 15 مايو/أيار أن أشجار المانجروف كانت ستثبط من ارتفاع الأمواج التي سببتها العاصفة الإعصارية.
وجاء في البيان: "لا يمكن للحواجز المنفذة للماء مثل الأشجار الساحلية والغابات أن تمنع غمر المناطق الداخلية وحدوث الفيضانات الناتجة عن العاصفة الإعصارية...ولكن هناك احتمال كبير في أن تتمكن النباتات الساحلية الكثيفة والسليمة [التي لم يعبث بها الإنسان] بتقليل أثر الأمواج والتدفقات المصاحبة للإعصار. كما يمكن للغابات الساحلية أن تعمل عمل مصدات الرياح في تقليل الدمار الذي يلحق بالمجتمعات الساحلية بسبب الأعاصير".
وكانت الفاو قد أدارت مشروعاً لإعادة تأهيل غابات المانجروف في المنطقة دام لعقد تقريباً وانتهى عام 2001. ولكن كاشيو قال أن "الضغط لافتتاح المزيد من مزارع الأرز كان قوياً جداً [وحال دون استمرار المشروع]".
تقديم تنازلات محسوبة
في الوقت نفسه، قالت ماريا أوزبيك من معهد استكهولم للبيئة في بانكوك أن أي جهود لحماية أو إعادة تأهيل أشجار المانجروف عليها أن تأخذ بعين الاعتبار اهتمامات السكان المحليين والحكومة في التقدم الاقتصادي.



الصورة: الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمرِ والهلال الأحمر
تراجع بطيء للمياه التي غمرت المناطق الساحلية في ميانمار في أعقاب إعصار نرجس الذي ضرب البلاد يوم 2 مايو/أيار
وقالت: "لا يكفي أن نتحدث عن دور أشجار المانجروف في التخفيف من أثر المخاطر الطبيعية... إن الأمر يتعلق أيضاً بكيفية ضمان التطور الاقتصادي والأمن الغذائي وفي نفس الوقت امتلاك نظام بيئي فعال. الأمر يتعلق بتقديم تنازلات محسوبة". فعلى سبيل المثال في فيتنام القريبة يعمل معهد استكهولم للبيئة مع الحكومة والقطاع الخاص والمجتمعات الساحلية على تطوير خطة بقيمة 200 مليون دولار لإعادة زراعة غابات المانجروف في بعض المناطق دون المساس بسبل عيش السكان.
وأضافت قائلة: "عليك مناقشة مكان زراعة المانجروف وأي الأصناف وعدد الأشجار وكيف ستتم رعايتها". وأفادت أن غابة المانجروف المعاد تأهيلها بشكل جيد – أي بطريقة طبيعية وباستخدام أصناف متنوعة – يمكنها "المساهمة في المخزون السمكي الذي بدوره يساهم في الاقتصاد المحلي".
ولكن كاشيو توقع أن يختار العديد من السكان المحليين مغادرة المنطقة التي ضربها الإعصار مما سيسهل إعادة زراعة غابات المانجروف فيها.
وعن ذلك قال: "بطبيعة الحال سيتخذ الناس قراراً بعد الكارثة المدمرة – سيقدرون أن المكان ليس آمناً للعيش وتربية الأطفال على المدى البعيد وفي المستقبل".
وكان العدد الرسمي لضحايا إعصار نرجس قد وصل يوم 16 مايو/أيار إلى 43,000 قتيل 28,000 مفقود في الوقت الذي يعتقد فيه كل من الصليب الأحمر والأمم المتحدة أن عدد الذين قد لاقوا حتفهم قد يفوق الـ 100,000 قتيل.


وفي مصر
 
 تعمل أشجار المانجروف على التنمية الإقتصادية والبيئية، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية.
فتحي الشيخ من القاهرة: يتبنى جهاز شؤون البيئة المصري عدة مشروعات لزراعة غابات المانجروف «الشورى» على سواحل البحر الأحمر، وذلك لحماية هذا النوع من الاشجار، التي تعد من أكبر الأنظمة البيئية الساحلية إنتاجاً، حيث تعمل كمناطق تحضين طبيعية وتزاوج للعديد من الكائنات البحرية والطيور على السواء. كذلك تشكل مناطق المانجروف عوائل للعديد من الكائنات المتوطنة والنادرة والمعرضة لخطر الإنقراض من النباتات والحيوانات المائية والبرية بالإضافة إلى أنها توفر حماية طبيعية للشواطئ التي تتواجد عليها حيث تقاوم عوامل النحر الناتجة من الأمواج، وتوجد " المانجروف" على ساحل البحر الأحمر الغربى في مصر، فى نطاق محافظة البحر الأحمر، مايقرب من 25 منطقة مانجروف مساحتها تزيد على 5000 كيلو متر، بالاضافة إلى مساحات اخري في محافظة جنوب سيناء.
"تنمية أشجار المانجروف في منطقة حماطة بجنوب مصر على ساحل البحر الاحمر" أحد المشروعات التي يقوم بها جهاز شؤون البيئة المصري في هذا الاطار وهو ما يعلق عليه المهندس سيد مدين، رئيس الفرع الأقليمى لجهاز شؤون البيئة بالبحر الأحمر، بقوله: تعتبر منطقة المشروع من أفضل مناطق المانجروف فى مصر من ناحية الحالة الصحية العامة للنظام البيئى به حيث تمتد أشجار المانجروف لمسافة 9-11كم ويصل عرض المنطقة إلى 500 متر فى بعض الأماكن. كما تغطى أشجار المانجروف دلتا وادى حماطة والتى تستقبل مياه صرف السيول القادمة من جبل حماطة وما حوله مما يوفر مصدر مياه عذبة لتلك الأشجار، وتم عمل منطقة حرم للاشجار حيث يمنع الرعي فيها ومن ضمن الانشطة التي تمارس في المنطقة مراقبة الطيور المتوطنة والمهاجرة في المنطقة وتصنيفها.

المانجروف هو أحد عجائب مملكة النبات كما يؤكد الدكتور كمال حسين، أستاذ علم النبات، بجامعة القاهرة، وهو ما يفسره للإيلاف بقوله:" اشجار المانجروف أو الشورى تعيش في مياه البحر المالحة، وهذه البيئة معروف عنها ضآلة الاكسجين بها لدرجة لا تكفي لتنفس هذه الاشجار، ولذلك تنمو لهذه الاشجار جذور تنفسية من اسفل إلى أعلى عكس جذور سائر النباتات والاشجار، وهو الامر الذي يجعل هذه الجذور تظهر فوق سطح ماء البحر لتتمكن من الحصول على الاكسجين اللازم لحياتها، كذلك تنمو لديها مثل هذه الجذور التنفسية على افرعها وتتدلى في الهواء لنفس الغرض، أيضا بذور بعض هذه الانواع تبدأ في الانبات وهي مازالت ثمار على أفرع الاشجار ثم تسقط البذور بعد الانبات لتتسرب جذورها الصغيرة في التربة تحت سطح الماء.
 أهتمام الدولة باشجار المانجروف يفسره رئيس الفرع الأقليمى لجهاز شؤون البيئة بالبحر الأحمر، بأن المانجروف من أهم النباتات التي تساعد على عملية التوازن البيئي لأن أشجار المانجروف تعتبر ملجأ للعديد من الطيور المهاجرة حيث تستريح عليها اثناء هجرتها وتبني أعشاشها فوق أشجار المانجروف وتبيض الطيور في هذه الاماكن الآمنة وكذلك جذور أشجار المانجروف تعتبر ملاذا للعديد من القشريات مثل الاستكاوزا والجمبري والاسماك مثل السلمون والبورس و السطل وانواع اخرى كثيرة إلى جانب عشرات من انواع الطحالب ذات القيمة الغذائية العالية، وتقوم أشجار المانجروف كذلك بمنع نزول الطمي الذي يحمله معه السيل والذي يهدد نمو الشعاب المرجانية والحياة البحرية بالخطر وأوراق واغصان المانجروف الجافة تمثل غذاء للاسماك والقشريات والكائنات الحية وتعمل اشجار المانجروف تثبيت الشرط الساحلي وبذلك فان غابات المانجروف تؤدي خدمات بيئية كبيرة.
 ويضيف مدين، هذه الشجرة كل اجزائها تستخدم في الصناعات كإنتاج الاصباغ، الراتنجات «المواد اللدنة»، مواد الدباغة، صناعة القوارب، علب الكبريت، اللعب الخشبية، وبناء المنازل الشائطية، اما أوراقها فتعد مصدرا هاما لعلف الحيوان وللوقود، بل ان بعض اجزاء المانجروف لها استخدامات دوائية، الامر الذي يجعل نشر غابات الشورى بطول ساحل البحر الاحمر أو السواحل العربية عموما عملية اقتصادية هامة مضمونة العائد لانه يمكن ان تقوم عليها صناعات صغيرة تساعد الاقتصاديات العربية.


وفي السعودية:


وجد غابات المانجروف بالمملكة العربيّة السعوديّة على سواحل البحر الأحمر من جنوبه وحتىمدينة ضبا شمالاً وعلى سواحل الخليج العربي أيضاً، وتسمى غابات المانجروف من نوع  Avicennia marina  بالشورة أو القرم وهي في الجزء الجنوبي من ساحل البحر الأحمر (جنوب مدينة جده) أكثر كثافة من تلك الموجودة في الجزء الشمالي والتي تنتشر على شكل أشجار وشجيرات مبعثرة وضعيفة النمو. كما يوجد نوع آخر من المانجروف هو القندل Rhizophora mucronata، وتوجد أشجار القندل في 11 موقعاً على طول الساحل السعودي للبحر الأحمر حيث أقصى امتداد لها شمالاً في منطقة الوجه في ثلاثة مواقع بجزيرة أم رومه وعلى الساحل الشمالي في موقع واحد هو دقم. أما في الجزء الجنوبي من الساحل السعودي فتوجد أشجار القندل في جزيرتي زفاف و سولين وفرسان وكذلك في بئر عكرش بالسميرات في منطقة جازان وفي راس أم ربيس في منطقة مكّة المكرّمة.
ويوحي الوضع الراهن لغابات المانجروف بتعرّضها لاضطرابات شتىً أثّرت في نموّها  وانتشارهاوجودة أشجارها. ويرجع بعض هذه الاضطرابات إلى عوامل طبيعيّة مثل زحف الرمال، إلاّ أنّ العوامل الأكثر تأثيراً تتضمّن الاستغلال الجائر لهذه الغابات من قبل السكان المحليين خاصّة في الماضي بالإضافة إلى ما جرى خلال العقود الثلاثة الماضية من ممارسات مدمّرة للبيئة البحريّة والأرضيّة على السواء كصرف المخلّفات في البحر وإلقاء النفايات على الشواطئ وسوء استخدام هذه المناطق مع عدم وجود أي نوع من الإدارة في هذه الغابات.
و تكّون غابات المانجروف نظاماً بيئياً فريداً يختلف عن بقية النظم البيئيه للغابات (زهران 1995)، و يقتصر وجود غابات المانجروف على مناطق الماء المالح الساحلية والمجاري الملحية الضحلة في المناطق الاستوائية والمدارية ما بين مداري السرطان و الجدي.
و تمثل غابات المانجروف حوالي 75٪ من مساحة السواحل الاستوائية في العالم (McGill 1959وChapman 1976 ). و تشكّل غابات المانجروف في قارة آسيا الغالبية  العظمى من معظم مساحات العالم من المانجروف بنسبة 46٪، تتبعها أمريكا بنسبة 35٪, ثم أفريقيا بنسبة 17٪ (Mangrove Action Project 1990). هذا و توجد غابات المانجروف في 112 دولة في مختلف أنحاء العالم تقع مابين خطي عرض 30 شمالاً و30  جنوباً (1993 Mitsch and Gosselink). أما عن المساحة التي تغطيها غابات المانجروف على مستوى العالم فقد ذكرKelleher et al. (1995)  أنّها ما بين 190,000 و240,000 كم2. و قد تناقصت في الوقت الحالي مساحة الكثير من غابات المانجروف في كثير من بلدان المناطق الاستوائية نتيجة للزيادة السكانيّة والأنشطة البشرية والتلوث الناتج عن الصناعات الساحلية (Macintosh and Zisman 1995 Choudhury 1997; Lewis 1998 ). ففي الهند تناقصت غابات المانجروف بين عام 1963 وعام 1977 م بحوالي 50٪ ،و في الفلبين بحوالي 70٪ ما بين عامي 1920 و 1990م (1996 (World Resources Institute . أمّا في تايلاند فقد تناقصت غابات المانجروف بشكل سريع، حيث تقلصت مساحتها من 213,700  هكتاراً إلى 178,683هكتاراً ما بين عامي 1975 و 1993 (Sathirathai and Barbier  2001).
تضم غابات المانجروف أشجار وشجيرات تسود مناطق المد على سواحل البحار والمحيطات والجزر ومصبّات الأنهار في المناطق الاستوائيّة وتحت الاستوائيّة من العالم. ويشمل المانجروف 55 نوعاً تنتمي إلى 16 جنساً  تتبع فصائل نباتيّة مختلفة.
وتعتبر أشجار و شجيرات المانجروف متحمّلة للملوحة إذ أنّها تزدهر في بيئة مغمورة بالماء المالح في وأحياناً في بيئة مالحة وضحلة كما في حال الجزر. و لغابات المانجروف فوائد عديده إذ تعتبر حاجزاً بين الأرض والبحر تعمل على تثبيت شواطئ البحار والمحيطات والأنهار ومصبّاتها ضد خطر التآكل الناتج عن حركة الأمواج والمد والجزر. كما تستضيف غابات المانجروف عدداً من الأنواع الحيوانية بما في ذلك الثدييات والزواحف والبرمائيات والطيور. وتوفر كذلك العناصر المغذية للعديد من الكائنات لبحرية، كما تعتبر مناطق التفريخ لطائفة متنوعة من الأسماك و المحاريات، بما في ذلك العديد من الأنواع التجارية. و تعتبر غابات المانجروف مصدرًا للأخشاب و الحطب و الفحم النباتي ولمجموعة واسعة من المنتجات غير الخشبية كالعلف والقش و العسل و الأدوية والصبغات (FAO  2003).  بالإضافة إلى ذلك تعمل غابات المانجروف مع غيرها من الغابات في أرجاء العالم المختلفة على تخفيف آثار التغيّر المناخي.
و تنتشر معظم غابات المانجروف في المملكة العربية السعودية على ساحل البحر الأحمر ويوجد القليل منها على ساحل الخليج العربي و تشغل حوالي 204 كم2 من مساحة المملكة ( Ormond et al. 1988وNCWD 1990). و ذكر حجره (1987) أن غابات الشورة تشغل مساحه هائلة في المنطقة المقابلة لحنك و الجزر الموجودة هناك، وهي تقع ما بين خطي عرض 25 و 26 شمالاً، أي شمال مدار السرطان. و قد أشار مندوره وآخرون (1987) في دراسة مسحيّة للجزء الجنوبي من ساحل البحر الأحمر في المملكة (ما بين الموسّم جنوباً و القوز شمالاً) إلى أن بيئة غابات المانجروف فيها أكثر خصوبةً مقارنة بالجزء الشمالي و أن مكونات قاعها أكثر ليونة. و قد لوحظ أنّ موقع المضايا هو الأكبر مساحةً حيث يمتد بطول حوالي 23 كيلو متراً تقريباً. و يسود غابات المانجروف في جميع المواقع نوع واحد هو الشورة Avicennia marina  ، ما عدا في جزيرة فرسان حيث يوجد مجموعة من أشجار الجار أو القندل Rhizophora mucronata ، كما وجدت أيضاً أنواع حيوانيّة ونباتيّة مصاحبة لأشجار غابات المانجروف مشابهه لما هو موجود في بيئات مانجروف أخرى في العالم. و في دراسة لـفلورا جزر فرسان ذكر باصهي (1999) أن أنواع غابات المانجروف الموجودة بالجزر هي الشورةAvicennia marina  و القندل Rhizophora mucronata. أما على الساحل الشرقي للمملكة و الذي يمتد من الخفجي شمالاً إلى مركز البطحاء الحدودي مع دولة الإمارات العربية المتحدة فلا توجد غابات الشورة إلاّ في مكان واحد هو خليج تاروت.
و تعاني غابات المانجروف في المملكة تدهوراً واضحاً ناشئ عن الضغوط البيئيّة و الأنشطة البشريّة التي تجري على الشواطئ كالتوسع في الصناعات الساحليّة و السياحيّة و ما يصاحبه من حفر و ردم، بالإضافة إلى القطع الجائر للأشجار و الرعي المكثّف لها بواسطة الإبل. و في دراسة أجراها مندوره و آخرون (1992) لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا التدهور بخور فرسان أشارت نتائجها  إلى أنّ الأنشطة البشرية الكبيرة و إنشاء ميناء فرسان البحري و الطرق و المراسي و المنشآت الصغيرة، و كذلك قطع الأشجار و نقلها إلى أماكن أخرى أدى إلى موت عدد كبير من أشجار الشورة بسبب قطع الإمدادات الكافية من المياه عنها.
ويوحي الوضع الراهن لغابات المانجروف بتعرّضها لاضطرابات شتىً أثّرت في نموّها وانتشارها وجودة أشجارها. ويرجع بعض هذه الاضطرابات إلى عوامل طبيعيّة مثل زحف الرمال، إلاّ أنّ العوامل الأكثر تأثيراً تتضمّن الاستغلال الجائر لهذه الغابات من قبل السكان المحليين خاصّة في الماضي بالإضافة إلى ما جرى خلال العقود الثلاثة الماضية من ممارسات مدمّرة للبيئة البحريّة والأرضيّة على السواء كصرف المخلّفات في البحر وإلقاء النفايات على الشواطئ وسوء استخدام هذه المناطق مع عدم وجود أي نوع من الإدارة في هذه الغابات.

المراجع
باصهي، رياض أبوبكر (1999). فلورا جزر فرسان. رسالة ماجستير، كلية العلوم بجامعة الملك سعود، قسم النبات والأحياء الدقيقه، الرياض، المملكة العربية السعودية.
حجره، حسن (1978). دراسة بيئيه ميدانية عن توزيع نبات الشورة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية. المؤتمر الثاني للجمعية السعودية لعلوم الحياة،  قسم الأحياء بكلية العلوم، جامعة الملك عبد العزيز، جده، المملكة العربية السعودية.
زهران،محمود عبد القوي (1995). أساسيات علم البيئة النباتية و تطبيقاتها. دار النشر للجامعات المصرية، مكتبة الوفاء،القاهرة، الطبعة الأولى. مصر.
مندورة،عبدالله,خفاجي وعبدالكريم محمد خفاجي (1992). أثر النشاطات البشرية على المانجروف في خور جزيرة فرسان على ساحل البحر الأحمر الجنوبي بالمملكة العربية السعودية. أكاديمية كلاور، مملكة هولندا.
مندوره، عبد الله و سيد محمد سيف الله و عبد الكريم محمد خفاجي ( 1987). نظام بيئة مانجروف الساحل الجنوبي من البحر الأحمر. مجلة جامعة الملك عبد العزيز بجده، المملكة العربية السعودية، المجلد(10):165-193.

Chapman, V. J. (1976). Mangrove vegetation J, Cramer Verlag, Vaduz, Liechtenstein.
 Choudhury, J. K. (1997). Sustainable management of costal mangrove development and social need. X1 world Forestry congress, Andalaya, Turkey. 6:37.
FAO (2003). Status and trends in mangrove area extent worldwide. By Wilkie, M.L. and Fortuna, S. Forest Resources Assessment Working Paper No. 63. Forest Resources Division. FAO, Rome.
Kelleher G., Bleakley, C. and Welles, S. (1995).  A Global Representative of Marine Protected Area, volume 1, Great Barrier Reef Marine Park Authority, The World Bank and World conservation Union.
Lewis III, R. R.  (1998). Key concepts in successful ecological restoration of mangrove forest, Costal environment improvement in mangrove/wet land ecosystem. TCE-P Workshop No.II .Rangng, Thailand.
Macintosh, D. and Zisman S. (1995). The status of mangrove ecosystems, trends In the utilization and management of mangrove resource [on line articles[.
http://iufro.boku.at/iufrontet/d1/wu10700/unpub/macin95.html .
Mangrove Action Project. (1990). Mangrove Ecosystems. www. earthisland.org/scripts/imagemap/eil?373,141
McGill, J. T. (1959). Costal classification maps. In: Russel R.J. (ed), Second Costal Geomorphology conference. Costal studies Institute, Louisiana state university, Baton Rouge pp 1-22. USA.
Mitsch, W. J. and Gosselink, G. J. (1993). Wetlands, second editions, Van Nostrand Reinhold, New York, USA.
National Commission for Wildlife Conservation and Development (NCWCD),(1990).  A system plan for protected areas for wild life conservation and sustainable rural development in Saudi Arabia. NCWCD/IUCN, Riyadh.
Ormond, R. F. G., Price, A. R. G. and Dawson-shepherd, A. R. (1988). The distribution and character of mangrove in the Red Sea, Arabian Gulf and Southern Arabia. Proceedings of the UNDP/UNESCO Regional Mangrove Project, Colombo, 11-14 Nov. 986, pp.125-130.
Sathirathai, S. and Barbier, E. B. ( 2001). "Valuing Mangrove Conservation in Southern Thailand''Contemporary Economic Policy 19(2):109-122.
World Resources institute (WRI) (1996). World Resource 1996-7: World Resources Institute, New York, Oxford University Press







وفي اندونيسيا:




الحفاظ على غابات المانجروف، إندونيسيا

توفر أشجار المانجروف التي تنمو في المياه الساحلية الضحلة الملاذ لواحد من أكثر الأنظمة البيئية تعقيداً ودقة في العالم. في إندونيسيا، تجاوزت سنوات التنمية الزراعية على مستنقعات المانجروف في البلاد، وأثر التلوث الصناعي في عدة أماكن على جودة المياه بدرجة كبيرة، مما يهدد نصف سواحل المانجروف في البلاد. تؤدي شركة سامبورنا، الفرع المحلي لفيليب موريس، دوراً نشطاً في الحفاظ على تلك الغابات.
إندونيسيا، غابات المانجروف
سورابايا، إندونيسيا
يعمل موظفو الشركة مع الحكومة البلدية على إعادة تشجير منطقة متنوعة حيويا في الساحل الشرقي لسواربايا.
مع وجود سواحل ضخمة وأكثر من 17000 جزيرة، تستأثر دولة إندونيسيا بسدس غابات المانجروف على مستوى العالم. تتميز هذه الغابات بظواهر المد والجزر المدهشة، وتتميز بجذور الأشجار المتشابكة المكشوفة والمياه عالية الملوحة، وهي مكوناً هاما في النظام البيئي في إندونيسيا. فهي لا توفر المسكن فقط لكثير من الأنواع من الأسماك وكائنات الحياة البرية بل توفر أيضاً الأخشاب والغذاء والدواء للإنسان. تحمي الأنظمة الجذرية الضخمة المناطق الساحلية من التعرية وموجات العواصف.
توجد المصانع الرئيسية لشركة سامبورنا في سورابايا، ثاني أكبر مدينة في إندونيسيا، حيث يجاور الساحل الشرقي مصبات الأنهار التي تحتوي على غابات المانجروف. تشهد التنمية الاقتصادية والمخلفات الناتجة عنها تزايداً في سورابايا، مما ينتقص من جودة المياه ويضر بالغابات. وضعت الشركة يدها على فرصة تمكنها من اتخاذ خطوات للمساعدة في الحفاظ على هذا النظام البيئي الدقيق.

شراكة بين شركة سامبورنا والحكومة البلدية والمجتمعات المحلية

تعمل سامبورنا يداً بيد مع الحكومة البلدية على إعادة تشجير منطقة بمساحة 871 هكتار في منطقة ذات تنوع حيوي مرتفع.
يعد برنامج الحفاظ على المانجروف، الذي تدعمه شركة سامبورنا، برنامجا طموحاً بحق من حيث النطاق. بناءً على دراسة جدوى أجريت من قبل مؤسسة محلية تسمى Yapeka، تعمل شركة سامبورنا يداً بيد مع الحكومة البلدية على إعادة تشجير منطقة بمساحة 871 هكتار تتسم بتنوع حيوي مرتفع على الساحل الشرقي للمدينة. وفي نهاية المطاف، ستضاف منطقة بمساحة 1500 هكتار إلى البرنامج مما يزود المدينة بمساحة خضراء إضافية تساوي 6% من مساحتها.
قال السيد إيدي هندراس واينو، رئيس مجلس إدارة مؤسسة Yapeka "تعد مبادرة سامبورنا لدعم الحكومة في تنفيذ هذا المشروع إسهاما ذا أهمية في المجتمعات. وهنا تجد السبيل الصحيح لتحقيق أثراً إيجابياً".
وأيضا يدعم هذا المجهود متعدد الأطراف مؤسسات أكاديمية ومنظمات غير حكومية والمجتمعات نفسها. يعد سكان القرى الست الموجودة على حافة غابات المانجروف بسوارابايا أصحاب مصالح رئيسيين في هذا المشروع. وستؤدي هذه القرى المحلية دوراً نشطاً في الحفاظ على محمية المانجروف وإدارتها.
وقدم البرنامج بالفعل نتيجة مبكرة: حيث اكتشف أعضاء فريق الدراسة نوعاً نادراً من القطط البرية في أشجار المانجروف، وهي إحدى الثدييات المعرضة للخطر والتي يمكن أن تستعيد وجودها مرة أخرى من خلال مساعدة بسيطة من أصدقائها.












وفي دولة الامارات






أشجار القرم و القندل Rhizophora mucronata and Avicennia marina


نبات المانجروف يوجد منه نوعان في المنطقة العربية هما :

القِرْم والقندل

ومن آيات الله وحكمته في خلقه أن أعطيت هذه النباتات ميزات وقدرات فريدة،

ومن عجائب تلك الأشجار أن مراحل الإنبات تبدأ والبذرة أو الثمرة لا تزال متصلة بالشجرة الأم

حيث توفر لها الغذاء وكأنها ترضعها رضاعة طبيعية، فإذا ما خرج الجنين تسقط الثمرة علي الشاطئ

فتستقر وتنمو في حالة القرم.

وفي حالة القندل تنمو البذور على شكل رماح يصل طولها إلى نحو 50 إلى 70 سنتيمترا؛

وعند سقوطها يساعدها ذلك على اختراق التربة والاستقرار ومن ثم تنشأ شجرة جديدة.

تعرضت هذه الأشجار النادرة إلى عوامل كثيرة حدت من انتشارها بل عرضتها أحيانا للجفاف التام

مثل عمليات الردم والتجريف والتنمية العمرانية والتلوث في البيئات الساحلية.

وتعد بذلك من النباتات النادرة والمهددة بخطر التدهور والانقراض

إلا أن هناك جهودا وطنية تبذل لحمايتها وإعادة تأهيل البيئات المتدهورة منها.


أشجار القرم (الشورى ) Avicennia marina

وأشجار القندل Rhizophora mucronata

من عائلة : Acanthaceae



من النباتات المتحملة للرياح البحرية والملوحة بالقرب من سواحل البحار

لذلك دائما نشاهدها تنمو في الأخوار وبقرب اليابسة ,,

أشجار المانجروف (القرم القندل
القرم (المانجروف)


شورة - القرم:

شجرة مستديمة الخضرة، تنمو في مياه البحر قرب الشواطئ، حيث يترسب الطمي المحمول من البر،

ويختلط بالأملاح والمواد العضوية، فيسبب وجود بيئة عديمة التهوية، وللنبات أوراق بيضية متقابلة،

جلدية، ذوات أعناق قصيرة. وعلى الأوراق غدد ملحية تفرز الأملاح.

والشورة وقد جمع فورشكال هذا النبات على سواحل البحر الأحمر، وعلم أن الحجازيين يسمونه الشورة،

وهو يعرف بالقرم في منطقة الخليج العربي، ولذلك أطلق على النوع Sceura marina،

وتبعا لقواعد التسمية تم تغيير الاسم حتى أصبح Avicennia marina ومن الجدير بالذكر أن اسم الجنس Avicennia نسبة إلى العالم المسلم ابن سينا.

وفي اللسان القرم: ضرب من الشجر، حكاه ابن دريد، قال:

ولا أدري أعربي هو أم دخيل. وقال أبو حنيفة: القرم، بالضم، شجر ينبت في جوف ماء البحر،

وهو يشبه الدلب في غلظ سوقه وبياض قشره، وورقه مثل ورق اللوز والأراك، وثمره الصومر،

وماء البحر عدو كل شئ من الشجر إلا القرم والكندلي، فإنهما ينبتان به.

.



يتواجد شجر القرم على شواطئ المناطق الاستوائية والمدارية ويعيش في درجات حرارة

مابين 19-42 درجة مئوية. ويتواجد منه على مستوى العالم عدة أنواع تربو على الخمسين،

ويتواجد بكثرة في مناطق جنوب شرق آسيا. والأمر المثير في شجر القرم

أنه ينبت على الشواطئ البحرية المالحة التي يغمرها الماء في حالة المد وينحسر عنها عند الجزر،

ويتحمل شجر القرم ملوحة مياه البحر.



أشجار المانجروف (القرم القندل
أزهار القرم


ويعتبر شجر القرم مفيد للبيئة البحرية والبرية معاً، ومن فوائده البحرية أنه يثبت التربية الشاطئية

ويكون مأوى للعديد من الأسماك والحيوانات البحرية والتي من ضمنها السلاحف البحرية،

وتتخد منه الطيور مأوى لها حيث أن هناك بعض الأنواع من الطيور تعشش تحت أشجار القرم.

ويستفاد منه أيضاً كمصدات للرياح.



أشجار المانجروف (القرم القندل
القندل

أشجار المانجروف (القرم القندل
القندل

أشجار المانجروف (القرم القندل
أزهار القندل


والكندلي نعرفه أحيانا باسم القندل وهو نبات Rhizophora mucronata

الذي ينمو في بيئة مماثلة لبيئة القرم، ويوجد على سواحل البحر الأحمر شرقا وغربا،

ويستعمله اليمنيون في صبغ الملابس


مشروع لإعادة توطين نوع من أنواع المانجروف التي كانت تنمو بصورة طبيعية في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة وتعرضت للانقراض********** استزراع أشجار القندل في رأس غناضة بعد 100 سنة من الانقراض…
وذكر معالي المهندس مبارك سعد الأحبابي، رئيس دائرة أعمال رئيس الدولة، أنه في عام 2001 بدأت الدائرة بالتعاون مع الهيئة بتنفيذ مشروع بحثي شامل على أنواع المانجروف المحلية وبعض الأنواع الأخرى المختارة من خارج الدولة، بهدف إدخال سلالات جديدة من نبات القرم وزراعتها على سواحل مدينة أبوظبي، ودراسة الخصائص الخاصة لنبات القرم للتعرف على أسباب نجاح زراعته في بعض المناطق وعدم نجاحه في مناطق أخرى.
وقد تم استنبات عدد من البذور لعدة أنواع من المانجروف تم جلبها من باكستان في مشاتل خاصة ومن ثم تم نقلها إلى حقول طبيعية في جزيرة رأس غناضة. وقد كان نمو جميع الأنواع المستوردة مشجعاً، سواء كان ذلك في مرحلة زراعتها في المشتل أو خلال التجارب الحقلية.
وأشار الأحبابي إلى أن نباتات القندل نجحت في تثبيت وجودها في الحقول التجريبية ونمت لتصبح أشجار طبيعية، مما يشجع باستعادة الإرث المفقود وإعادة توطين هذا النوع في الدولة، حيث تأقلمت هذه النباتات مع الظروف البيئية الطبيعية المحلية بشكل تام، متحملة بذلك ملوحة مياه البحر المرتفعة (+45000 جزء في المليون) وارتفاع درجات حرارة الجو.
وتعتبر أشجار القندل في جزيرة رأس غناضة فريدة من نوعها حيث أصبحت أول منطقة في دولة الإمارات العربية المتحدة ينمو فيها هذا النوع. كما أن معدل نموها يقارب معدلات نموها في باكستان حيث تم جلبها.
وقال معاليه ” أن من أكثر النتائج المشجعة في إعادة توطين هذا النوع هو أن النباتات وصلت إلى مرحلة “الأزهار”. فقد بدأت العديد من النباتات المزهرة بالظهور بعد 4-5 سنوات من زراعته. ومن المتوقع أن يكون هناك العديد من بذور الجيل الأول المحلية متاحة لإنشاء المزيد من النباتات الجديدة. وستكون هذه البذور أكثر ملائمة من الناحية الوراثية مع ظروف البيئة المحلية”.
وأكد الأحبابي أن تجارب زراعة شجيرات القندل، ثم مشاهدتها وهي تزدهر وتنمو، أعطت بعض الدروس القيمة، وأكدت دون أدنى شك أن العمل المشترك هو دائماً الأفضل والأقرب إلى النجاح من العمل المنفرد. مشيرا إلى أن سر نجاح المشروع يرجع للدور الحيوي الذي قامت به هيئة البيئة والعمل معاً برؤية موحدة لتحقيق هدف مشترك يتمثل في إضافة نظام بيئي مستدام يوفر الخضرة للسواحل والمأوى للأنواع البحرية المختلفة.
والقندل أو ما يعرف علميا رايزوفورا ميركوناتا ((Rhizophora mucronataشجيرات دائمة الخضرة، طويلة إلى متوسطة الطول ويصل ارتفاعها إلى 20 متراً. وتستند جذورها الهوائية على الجذع والفروع الأفقية. أوراقها سمكية ذات لون أخضر شمعي غامق ويمتد انتشارها من سواحل جنوب وشرق أفريقيا وحتى مدغشقر وسيشل وموريشيوس وجنوب الصين وماليزيا وحتى شمال شرق أستراليا وباكستان وساحل المحيط الهندي.
والجدير بالذكر أن الهيئة ستقوم بإصدار كتابين الأول هو “دليل زراعة القرم في دولة الإمارات العربية المتحدة” أما الثاني فهو عبارة عن تقرير ميداني “لمشروع زراعة أنواع جديدة من نباتات القرم في رأس غناضه“.
معلومات عامة عن المانجروف:
تعتبر غابات المانجروف من أكثر النظم البيئية المنتجة في العالم وواحدة من أهم الموارد الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة ولها قيمة إيكولوجية كبيرة. وتنشئ المانجروف بيئات متفردة تستضيف عدداً كبيراً من الكائنات الحية وتساعد على حماية وتثبيت السواحل وإثراء المياه الساحلية وتقدم منتجات غابية تجارية وتوفر الدعم والغذاء للمصايد الساحلية. وتنتج المانجروف الكربون العضوي الزائد عن متطلبات نظامها البيئي مما يساهم بدرجة كبيرة في الدورة الكونية للكربون. ويمكن تطوير مواقع المانجروف إلى مواقع لترويج السياحة البيئية. وبالرغم من كل هذه المميزات، فإن بيئة هذه النباتات تعد بين أكثر البيئات تعرضاً لخطر الزوال على المستوى العالمي.
ويلاحظ أن القرم Avicennia marina هو النوع المحلي الوحيد من المانجروف حالياً الذي ينمو بصورة طبيعية في بقع متناثرة من سواحل الدولة. وتغطي هذه النظم البيئية الهامة ما يقدر بنحو 0.0350% فقط (29.30 كم مربع) من اليابسة (83.600 كم مربع). ويتراوح طول شجرة القرم دائمة الخضرة بين مترين إلى عشرة أمتار بساق قصير ومتفرع وأوراق سمكية ملحية ونظام جذري ضحل بجذور هوائية  تشبه قلم الرصاص وتنمو فوق السطح الملحي. وتنتشر هذه الأشجار على نطاق جغرافي واسع حيث توجد على سواحل شرق وجنوب أفريقيا وجنوب آسيا واستراليا وسواحل البحر الأحمر والخليج العربي وخليج البنغال وجنوب شرق وشرق المحيط الهندي وجنوب بحر الصين وتايوان وجزر الفلبين وبحر الخرز وجنوب الهادئ إلى غرب أستراليا ونيوزيلندا.
وبصفة عامة يزدهر المانجروف بصورة أفضل في مصبات الأنهار حيث تلتقي مياه الأنهار والأمطار مع المياه البحرية. ومن العوامل البيئية الهامة لنموها اعتدال درجات الحرارة ووجود كمية معينة من الغرين (الطمي) اللازم لتبادل الأسمدة والمواد العضوية.  وتعتبر الظروف البيئية في الإمارات قاسية نسبياً وغير محفزة لنمو معظم أنواع المانجروف. وتتعرض السواحل بدرجة كبيرة إلى التأثير المباشر للمد ولا تتوفر مصادر الماء العذب ما عدا القليل من الأمطار النادرة، كما أن ماء البحر عالي الملوحة وترتفع درجات الحرارة بصورة كبيرة أثناء ساعات النهار ولا يوجد أي مصدر للغرين (الطمي). وعليه فإن إمكانيات النمو الطبيعي تعتبر محدودة وتنحصر في ملاجئ محدودة على السواحل التي تنمو فيها هذه النباتات


 
إنشاء غابة لأشجار «المانجروف» في عجمان لزيادة المساحات الخضراء





أشجار المانجروف في منطقة الزوراء بعجمان والتي تسعى الحكومة لزيادة رقعتها





وافقت حكومة عجمان على دراسة قامت بها إدارة الصحة العامة والبيئة التابعة لبلدية الإمارة لإنشاء غابة من أشجار المانجروف والتي يوجد منها نوعان هما القرم والقندل وينتشران في منطقة الزوراء.


وتهدف البلدية من إنشاء هذه الغابة إلى الإسهام في استراتيجية نشر المسطحات الخضراء في عجمان، حيث تسهم بحوالي 5 % من هذه المساحات.


وذكرت الدراسة أن أشجار المانجروف “القرم والقندل” تتميز بأنها تتغذى على المياه المالحة ولا تحتاج مياه عذبة مثل بقية الأشجار، وبذلك تكون مناسبة جدا لمنطقة الخليج.
الثمرة لا تزال متصلة بالشجرة الأم حيث توفر لها الغذاء وكأنها ترضعها رضاعة طبيعية، فإذا ما بدأت الثمرة في الإنبات تسقط على الشاطئ فتستقر وتنمو، أما أشجار القندل فتنمو البذور على شكل رماح يصل طولها إلى نحو 50 إلى 70 سنتيمترا؛ وعند سقوطها يساعدها ذلك على اختراق التربة والاستقرار ومن ثم تنشأ شجرة جديدة.



وأضافت الدراسة أن هذه الأشجار النادرة تعرضت إلى عوامل كثيرة حدت من انتشارها بل عرضتها أحيانا للجفاف التام مثل عمليات الردم والتجريف والتنمية العمرانية والتلوث في البيئات الساحلية، وتعد بذلك من النباتات النادرة والمهددة بخطر التدهور والانقراض إلا أن هناك جهودا وطنية تبذل لحمايتها وإعادة تأهيل البيئات المتدهورة منها.


من جهته أشاد الشيخ راشد بن حميد النعيمي رئيس دائرة البلدية والتخطيط بعجمان بالمبادرة الإيجابية والدراسة العلمية التي عرضها المهندس سعيد خليفة الشعالي مساعد المدير العام لشؤون الصحة العامة والبيئة بالدائرة حول مشروع بيئي متخصص بإنشاء غابات المانجروف لزيادة رقعة المساحات الخضراء بعجمان وإضفاء الصفة الجمالية على مرافق الإمارة الحيوية الجاذبة للسياح والمتنزهين إليها.


واعتبر رئيس الدائرة بأن الدراسات العلمية والمشاريع الحيوية القائمة على البحث والاستقصاء العلمي من شأنها تعزيز الخدمات المقدمة لجمهور الدائرة بشكل خاص وتسهم في رفدها بمشاريع ذات جدوى تحقق الرؤى القيادية وتوجيهاتها للحفاظ على البيئة وحماية عناصرها وتوفير الموارد المائية وتحسين وتطوير الخدمات البيئية والزراعية في الدولة بشكل عام.


وأعرب رئيس الدائرة عن إعجابه بما تتضمنه الدراسة التي استعرضها المهندس الشعالي باستفاضة أمامه بتفاصيل علمية موثقة وصور حول أهمية أشجار المانجروف في خدمة البيئة وحماية الطبيعة وتوفير المياه التي تستخدم للري وغيرها.


وأفاد المهندس الشعالي بأن مشروع إنشاء غابات المانجروف في عجمان المشروع حظي باهتمام القيادة العليا بالإمارة وسيوضع ضمن أجندة المشاريع المستقبلية، لافتاً إلى أن الهدف من الدراسة هو إعطاء مقدمة موجزة عن غابات المانجروف في عجمان ومن أجل تحقيق المزيد من الاهتمام بالزراعة من قبل كافة القطاعات بالمجتمع.


وأوضح الشعالي أنه في ضوء الدراسة فقد تم حصر المناطق التي تتوفر بها غابات المانجروف، مشيراً إلى أنه قام بعمليات مسح ميداني لها من خلال زيارات متكررة لها لبناء فكرة أكثر واقعية حول الغابات وأنه تم التقاط الصور لهذه المناطق موضحاً بأن المساحة المزروعة بالمانجروف في عجمان تشكل نسبة جيدة من إجمالي مساحة زراعات المانغروف في الدولة.


وأضاف بأنه من خلال الدراسة تم تحديد ثلاث معلومات رئيسية حول مساحة غابات المانغروف في الدولة، والمساحة الإجمالية للغابات في أنواع أخرى من الأشجار، ومساحة المنطقة الخضراء في الدولة، منوهاً بأن مجموع المساحة الخضراء الحقيقي هو ما لا يقل عن 54.35 هكتار (عدد أصغر نظرا لبعد المسافات بين النباتات) مما يفيد في تحقيق الأهداف المرجوة من هذه الدراسة ومن هذا المشروع الحيوي.


وقال إن الدراسة تتكون من جزءين الجزء الأول يصف أشجار المانجروف بشكل عام، من حيث الجوانب العلمية والمعلومات العامة التي ستدعم المشروع أمام الجهة المنفذة لافتاً بأن الجزء الثاني من الدراسة يحدد عدد غابات المانجروف في عجمان بشكل خاص، ويركز بشكل رئيسي على كيفية استغلالها بشكل علمي وعملي، للاستفادة منها في حماية الطبيعة وعناصر البيئة المختلفة بالإمارة.


بلورات الملح على شكل نبات القرم الرمادي

الحد من تناول الملح

أشجار المانغروف الحمراء استبعاد الملح من خلال وجود جذور منيعة بشكل كبير للغاية التي suberised ، بوصفها آلية الترشيح الفائق لاستبعاد الصوديوم املاح عن بقية المصنع. وقد أظهرت تحليل المياه داخل المنغروف 90 ٪ إلى 97 ٪ من الملح قد تم استبعاده في الجذور. الملح الذي لا تتراكم في تبادل لاطلاق النار ، ويركز في الأوراق القديمة التي المصنع يلقي ذلك الحين. ويمكن أيضا تخزين المنغروف الحمراء الملح في الخلية الفجوات . كما رأينا في الصورة على اليمين ، ويمكن الأبيض (أو الرمادي) المنغروف تفرز الأملاح مباشرة ؛ لديهم الغدد الملح اثنين في كل قاعدة ورقة (بالاشتراك مع المتعلقة بهم الاسم أنها مشمولة في بلورات الملح البيضاء).





المنغروف قرب بلدة سييناغا ، ماغدالينا ، في سييناغا غراندي دي سانتا مارتا مستنقعات الأهوار ، وكولومبيا.