إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

14 يونيو، 2012

تاريخ السودان بعيون السلفية الجهادية

التفاعل بين السودانيين و المسلمين

عندما فتح المسلمون مصر ودانت لهم بدأت الاشتباكات بينهم وبين النوبة في شمال السودان

وفي عام 642 م قام المسلمون بحملة كبيرة على بلاد النوبة بقيادة عبد الله
بن أبي السرح والى الخليفة عثمان بن عفان - رضوان الله عليهما -
وانتهت الحملة بعقد اتفاقية بين الطرفين عرفت باتفاقية البقط التي حكمت
علاقة النوبة بالعرب المسلمين حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي لذا
تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ.

كانت المعاهدة اتفاقا شفهيا وذات بنود واضحة وهي:

• ألا يهاجم العرب النوبة وأن النوبيين لن يهاجموا مصر.

• لمواطني البلدين حرية التجارة والسفر بين البلدين، ويحق لهم المرور بأمان من دولة لأخرى.

• منع الهجرة والاستيطان لمواطني الدولتين في أراضي الدولة الأخرى.

• تسلم كل دولة العبيد المارقين من الدولة الأخرى إليها.

• النوبيين كانت مسؤولة عن الحفاظ على مسجد للزوار المسلمين والمقيمين.

• المصريون ليسوا ملتزمين بحماية النوبيين من الهجمات من قبل أطراف ثالثة.

• تقدم المقرة 360 عبدًا سنويًا إلى مصر. على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من ............... العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث. يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على ............... وجهاء مصر

نلاحظ في الاتفاقية ان المسلمين لم يضموا النوبة وانهم لم يجبروا النوبيين
على دفع الجزية بل كانت اتفاقية بين طرفين احدهما اقوى من الاخر.

استمرت الاتفاقية في عصر الأمويين و العباسيين و في عهد المعتصم الخليفة
العباسي زار ملك النوبة بغداد واتفق معه على دفع بقط سنة عن كل ثلاث
سنوات.

اما مناطق البجة في شرق السودان فلم تكن خاضعة للنوبة و لايشملها اتفاق
البقط و بعد ان اغارة البجة على الصعيد في عهد الخليفة العباسي المأمون تم
ارسال حملة عسكرية عام 841 م

توجت الحملة بضم شرق السودان نهائيا الى الخلافة الاسلامية و ذلك بعقد اتفاقية نصت على :-

• أن تكون بلاد البجة من حد اسوان الي حد مبين دهلك(مصوع) وباضع (جزيرة
الريح) ملكا [ للخليفة،وان ملك البجة : كنون بن عبدالعزيز وأهل]بلده عبيد
لأمير المؤمنين علي ان يبقي كنون ملكا عليهم.

• وأن يؤدي ملك البجة الخراج كل عام مائة من الابل أو300دينار لبيت المال.

• أن يحترم البجة الاسلام ولايذكروه بسوء،وألا يقتلوا مسلما أو ذميا حرا أو عبدا في أرض .................البجة أو في مصر أو النوبة،وألا يعينوا أحدا علي المسلمين .

• ألا يهدموا شيئا من المساجد التي ابتناها المسلمون بصيحة وهجر.

• وعلي كنون أن يدخل عمال أمير المؤمنين بلاد البجة لقبض صدقات من أسلم من البجة

خلال الحكم الفاطمي لمصر قويت العلاقة بين النوبيين النصارى و العبيديين ،
حيث كان حلفاء الفاطميين الشيعة قلائل في العالم العربي، لذا أصبحت النوبة
حليفًا هامًا لهم. كما شكّل العبيد المرسلين من النوبة العمود الفقري للجيش
الفاطمي، ثم ساءت العلاقات أثناء حكم الأيوبيين،وكثرت الصدامات وانتهت
تقريبًا في فترة حكم المماليك.

قامت دولة المماليك في مصر بارسال حملة على المقرة عام 1276م بعد ان قام
ملكها داوود بغزو اسوان و أطراف الدولة المصرية . انتهت الحملة بهروب ملكها
داوؤد ثاني وتنصيب أبن أخته الملك داوود شكندة بعد أبرام اتفاقية
تقضي:-

• بدفع جزية عن كل شخص من النوبة لم يعتنق الإسلام

• تتبع بلاد الجنادل و نصف بلاد النوبة مباشرة الى السلطان

• (و غيرها من الالتزاما المالية على النوبة)

وبذلك اصبحت مملكة دنقلا تحت السيطرة المملوكية وتزايدت الهجرات العربية وانفتحت ابواب الدعوة الى الاسلام.

اما مملكة علوة في الجنوب فقد سقطت على يد تحالف من المسلمين المحليين
يقوده عمارة دنقس ملك الفونج و المجاهد عبد الله جماع زعيم تحالف القبائل
العربية وذلك في القرن اسادس عشر الميلادي لينشئوا مكانها مملكة الفونج
المسلمة.

كيف دخل السودانيين في دين الله:-

انتشر الاسلام ببطئ شديد في السودان وذلك بفضل الهجرات العربية و الدعاة
الى الاسلام . تناسب العرب مع القبائل النوبية و الزنجية ليصبح السودان
خليط من القبائل العربية و القبائل المستعرب و القبائل الاصلية المسلمة.

قامت على انقاض الممالك المسيحية ممالك مسلمة سنية اهمها:-

1-السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج)910 ـ 1235 ه/1504- 1821م

كانت هذه المملكة من اكثر الممالك قوة في المنطقة وبسطت سلطتهاعلي اكبر جزء
من الاراضي بالسودان ولكن بعد فترة بدأت الفوضى تدب في السلطنة كما بدأ
الوزراء بالتدخل في أمور السلاطين وزادوا من صلاحياتهم حتى أنهم تحكموا في
تعيين السلاطين وعزلهم.

كما ظهرت النزاعات القبلية مما أضعف وحدة السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج )
بالإضافة إلى المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي
أجهدت المملكتين عسكرياً واقتصادياً

وفي النهاية انهرت الدوبة على يد غزو محمد علي باشا

3-مملكة الفور

قامت هذه السطنة في القرن السابع عشر عام 1640

وكان في قيامها انتشار الاسلام و استقطاب علماء الأزهر و عز للمسلمين في اقليم دارفور غرب السودان

و استمرت هذه الدول حتى سقوطها بيد دولة محمد علي

السودان بعيون السلفيةالجهادية

تاريخ الاخوان المسلمون في السودان
أوفد الإمام حسن البنا وفدا إلى السودان في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وعمل هذا الوفد على تكوين شعبة للإخوان بالسودان، وأوكل إلى الشيخ الأستاذ على طالب الله قيادة هذه المجموعة والعمل عبر مكونات الشعب السوداني الدينية والاجتماعية لبناء جماعة الإخوان المسلمين،

في عام 1954م –أي قبل عامين من الاستقلال- تم عقد المؤتمر الأول للجماعة تم والاتفاق على الاجتماع على اسم الإخوان المسلمين واعتبارأنفسهم امتداد لدعوة الشيخ حسن البنا في مصر

كانت دعوة الاخوان المسلمين في السودان تركز على المثقفين من طلاب ومعلمين وأساتذة الجامعات والذين كانوا يدور حولهم صراع القوى السياسية خاصة تيار اليساري ولم يتوسعوا في دعوة عامة الناس.

كما انها كانت ترتكز على القاعدة الاخوانية الشهيرة (نجتمع فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) و يعنون هنا عدم الحديث عن الخلافيات و ان كانت من اصول الدين.( و هذا ما يفسر وجود اراء شاذة تخالف اجماع الأمة داخل قيادات الحركة دون نكير)

كان الإخوان يدعون الى تطبيق الشريعة الاسلامية ولا يخفى على أحد شعارهم الشهير
(الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا )
لكنهم كانوا يرون مشروعية الدخول في اللعبة الديموقراطية و المشاركة في انتخابات المجالس التشريعية.

عام 1955م قبيل الاستقلال وبعد سيطرة العلمانيين (الصريحين منهم و الأحزاب الدينية التقليدية) اجتمع الاخوان على تكوين جبهة الدستور الإسلامي في محاولة منهم لاقناع الاحزاب السياسية بتطبيق الشريعة أو جعلها من مصلدر التشريع على الأقل ...... بالطبع لم ينجحوا في ذلك

خلال الفترة الديموقراطية الأولى واصل الاخوان دعوتم وبعد قيام نظام الجنرال عبود ساهموا في الثورة الشعبية في اكتوبرعام 1964 التي قامت ضد عبود, وكان من ثمرات ذلك أن مُثِّل الاخوان في حكومة أكتوبر الانتقالية الأولى ثم في حكومة أكتوبر الإنتقالية الثانية".

انقسام عام 1969
وقد برزت في أبريل 1969م في المؤتمر الشهير الدعوة إلى التخلي عن اسم جماعة الإخوان المسلمين، والاكتفاء بجبهة الميثاق الإسلامي ( وهو تحالف بين الاخوان واحزاب اخرى غير اسلامية) والتبرؤ صراحة من منهج الإخوان المسلمين القائم على التربية والتدرج في الخطوات وبناء الشخصية الإسلامية وصد تيار التغريب .

ونتج عن هذا المأتمر المؤتمر الخطير والذي نجم عنه الانقسام و الثنائية بين حركة الإخوان وجبهة الميثاق الإسلامي (بقيادة حسن الترابي) ولولا الانقلاب الشيوعي الذي وقع بعد شهر من المؤتمر في مايو 1969م والذي أجل إعلان هذا الانقسام والتمايز عشر سنوات أخرى حتى عام 1979م؛ لكانت الأمور قد حسمت مبكرا، والتمايز كان شاملا

المحصلة ان الامر انتهى بسيطرة جناح الترابي (اي جناح افعل ما تشاء و تحالف مع من تشاء و الدين واسع) اما التيار السلفي الضعيف وتيار التكوين التربوي وعدم التعجيل بالعمل السياسي(وهو التيار الأصيل للاخوان المسلمين اي فكر حسن البنا ) فقد ضعفا و ابعدا.

انقلاب الشيوعيين
وحينما وقع انقلاب 25 مايو 69 بقيادة الرئيس النميري وحلفائه من اليساريين، دخل الإخوان في صراع مع هذا النظام الماركسي المتمثل بالمظاهرات الشعبية الذي بلغ مداه في انتفاضة شعبان "سبتمبر 73"، وانتهى إلى ذروته في العمل المسلح في حركة يوليو 76 ..

حيث تمركزت المعسكرات في أثيوبيا أولاً، ثم في ليبيا بعد ذلك، حينما ساءت العلاقة بين القذافي والنميري، ومن تلك المعسكرات انطلقت محاولات غزو عديدة، لم يتكلل أي منها بالنجاح. كانت آخرها محاولة 2 يوليو 1976 الشهيرة.

عام 71 قام الشيوعيين بالانقلاب على حليفهم السابق نميري و كاد الانقلاب ينجح وحوصر نميري في القصر ولكن الشيوعيين استعجلوا فرفعوا الرايات الحمراء و خرج أنصارهم في الشارع يؤذنون ببداية عهد ماركسي شيوعي إلحادي جديد في السودان أشعل هذا العمل استياء السودانيين فخرجوا في مظاهرات مليونية أدت الى افشال الانقلاب.

بعد هذا الانقلاب ابتعد النميري عن الفكر الشيوعي ثم انتقل الى عام 1977سياسة التصالح مع الاسلاميين فتحالف مع الترابي مما ادى الى انشقاق مجموعة أسمت نفسها "الاخوان المسلمين" بقيادة صادق عبدالله عبدالماجد, والحبر يوسف نور الدائم و انفصالها عن بقية جبهة الميثاق الاسلامي .

في سبتمبر1983 أعلن النميري تطبق الشريع الاسلامة في السودان فاغلقت البارات و بيوت الدعارة وأقيمت الحدود لكنه في اخر عهده انقلب على الاسلاميين دون ان يلغي الشريعة

و في زيارة له لامريكا انقلب عليه سوار الذهب وأسقط نظام الرئيس النميري ثم أعلن قيام انتخابات انتصر بها الصادق المهدي الذي سائت احوال البلد كثيرا في عهده فنظم الاسلاميين انقلاب عسكري باسم الانقاذ, أنقذ هذا النظام فعلا السودان من كارثة كبيرة .

فالنظام السابق أضعف الجيش فتقدم المتمردون الجنوبيين و طمع جون قرن باعادة مأساة الاندلس فتسائل في خبث (كم بقي العرب في اسباني ؟)و هويشير الى ان العرب بقوا فيها 8 قرون و لم يتم العرب في السودان هذه المدة.

في المرة القادمة نتابع
الانقاذ ..... من الاسلام الى الوطنية
ومن الجهاد الى الديموقراطية
من استقبال اسامة بن لادن الى تسليم كارلس للكفرة








متابعة 1 من 2


حقيقة الانقلاب
فيما بعد أظهرت الحكومة هويتها الإسلامية شيئا فشيئا وظهرت تصريحات من قادتها تؤكد تلك الهوية وانتمائها للجماعة الإسلامية في السودان.. وظهر الأمر أكثر بعد إطلاق سراح الترابي وتقلده لمناصب مهمة في الدولة
صرح الرئيس البشير بصراحة: ثورة الانقاذ الوطني لا تعرف الفصل بين الدين والسياسة والموضوع غير قابل للنقاش[2]
وتم اعلان الشريعة الإسلامية و حل الأحزاب العلمانية

بعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من الدول الغربية, واتحدت الأحزاب العلمانية مع المتمردين الجنوبيين مكونين التجمع الوطني الذي رعته الدول الكبرى خصوصا بعد انضمام الحركة الشعبية لتحرير السودان له واشتعلت الحرب في الجنوب بصورة مكثفة بعد الدعم القوي للمتمردين من الدول العربية و الدول الإفريقية و أسيدهم الأمريكان و الاوربيين ثم تمدد التمرد لشمل شرق السودان.. وتعرض السودان لعقوبات اقتصادية مؤلمة من الدول الغربية.

ومورست ضغوطا كثيرة على حكومة السودان لكي تعيد الحكم الديمقراطي وتلغي الشريعة. ولكنها ورغم الضغوطات الدولية التي واجهتها الحكومة الجديدة، الا ان الحكومة صمدت و أعلنت الجهاد تحت مسمى –الدفاع الشعبي- و الذي جذب الشباب المتطوعين للجهاد و تمسكت بتحكيم الشريعة و الغت حاجة المسلم لتأشيرة لدخول السودان


صور من جهاد الجنوب :-
قصيدة لشهيد سوداني –كما نحسبه-
http://www.youtube.com/watch?v=26mjD...eature%3Drelated

مجاهد يوضح فكرهم
http://www.youtube.com/watch?v=8RlO-...eature%3Drelated
....................................
الأسد أسامة في السودان
سمع الشيخ أسامة بن لادن بهذه الدولة المسلمة و حصار العالم لها لتحكيمها كلام الله فقرر اللحاق بهذه الدولة ليساعدها بما استطاع و لعله طمع ان يجعلها أفغانستان افريقيا و مركز بالجهاد في سبيل الله.
و فعلا في نهاية سنة 1991 ميلادية. ارتحل الشيخ بحيلة ذكية من حكومة آل سلول و اصطحب معه عددا من رفاقه إلى السودان , أحسنت الحكومة السودانية وفادته و طمعت في استثماراته و مساعدته في جهاد المتمردين النصارى في جنوب السودان.
عمل شيخنا في مساعدة هذه الحكومة فشق الطرق ومنها طريق شندي على البحر الأحمر بطول 1200 كليو متر وأنشأ مطار بورسودان.
ويقال أنه من الخرطوم استطاع ان يدير عملية الجهاد ضد الأمريكان في الصومال و التي إنتهت بطردهم شر طردة.
http://www.youtube.com/watch?v=jgZJqw0xJFw
http://www.youtube.com/watch?v=1RGeQ...eature%3Drelated
....................................

استطاعت الحكومة السودانية ان تكسر بعض الحصار الاقتصادي بعقد صداقات مع الصين وفتح أبواب الاستثمار لها في مجال النفط الذي دخلته البلاد حديثاً، وبالفعل نجحت شركات التنقيب نجاحاً باهراً و أصبحت السودان دولة نفطية رغم أنف أمريكا
....................................
بعد أحداث الصومال وانفجار الرياض بدأت الضغوطات تزداد على السودان بعد 1994 خاصة من قبل أمريكا و السعودية ودول عربية لإخراج الشيخ المجاهد أو لتسليمه. لم يصبر السودانيون طويلا حيث بدأ السودانيون يضغطون على الأفغان العرب للخروج من السودان. انتهى الأمر أن خرج الشيخ أسامة الى أفغانستان بطلب مباشر أو بمبادره منه
أما أموال الشيخ التي استثمرها في السودان فقيل له انه لا توجد سيولة و يمكن استلامها قمحا.......على كل خسر الشيخ نصف ثروته في هذه الحكومة
....................................
لم يكن طرد المجاهدين كالشيخ اسامة و الشيخ أيمن و قائمة طويلة من المجاهدين لم يكن أول تنازلات الحكومة ولم ترض عن النظام أمريكا و حلفائها بل تزال الضغوطات تتوالى و كلما قدم النظام تنازلا قدمت أمريكا طلبا
وكان طرد المجاهدين مفتاح باب التنازلات





متابعة 2 من 2

توالت الضغوطات الغربية على السودان للدخول في مفاوضات مع التمرد في الجنوب وانتهت اللعبة بتنازل الانقاذ عن الشريعة و عن الجنوب كاملا و مقاسمة حكم الشمال مع المتمردين النصارى في فترة انتقالية مدتها 6 سنوات لاعطاء الجنوبيين فرصة لبناء دولتهم الوليدة و اعلان دستور علماني قح لم تستح الانقاذ ان تقول فيه : (يكون الإجماع الشعبي وقيم وأعراف الشعب السوداني، بما فيها تقاليده ومعتقداته الدينية التي تأخذ في الاعتبار التنوع في السودان مصدراً للتشريعات). [5 - 2]
لتصبح شريعة رب العالمين أحد معتقدات الشعب السوداني التي هي احدى المصادر الفرعية من المصدر الثاني من مصادر التشريع ..........
كل هذا مقابل مسح اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للارهاب واعفائه من الديون و لسوء حظ النظام لم يحصل على هذا المقابل حتى اليوم
أحس النصارى بالعزة انتشر التبرج و التعري بصورة غير مسبوقة ثم استقبلوا (جون قرن) بالملايين في الخرطوم في مشهد مهين لكرامة المسلمين ولم تنتهي مذلة ترك الجهاد اذ هلك (قرن) في حادث تحطم هلكوبتر يوغندي اثناء رحلة عودته الى الجنوب اتهم الجنوبيين المسلمين بقتل قائدهم
ليخرجوا بالآلاف في موجة انتقام في لخرطوم فيما عرف بالثلاثاء الاسود ليسرقوا البيوت و المحلات و يحرقوا و يغتصبوا و يقتلوا
اصيب المسلمين بالصدمة و هرب كل فرد الى بيته واكتفى الجيش بالتفرج لعدم و جود اوامرعليا بالتدخل
رغم ان المسلمين اعادوا الصاع صعين في اليوم التالي الا ان الحدثة كانت فضيحة للنظام و للجيش فخوفا من الاتهامات الغربية بالابادة اكتفوا بالتفرج على اهلهم يذبحون.
...................................
انقضت تلك السنوات العجاف و انفصل ربع السودان في دولة خالصة للكفار انفصل الجنوب بما فيه من ابار البترول و أجساد الشهداء الذين قيل لهم يوما تعالو دافعوا عن شرعة رب العالمين ثم لم يكتف الجنوبيين بذلك بل اصبحوا يطالبون بمنطقة (بأبيي) النفطية و خلقوا تمرد جديد في الجنوب الجديد في مناطق النوبة...

الانقاذ و موالات الكفرة:-
لم يكتفي الانقاذ بطرد المجاهدين و بالعلمانية و ترك الجهاد و التنازل عن ارض المسلمين بل اضاف الى ذلك طامة أخرى من نواقض الاسلام و هي موالاة الكفار و اعانتهم على الموحدين بالتعاون الاسشتخباراتي مع الامريكان و التحالف مع الكفرة في الحرب على الارهاب
و هذا ما صرح به رئيس جهاز المخابرات السوداني صلاح قوش في لقاء صحفي بان السودان له تنسيق مع السي اي ايه ومن صور هذا التنسيق التعاون فيما يسمي بالحرب علي الإرهاب الذي وصلت الى مرحلة غرس عيون وسط الجهاديين الذين كانوا يفدون إلي الخرطوم للتوجه عبرها إلي العراق. . ويهدف النظام من هذا التعاون الإستخباراتي أن يتم إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

كيف وصل (الاسلاميين) الى هذا الوضع
إن الناظر إلى حركة الاخوان في السودان يجد أن بذور الضلال كانت موجودة منذ الاربعينات عند تأسيس الحركة أدت هذه البذور الى هذا الوضع في النهاية و أهم هذه البذور:-
1. التركيز على الكم (التجميع) و اهمال التربية و العلم الشرعي
(نجتمع فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) .......القاعدة الاخوانية الشهيرة.

وهذا هو السرطان الذي ينهش الاخوان في كل مكان فما تتحرك القافلة قليلا بجهود و دماء المخلصين حتى يسيطر الانتهازييون على الوضع و لا تقوى الضغوطات عليهم حتى يخرج البعض محالفا الاعداء

زاد اخوان السودان على هذا اهمال التربية و التركيز على الطلاب و الجيش و صرف كل الجهود على السياسة و اهمال الدعوة
اضافة لفقرهم الشديد للعلماء و اهمالهم للعلم الشرعي


2. إهمال التوحيد و مداهنة الصوفية
أقوى دليل على هذا انه بعد عشرين عام من سيطرة الاخوان على السلطة و ستين عام من بداية دعوتهم ما تزال الاضرحة و القبب في مكانها تزار و تعبد من دون الله.

3. و تسلل العصرانيين الى الحركة
لعدم وجود عقيدة واضحة يجتمع عليه الاخوان و سياسة التوسع دون تربية استطاع العصرانيين التسلل ثم السيطرة حتى طالبوا عام 1969 بالتخلي التام عن اسم الاخوان المسلمين و نجحوا في ذلك و استطاع احدهم وهو الترابي أن تقلد الزعامة و الرئاسة

و الترابي هذا ينكرحد الردة في الإسلام! و ينكر نزول سيدنا المسيح عليه السلام ويرد كل حديث صحيح لا يوافق عقله كحديث الذبابة الصحيح بل يرى أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً
و يقول " إنني أدعو إلى قيام الملة الإبراهيمية والتي ينطوي تحت لوائها كل الأديان السماوية " - جريدة الرأي العام العدد الأول-
و " إنني أدعو اليوم إلى قيام جبهة أهل الكتاب وهذا الكتاب هو كل كتاب جاء من عند الله ". - مؤتمر الأديان الذي عقد بالخرطوم بتاريخ 8/10/1994-
وأما تحليله للغناء والرقص و سفر المرأة من غير محرم وتجويزه تدريب الرجال للنساء والتحاقها بالعسكرية والتحاقها بالفرق الغنائية المختلطة واستخفافه بالصحابة وبعلماء المسلمين القدامى وتجرئه على الفتيا فهو متواتر عنه.
فماذا تنتظرون من حزب هذا رأسه

4. قبول اللعبة الديموقراطية و الدخول فيها
وهذا منهج الاخوان من مؤسسها حسن البنا الى الان فهم لا يكفرون بتحكيم القوانين الوضعية.

5. عدم وضوح عقيدة الولاء و البراء و المناداة بالوطنية.
وكذلك هذا داء قديم في الجماعة منذ تأسيسها في مصر

السلفية الجهادية في السودان

السودان في عيون ارهابي:

(السلفية الجهادية بالسودان)

شيوخ السلفية الجهادية في السودان

نبذة عن أبرز علماء السلفية الجهادية في السودان :-

1. الشيخ المحدث ابو عبد الله الصادق بن عبد الله
• هو أكبر تلاميذ فضيلة الشيخ المحدّث سليمان بن ناصر العلوان, و لقد كان الشيخ العلوان يقدمه ليدرِّس في مجلسه عند غيابه.
• و طلب الشيخ العلم أيضاً على العلامة المحدّث الشيخ عبد الله السعد, و العلامة الشيخ محمد الصالح العثيمين و غيرهم من الجهابذة من علماء القصيم.
• اعتقل الشيخ في جزيرة العرب مع شيخه, و مكث في سجون الطواغيت نحو ثمانية أشهر ثم أبعد إلى السودان بعد ذلك, ليواجه جولة أخرى من العَداء في السودان من أعداء التوحيد. و لكن بحمد الله كفاه الله شر من عاداه, و كثُر الطلاب من حوله, و انتفع بعلمه الجمّ الغفير, فجزاه الله خيراً و فك أسره من سجون الطواغيت.
• من مؤلفاته القيمة كتاب التشريع http://www.tawhed.ws/dl?i=25091054
• الموقع الرسمي للشيخ http://www.hekma.net/
• صفحة الشيخ على المنبر http://www.tawhed.ws/a?a=sadeqbin
• مناظرة رائع للشيخ مع أحد رؤوس الارجاء في السودان http://www.hekma.net/catplay.php?catsmktba=129
•قصة الناظرة
ان الشيخ الصادق حفظه الله كان يلقي دروساً في كتابه المنيف في شرح ملة الحنيف في الخرطوم و كسلا ، مقسمة على طلابه هنا و هناك ، فحدث ان اتفق هو الامين الصادق على المناظرة في مسائل الايمان و الحاكمية - المناظرة محفوظة و اعتقد في موقع الشيخ - و بحمد الله حاج الشيخ الصادق الشيخ الامين الصادق ، الا انه ما انصاع للحق و استكبر و ابى مع ان الحكم الذي هو من نفسه ملة الامين حكم للشيخ الصادق فانقسم تلاميذ الامين الصادق الى قسمين و انشقوا لشقين منهم من بقي معه و الآخرون تركوا و انقسموا ايضاً اقساماً ...
و بعد مدة اراد الشيخ الصادق ان يعود لكسلا فما كان من الامين او اشياعه الا ان اشتكوا عليه للمخابرات السودانية مما ادى لاعتقاله شهراً ...

2. الشيخ المحدث ابو عبد الرحمن عمر بن عبد الله ،
و هو أخو الشيخ الصادق و هو خطيب مفوه و يذكر ان والدهم عالم في اللغة العربية

3. الشيخ الأمين الحاج محمد أحمد
• ولد في 1947م، بقرية "ود البر الخوالدة"، بولاية "الجزيرة" بالسودان.
• تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم، في مارس / 1969م.
• عمل مدرساً بالمدارس الثانوية بعدد من مدن السودان، لمدة تسع سنوات.
• عمل مدرساً بمعهد اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، من 1398هـ إلى 1422 هـ.
• له أكثر من 120 مؤلفاً في العقيدة الإسلامية، والفقه، والتربية - منها ما طبع، ومنها ما هو تحت الطبع - هذا بجانب العديد من المقالات والمطويات.
• شارك في إقامة دورات للعلوم الشرعية واللغة العربية في كل من باكستان، وماليزيا، والفلبين، وروسيا.
• يعمل الآن أستاذاً مشاركاً بمعهد اللغة العربية بجامعة "إفريقيا العالمية" بالخرطوم.
• من مؤلفاته (الحكم بغير ما أنزل الله كفر ناقل عن الملة إلا في صورتين)
• صفحة الشيخ على المنبر http://www.tawhed.ws/a?a=pgphzqs5

4. فضيلة الشيخ / د. عبيد عبد الوهاب
اعتقل الشيخ ثمانية شهور على خلفية أحداث السلمة و قتل الموظف الأمريكي ثم طورد بسبب رغبته النفير الى الصومال و بعد ذلك قامت السطات السودانية باغتياله أثناء مطردته

http://www.youtube.com/watch?v=5kNaM-dvwOA


5. فضيلة الشيخ محمد بن عبد الكريم
• الشيخ محمد بن عبد الكريم من قبيلة الدناقلة والتي هي من قبائل الولاية الشمالية
• خريج جامعة أم القرى يعمل الان استاذا في جامعة الخرطوم
• كان أماما لمسجد حي الكوثر بجدة أشتهر بالصوت العذب الندي في قراءة القرآن يحفظ ويجيد القراءة بالعشر قراءات جميعا السبعة المتواترة والثلاث المختلفة ومعه أجازة بذلك ذاع سيطه في السعودية وأشتهر بصوته الجميل ،
• له الكثير من المواقف الشجاعة ابرزها اصداره لشريط صوتي بعنوان ( اعدام زنديق ) الذي خصصه لمهاجمة التربي حيث كان الترابي حينها في السلطة فتم على اثرها اعتقال الشيخ محمد عبد الكريم وبقي في السجن قرابة العامين ،

6. فضيلة الشيخ/ سليمان عثمان أبونارو
• أمير جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة وهي جماعة اخوانية تحولت الى المنهج السلفي
• التحق بجماعة الإخوان المسلمين منذ العام الدراسي 59/1960م وهو بالسنة الأولى ببورتسودان الثانوية، وتدرج حتي أصبح عضواً بالهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين في عام 1979م وعضواً بمكتبها التنفيذي منذ 1988م وحتى 1991م
• يرجع له الفضل في التحول الكبير الذي انتقلت إليه جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة من المنهج الاخواني المعهود والذي أصابه الكثير من التبديل والتحويل و الاهتزاز في المواقف بالنسبة للقيادة الاخوانية في السنوات الأخيرة داخل السودان وخارجه إلي المنهج السني السليم المؤصل وفق الكتاب والسنة بحيث أصبحت الجماعة بمنهج معلن واضح ومواقف جلية واضحة بالنسبة للقضايا الحيوية التي يعيشها المسلمون اليوم .
7. الشيخ المحدث مساعد بن بشير السديرة
8. الشيخ سعيد نصر
9. الشيخ فخر الدين محمد عثمان
و الشيخان السابقان ( الشيخ سعيد و فخر الدين ) كانوا من جماعة الارجاء حتى هداهم الله سبحانه الى هذا النهج .







متابعة 1 من 3

أبو حمزة القناص
من أرض السودان أرض البطولات والشهداء في الجنوب خرج أخونا البطل أبو حمزة - رحمه الله -

رجل لا كالرجال حينما تراه تتوسم فيه الصلاح والتقوى

طالب علم حافظ لصحيح البخاري وجزء كبير من صحيح مسلم

كان رحمه الله متفوقاً في دراسته وعمله وكان شديد الإنكار للمنكرات في الجامعة والعمل مما تسبب له ببعض المشاكل

وكان ينتظر اللحظة المناسبة التي ينصر فيها إخوانه المجاهدين في بلاد الرافدين الحبيبة حيث كانت أخبارها وأخبار بطولات الرجال فيها تؤز مسامعه وحيث كانت أحداث الفلوجة على أشدها

وصل - رحمه الله - إلى المنطقة الحدودية ومكث فيها فترة حتى يسر الله له الدخول إلى أرض البطولات ومصانع الرجال ومدينة تكسرت على أعتابها أعتى قوة في هذا الزمان ألا وهي مدينة القائم - أقامها الله بشرعه - وحيث كانت المعسكرات مفتوحة على مصراعيها فقد دخل صاحبنا في عدة دورات مثل : دورة التأسيس ودورة الألغام ، والقنص وغيرها

فقد أتقن سلاح القنص أيما إتقان كيف لا وهو الذي أذاق العدو الويلات في الرمانة ، الربط ، الكرابلة ، حصيبة وغيرها

فعندما اشتدت المعارك في القائم مع المرتدين والأمريكان أذاقهم كؤوس الموت ألواناً بشدة صلابته ورباطة جاْشه ، وقد أكرمه الله تعالى بقتل عدد من الأمريكان والمرتدين

كان يحب الدعابة كثيراً ويسري بها عن إخوانه في أوقات الشدة ولن ينسى إخوانك كلمتك المشهورة ( أهم شي أن نثخن في أعداء الله و نسأل الله الشهادة )

كان رحمه الله بكاءً من خشية الله تعالى حيث قلما يدعوا الله إلا ويبكي من خشيته تعالى

أما قصة مقتله ففي معارك القائم الأخيرة والمتواصلة ضد أعداء الله دخل الأمريكان إلى مكان وموقع للإخوة واسمه ( النادي ) يعرفه كافة الإخوة في القائم حيث تحصن الأمريكان وأخذوا يصلون المسلمين منه بنارها فتعاهد هو وثلةٌ من إخوانه على الموت واقتحموا عليهم وأخذ سلاحه المفضل دائماً في المعارك - البيكا - عروس المعارك - واقتحم عليهم وأثخن فيهم أيما إثخان وقتل رحمه الله مقبلاً غير مدبر - نحسبه والله حسيبه -

ودفن رحمه الله في مقبرة منطقة البوحردان في القائم ،
وحزن عليهم الصغير قبل الكبير في المدينة حيث كان يجمع الأطفال الصغار ويلقي عليهم الدروس ويعلمهم القرآن الكريم

فوداعاً أبا حمزة وأسكنك الله فسيح جناته .

آميـن ...
منقول جزى الله الكاتب خيرا












متابعة 2 من 3

مجدى السوداني
موضوع لأخينا أمين في الفداء -جزاه الله خيرا-
في طريق الجهاد عباد أخفياء عشقوا الجهاد وساروا في طريق التوحيد نبعوا من المنهج الصافي لم يركنوا الي الدنيا الزائلة ولم تثنيهم مناهج المرجفين والمخذلين ولم يرضوا قعود القاعدين منهم شهيدنا نحسبه والله حسيبه
كان شهيدنا شاب ككل الشباب كانت نشأته عادية لم تختلف عن بقية اقرانه الي أن التزم المنهج فتغيرت حياته فركب في سفينة التوحيد والجهاد
ولكن الطواغيت لا يتركون موحد صادع بمنهجه أسر شهيدنا من قبل طواغيت السودان علي خلفية عمل جهادي في السودان ومكث في الأسر قرابة التسعة أشهر وفي مدرسة يوسف كان القرآن أنيسا دائما له ولم يكن يتحدث كثيرا بل كان أغلب وقته يشغله بالحفظ والقراءة
ثم منّ الله علي شهيدنا بالخروج من الأسر فلم يمكث بعد خروجه سوي ثلاثة اشهر ثم التحق بجبهة الصومال وحاله يقول خذوني للجهاد وانقذوني
من الدنيا الي حب المنون
وفي أرض الصومال بدأت صفحة جديدة سطر فيها شهيدنا اروع البطولات والتضحيات تميز شهيدنا بالسمع والطاعة الشديدة لامرائه وفي مرة من المرات أمره الأمير ومجموعة من الاخوة باقتحام مكان للعدو فتقدم الاخوة وبدوا الاقتحام وفوجئوا بالعدو يرمي عليهم من كل مكان وكان المكان صعب جدا فاتصل باميره
وأخبره بان العدو يراهم والمكان مكشوف يصعب فيه التقدم وقال له هل نرجع أم ماذا نفعل فقال له الامير تقدموا فقال شهيدنا نطيع أمر الامير ولوحدث ماحدث فطاعته خير لنا ويسر الله لهم الامر بطاعتهم للأمير
وكان يقول لأحد الاخوة والله لو أمرني الامير أن اجلس وحدي في الدفاع لجلست
تميز شهيدنا بكثرة قراءته للقرآن وكان كلامه قليل جدا ربما تعد له كلمات علي اصابع اليد في المجلس الواحد
وكان شهيدنا طيب المعشر بشوشا في وجه اخوانه وماعُرف عنه انه غضب منه أخ من الاخوة وكان محبوبا من الاخوة وكان هناك أخ من الاخوة يتحدث بغير لغة شهيدنا فكان يحب أن يجلس ويتكلم معه مع انه لم يكن يستطيع ان يتكلم معه لاختلاف اللغات
تحسب فيه الصدق والاخلاص وعلو الهمة والعزم
وفي يوم ارسل الي أحد اخوانه يطلب منه الدعاء له بالشهادة ويقول له لقد طال مكثي ومع أنه لم يمضي عليه سوي أشهر قليلة وذلك لحبه الشديد للشهادة
وهانحن نرافق شهيدنا ونخطو معه خطواته الاخيرة في حياته ونعبر معه الي لحظات الشهادة التي طالما تمناها كثيرا ويروي لنا أحد الاخوة قصة استشهاده وكان شاهدا عليها يقول بعد أن أصيب الاخ برصاصة في صدره
وجدته ممدا علي الارض ليس مغميا عليه ويتحدث بصورة عادية وكان يشعر بضيق في التنفس وبدات الحشرجة وماكان يستطيع الحركة وفجاة جاءته قوة عجيبة وقف أو اراد ان يقف فاجلسته بقوة وسحبته الي الارض فقد كان المكان مليء بالقناصة وهذه الوقفة لم يفهمها الراوي الا بعد فترة عندما روي له أحد الاخوة هذا الرؤية قال رايت مجدي في المنام وكأنه يستعد للذهاب لدفاعات المجاهدين فتعجب الاخ وساله الم تمت قال له لا لم أمت ولكن الأخوة يظنوني مت فقال له عندما أصبت سمعت صوتا بعيدا من السماء يقول لي تقبل الله هجرتك وجهادك فكان الصوت بعيدا فقمت لكي أسمعه جيد
ويالها من بشري وكرامة اكرمه الله بها نسال الله أن يتقبله ويعلي درجته في عليين












متابعة 3 من 3
مصعب السوداني
موضوع لاخي أمين على منتدانا الغالي


في هذا الذمان الذي اصبح فيه الجبن دينا ومذهبا والذلة والهوان يخرج من رحم هذه الظلمات رجال يحملون هم الأمة والاسلام ارتضوا بأن ينيروا الطريق لأمتهم بدمائهم وأشلائهم ومن هؤلاء شهيدنا


نشا شهيدنا مصعب في أرض الجزيرة في منطقة القصيم أكمل فيها المراحل الدراسية الاولي ثم بعد ذلك انتقل الي السودان ودرس في جامعة الجزيرة وبعد أن أكمل تعليمه فيها رجع الي أرض الجزيرة ليعمل فيها باحدي الشركات ولكن اشواقه الي ارض الجهاد لم تفارقه طيلة حياته تلك فحاول النفير الي جبهة العراق ولم يكتب له التوفيق في ذلك ثم سمع من أخ له في السودان أن هناك طريقا الي أرض الهجرتين فرجع الي السودان مرة اخري


ويسر الله له الوصول الي أرض الهجرتين


نفر شهيدنا الي أرض العزة والاباء تملا صدره أماني الشهادة ويختلج قلبه محبة لها ،تمثلت في شهيدنا صفات واخلاق قلما تجدها في هذا الذمان


كان شهيدنا متواضعا وكان كريما جدا وكل مايجد مالا ينفقه علي من عنده حاجة من الأخوة فقال له أحد الاخوة لو استبقيت مال لنفسك ربما تحتاج فكان يقول له الله سيخلف انشالله


وكان دائما مايصوم الاثنين والخميس وكان معه بعض الاخوة في البيت فبدوا ينافسونه في ذلك فاصبح يصوم يوما ويفطر يوما فما كان من الاخوة الي ان فعلوا مثله فاصبح يصوم صياما طويلا ربما يصل الي عشرة ايام متتالية


فتعب الاخوة ومااستطاعوا أن ينافسوه في ذلك


وكان اكثر وقته أما تاليا للقرآن أو يقرا في كتاب وكان قليل الكلام وهذه من صفات سلفنا العظيم


ومن القصص التي تذكر في فترة اعداد شهيدنا في المعسكر كان يخرج في الليل ليملا ماء المسجد وكان مكان الماء بعيد والمنطقة مليئة بالاسود والهوام


فكان أحد الاخوة يتابعه في ذلك فعرف أن مصعب هو من يملاء ماء المسجد فاصبح ينافسه فياتي مصعب فيجد البرميل مليء فعرف أن هناك أخ ينافسه فكان مصعب يذهب مبكرا الي الماء ليسبق الأخ لله دره من منافس


وكان دائما ما يقيم الليل ومن الاشياء التي اكرمه الله بها أن راي أسمه مكتوب في السماء وذلك كان في اليقظة


وكان اذا يجد اخوة يتسامرون في اشياء ليست مفيدة يحضر كتاب رياض الصالحين ويبدا يقرأ منه ويقول للأخوة اليس أفضل من السمر في اشياء لا تفيد وكان دئما يحب أن يملا وقته بالذكر


وكان يمكث في الخطوط الامامية الأوقات الطويلة فيبدل اخوانه الذين معه في الدفاعات ويرفض هو الذهاب الي المدينة للاستراحة


وحانت لحظة الوداع وترجل الفارس واستراح من وعثاء السفر الطويل


وهكذا طويت صفحة من صفحات سير الشهداء وشهيد من النبلاء من الذين عطروا أرض الهجرتين بدمائهم الزكية فطبت حيا وميتا










متابعة 4 من 3


أبو طلحة السوداني ( طارق محمد نور )

أبو طلحة السوداني ( طارق محمد نور ) فارس من فرسان الإسلام و قائد من قادة الجهاد المحنكين خرج من السودان إلى الفلبين لدراسة الطب و ما أن سمع نداءات الشيخ عبد الله عزام و تفكّر في واقع أمته الجريحة و رأى حال إخوته المستضعفين في أفغانستان و تصلّت الروس عليهم إلا و ركل الدنيا خلفه و طار مهاجراً لنصرتهم.
مكث في أفغانستان لفترة من الزمان ثم غادر مع الشيخ أسامة بن لادن تقبّله الله إلى السودان و كان من المقربين جدّاً من الشيخ أسامة رحمه الله .
اعتقل في السودان على خلفية غزوتي نيروبي و دار السلام المباركتين ثم بعدها أطلق الأمن السوداني سراحه عقب ضرب مصنع الشفا للأدوية و لكنه سرعان ما ندم و حاول جاهداً استدراجه للقبض عليه مرة أخرى لكي يساوموا به الأمريكان و لكن البطل كان قد طار إلى أفغانستان .
مكث في أفغانستان حتى قبيل أحداث الثلاثاء المباركة ثم خرج و بأمر من الشيخ أسامة رحمه الله إلى الصومال فظلّ يجهّز و يرتب و لحكمة يعلمها الله بدأت الحرب في مقديشو سنة 2006 مع أمراء الحرب الذين دُعموا من قبل أمريكا للقضاء على المطلوبين الموجودين في الجنوب و على رأسهم (الشيخ أبو طلحة) جاء إلى مقديشو بمجموعته و كان أميراً على الشباب ففتح الله عليهم و سيطروا على مقديشو و ما حولها و لأن الشيخ و من معه من المهاجرين كانوا مطلوبين أمريكيّاً أرادوا تقديم شخصيّة غير معروفة للإعلام فكانت الشخصيّة المناسبة آن ذاك هو شريف شيخ أحمد (المرتد حاليّاً) .
بعد مدّة قليلة من السيطرة على مقديشو برزت خبايا شريف و اختلف معه الشيخ رحمه الله في مواضيع أهمّها ما يتعلّق بالمهاجرين (استقبالهم و مكوثهم) .رأى الشيخ أبو طلحة أن يأخذ شبابه ويفتح منطقة أخرى فكانت هذه المنطقة هي مدينة كسمايو الأبية . تحرك الشيخ وقام بفتحها وكان يسيطر عليها قبل ذلك المرتد ( بري هيرالي ) فأقام الشيخ فيها إمارة إسلامية جمع فيها الأنصار والمهاجرين وجعل المدعو أحمد مدوبي حاكما عليها ( الذي إرتد الآن وستأتي قصته بصورة مفصلة إن شاء الله ).
بعد معارك ذو الحجة 1427هـ إنحاز الإخوة الى المناطق الجنوبية وفي طريقهم من دوبلي إلى رأس كمبوني وبالقرب من منطقة قولبيو (كل هذه المناطق على الشريط الحدودي مع كينيا ) كانت هناك مجموعتان من الشباب بينهما مسافة قصيرة وكانوا يسيرون على الأقدام فأراد الشيخ اللحاق بالمجموعة الأولى وكان برفقته الشيخ الشهيد كما نحسبه عبدالعزيز دقري (وزير الداخلية في حكومة المحاكم وقد قتل في إشتباك مع الجيش الكيني وهو يدافع عن النساء ومن بينهم أسرة الشيخ أبو طلحة )وكان الشيخ أبوطلحة يحمل جهاز ثريا مع العلم أن الشيخ كان حريصاًجداً في مسائل الإتصالات ولكن لعل ضرورة ما جعلته يحمل الجهاز .
فبينما يسيران على الطريق كان هنالك ثلاث أشخاص متخفيين وسط الأشجار الكثيفة فما أن رأو الشيخان إلا وأطلقوا عليهم وابل من الرصاص فأصيب الشيخ أبو طلحة بطلقات في صدره واستشهد في الحال بينما أشتبك معهم الشيخ عبد العزيز ودخل بين الأشجار ، أخذ المهاجمون الثريا ثم هربوا وبعدها هرع الإخوة للمكان وحملوا الشيخ مسافة طويلة ثم قاموا بدفنه .فأسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء وأن يجزل له المثوبة والعطاء وأن يجمعنا به في أعلى عليين نم قرير العين ياأبا طلحة فقد رحلت بعد أسست قاعدة صلبة للجهاد في الصومال ألا فاليرحم الله الشيخ أبوطلحة وشيخه أسامة بن لادن .
وختاماً أود أن أجيب على سؤال وهو من قتل الشيخ رحمه الله ؟ فالشيخ عبدالعزيز دقري رحمه الله لم يتمكن من تحديد هوية المهاجمين ، فقال بعض الإخوة لعلهم طليعة للأثيوبيين ( لأنه بعدها جرت معركة بين المهاجرين و القوات الخاصة الأثيوبية قريب من هذا المكان )ولكني أقول والله أعلم أن ال(cia) كانت لديها قائمة بمطلوبين على رأسهم الشيخ رحمه الله وكانت تتابع تحرك الإخوة عن كثب وقامت بقصفهم عدة مرات حتى اضطر الإخوة للنزول من السيارات والسير على الأقدام فلعلهم عرفوا الشيخ ببصمة صوته وقاموا بتحديد خط سيره بواسطة الثريا خصوصاً أن الطريق واحد لا تستطيع أن تنحرف عنه يميناً أو شمالاً وقاموا بإنزال قريب من الطريق مع العلم أن الأباتشي الأمريكية ضربت على الإخوة عدة مرات والبوارج كانت في المحيط الهندي تبعد أقل من خمسين كيلومتراً عن الطريق الحدودي الذي يسير عليه الإخوة . والذي يدلل على هذا أن عناصر من (cia) بعد حوالي شهرين من الحادث جاءوا يبحثون عن قبر الشيخ رحمه الله .

السلفية الجهادية


مرّت فتراتٌ متقطّعة من أعمال الجهاد واقعة يتقمّصها غير أصحابها، ويتاجرُ بها غيرُ أبنائها، وسبب ذلك عائدٌ إلى عواملَ منها: رضا الجماهير المسلمة عن هذا الجهاد، ومن أجل الرِّفعة والظّهور على أكتاف المجاهدين، فتسارع هذه التّنظيمات الطّفيليّة إلى تقمّص دور البطولة، وإظهار نفسها في موقع الرّيادة في هذا الجهاد، فترتفع الأرصدة الإعلاميّة، وبالتّالي ترتفع الأرصدة الماليّة، وحينئذٍ يصبح الجهاد في مأزق حقيقيّ، حيث يضرب المجاهدون ضرباً شرساً وذلك ليصبحوا تحت وطأة هؤلاء اللصوص وقطّاع الطّريق إلى الله تعالى، فتظهر الأمراض العجيبة، وتتكشّف النّفوس الخبيثة، ويقع الفِصام النّكد بين المجاهد الحقيقيّ والمموّل الخبيث (لص بغداد)، وأمثلة هذا كثيرة الوقوع وعديدة فمِن أفغانستان إلى فلسطين إلى البوسنة والهرسك إلى سوريا .. إلى .. إلى ..، ومن هذه العوامل كذلك: إرضاء القواعد التّحتيّة المتململة، فالإنسان المسلم الفطري السويّ تتوق نفسه فطريّاً إلى الجهاد، وإلى المشاركة في مواطن العبوديّة لله ضدّ الكفر بجميع صنوفه وأشكاله، فمن أجل تفريغ هذا المِرجل من بخاره الغاضب، فلا بدّ من بعض المنفّسات للتّفريغ الذّكيّ الخبيث، فتسارع الجماعة إلى تبنّي أعمال جهاديّة لتقنع القيادة قواعدها أنّها لم تغيّر الطّريق، أو لتعريف قواعِدها أنّ هناك فرقاً بين ما هو معلن من أجل الغطاء السّياسي، وبين ما هو مخفيّ حقيقيّ.

هناك جماعاتٌ طفيليّة ووصوليّة في هذا الباب معروفة لدى القاصي والدّاني، وهي تملك في خطابها نوعين من المضمون، نوع يتعاملُ مع الأفكار والمفاهيم بكثير من الشّرعيّة والأصوليّة، ونوع يتعامل مع الواقع بكثير من الميكافيليّة والثّعلبة.

فجماعةٌ ترى عدم شرعيّة الانتخابات الشّركيّة مثلاً ولكنّها لا تفتأ بل لا تتوانى في تأييد جماعات العمل البرلمانيّ، خاصّة إذا أخذت هذه الجماعات خطوات متقدّمة في الحضور الإعلاميّ، والوجود الجماهيريّ الشّعبيّ.

هذه نقطة على الجماعات السّلفيّة المجاهدة أن تحسمها منذ البداية، عليها أن تحسمها وجوداً وكوناً وذلك بقطع الأيدي والأرجل التي تحاول التّسلّق طفيليّاً على أسوار الجهاد السّلفيّ الواضح، وعليها أن تحسمه فكريّاً وذلك ببيان الفوارق الشّرعيّة بين هذه الجماعات الطّفيليّة وبين المجاهدين الموحّدين.

نعم في الجهاد السّلفيّ الواضح هناك قضايا لا يمكن أن يتحمّلها الطّفيليّ الوصوليّ، وإنّه وإن حاول الالتفاف الخبيث حيناً من الدّهر، فإنّه لا يستطيع أن يواصل بالشّوط إلى نهايته.

في الجهاد السّلفيّ ميّزات وخصائص عن عموم الجهاد في المفهوم العرفيّ لدى عوامّ النّاس ومن هؤلاء العوامّ قادة الحركات البدعيّة، وقادة الحركات الطّفيليّة الوصوليّة، ومن أهمّ هذه الفوارق هي:

صفة الجهاد وطبيعته ونوعه: حركات الجهاد السّلفيّ تقاتل في بلاد الردّة تحت راية واضحة، وكذلك تصف العدوّ وصفاً واضحاً، فهي تصف هذه الطّوائف المعادية أنّها طوائفَ ردّةٍ وكفر، لأنّها اجتمعت بقوّة وشوكة على أمرٍ مكفّر، أجمعت على كفره ملّة الإسلام، فنوع قتال هؤلاء الخصوم، وجنس هذا القتال، أنّه قتال المرتدّين، وهذا القتالُ له أحكامه الخاصّة التي تجتمع وتفترق عن قتال الكفّارِ الأصليين، وحين تقاتل هذه الطّوائف السّلفيّة المجاهدة تحت هذه الرّاية، فإنّها لا تفرّق في هذا القتال بين مرتدٍّ «دكتاتور» متسلّط، وبين مرتدّ «ديمقراطيّ» سِلميّ، فهي لا تفرّق بين قتال معمّر القذافي، المرتدّ الظّالم، وبين حسني مبارك (هذا إذا اعتبرناه قائداً ديمقراطيّا) فكلاهما في منهج هذه الجماعات السّلفيّة المجاهدة في الحكم سواء، وأنّهما مرتدّان، وليس لهما إلاّ السّيف، وبالتّالي لا حوار، ولا هدنة، ولا أمان، ولا عقود، لأنّ هذه هي الأحكام الشّرعيّة المستقرّة في قتال المرتدّين.

الجماعات الأخرى قد تحمل السّلاح حيناً، وقد تشجّع على حمل السّلاح حيناً، وقد لا تستنكر من حمل السّلاح ضدّ المرتدّين، هذا إن وجدت أنّ الحوار مع المرتد مرفوض من قِبَله لا من قِبَلها هي، لكن إن فتح المرتدّ باب الحوار، وكفّ عن الملاحقة الظّالمة، أو تشريد أفراد هذه الجماعة فإنّها تنقلب بغير علّة شرعيّة إلى موقف المؤيّد للنّظام والسّاكت عنه، والمانع القويّ لحصول الصّواعق الجهاديّة في هذا البلد.

الجماعات السّلفيّة الجهاديّة الموحّدة لا تفرّق بين صدّام حسين العراقيّ البعثيّ اليمينيّ، وبين حافظ أسد السّوريّ البعثيّ اليساريّ، فكلاهما في حكم الله سواء، وليس أحدُهما أولى بالقتال من الآخر، ولكن جماعات البدعة والوصوليّة لها رأي آخر.

الجماعات السّلفيّة الجهاديّة الموحّدة لا ترى فرقاً بين حكومة السّعوديين (آل سعود) المرتدّين وبين حكومة نجيب الأفغانيّ فكلاهما في حكم الله سواء، وليس أحدهما أولى بالقتال من الآخر، لكنّ جماعات البدعة الوصوليّة لها رأي آخر.

الجماعات السّلفيّة المجاهدة الموحّدة لا ترى فرقاً بين زروال الجزائريّ المرتد وحكمه ونظامه وبين الحسن الثّاني المغربيّ المرتدّ، فكلاهما في دين الله تعالى مرتدّ كافر، وأن حكمها في القَتل والقتال سواء، لكنّ جماعات البدعة والوصوليّة لها رأي آخر.

الجماعات السّلفيّة المجاهدة الموحّدة لا ترى فرقاً بين معمّر القذّافي المرتد جباراً متسلّطاً، وغير آبه بالحوار، ولا يفتح باب التّعدّديّة الحزبيّة، ولا بنشر الحريّة السّياسيّة، وبين معمّر القذّافي الذي يسمح بالتّعدّديّة الحزبيّة، والحريّة الديمقراطيّة، فكلاهما في حكم الله سواء، ليس لهما إلاّ القَتل والقتال، ولكن جماعات البدعة والوصوليّة لها رأي آخر.

الجماعات السّلفيّة المجاهدة الموحّدة لا ترى فرقاً بين شرطة عرفات تحت راية وقيادة عرفات وبين الجيش اليهوديّ، وشرطة اليهود إلاّ فرقاً واحداً وهو أنّ عرفات وحكومته وشرطته أشدّ كفراً فهم أشدّ حكماً من اليهود، لكنّ كلاهما له القتل والقتال، أمّا جماعات البدعة والوصوليّة لها رأي آخر.

الجماعات السّلفيّة المجاهدة لا ترى فرقاً بين المرتدّ الملك حسين حاكم الأردن وهو متسلّط ديكتاتور وبين الملك حسين وهو يأذن للإسلاميين!! بتشكيل أحزابٍ سياسيّة والوصول إلى قبّة البرلمان الشّركيّ، وأنّ الملك حسين مرتدّ في الأولى ومرتدّ في الثّانية وليس له إلاّ القتل والقتال هو وشرطته وجهاز مخابراته. أمّا جماعات البدعة الوصوليّة فلها رأي آخر.

فالرّاية والمقصد ونوع القتال يفرق بين جهاد الموحِّد، وجهاد الوطنيّ (الوثنيّ)، وجهاد المصلحة الموقوتة التي تتقلّب حسب السّياسات الجاهليّة، والنّظرات الذّاتيّة.

في الجزائر تزعم جماعتان الجهاد (أو لنقل بتغييب بعض الحقائق كالشّمس: إعلاميّاً)، جماعة اسمها «الجماعة الإسلاميّة المسلّحة»، وجماعة أخرى اسمها «الجيش الإسلاميّ للإنقاذ»، فكيف يستطيع المرء أن يفرّق بين جهاد الموحّدين وجهاد المبتدعة والوصوليين؟.

الجماعة الإسلاميّة المسلّحة تقول: نحن نقاتل حتّى نعيد الحقّ إلى نصابه، وأن نرجع الضّائع إلى أصحابه، والحقّ هو حكم الله تعالى وحكم المسلمين لأرض الجزائر وكلّ بلاد المسلمين، ولا نعترف فيما يقول النّاس ويدّعون: فنحن لا نعترف بالدّيمقراطيّة ولا بحكم الشّعب، ولا بدستوريّة القانون الوضعيّ، ونحن نقاتل قبل أن توجد الانتخابات ونقاتل أثناءها ونقاتل بعد إلغائها، فعلّة قتالنا لهؤلاء موجودة مع كلّ هذه الأحوال.

والجماعة الأخرى المزعومة إعلاميّاً تقول نحن نقاتل حتّى نعيد خيار الشّعب، ونعيد النّاس إلى المسار الانتخابيّ، فقتالُنا لمن سرق خيار الشّعب.

{فأيّ الفريقين أحقّ بالأمن إن كنتم صادقين% الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}.

الجهاد الآن قد شرع في ليبيا، وقامت به حركة جهاديّة موحّدة سلفيّة، وصفّقت بعض الجماعات البدعيّة الوصوليّة لهذه الأعمال الجهاديّة، وسبب هذا التّصفيق أو المباركة أنّ القذّافي ديكتاتور متسلّط، لكن تعالوا غداً إذا فتح القذّافي باب الدّيمقراطيّة، وسمح بتشكيل الأحزاب وبقي القانون هو القانون، فماذا ستعمل هذه الجماعات؟ هذه الجماعات ستفصل كل فرد يحاول أن يشير إلى القذافي بكلمة فيها حُكمُه وأنّه مرتدّ وكافر.

ألم أقل لكم سابقاً: إنّ الإخوان المسلمون في الأردن جمّدوا عضوية فرد من أفرادهم قديماً لأنه توقّف في تكفير الملك حسين - مع أنّ حبل الودِّ والصداقة لم تنقطع بين الحزب والملك حسين - وهو نفس الشخص الآن مجمَّد من العضوية لأنه يرى كفر الملك حسين.

جماعة حماس في فلسطين على المسلمين أن ينظروا إليها من هذا الباب، فها هي تَسقط في لعبة الديموقراطية الكافرة، وتتنازل شيئاً فشيئاً.

فهذا فارق مهم في التّفريق بين جهاد الموحّدين السلفيين وبين جهاد المبتدعين الضالين، فليس مجرّد رفع راية الجهاد كافٍ لإدخال المرء في طائفة التّوحيد والجهاد، وهذا الأمر يوجب على الشباب السّلفي المجاهد أن يتوثّق لدينه وأن يتبيّن راية جماعته، ولا يجوزُ له أن يقاتل تحت راية عمية لا يدري أين تسير به، ففي يوم تسمّيه البطل المجاهد، وبعد حين تقذفه بأقبح الأوصاف وأشنعها.

وهذا الفارق الذي ذكرناه يعود إلى قضيّة رئيسيّة، بل هي أمّ القضايا في دين الله تعالى، هذه القضية هي فهم المرء للتوحيد، وفهمه لمنهج السّلف في الإيمان، فإن معرفة المرء للتوحيد وتبيينه له بشكل واضح جليّ يمنعه من الانزلاق في متاهات الجاهلية المظلمة، ويردعه من التنازل عن حق الله تعالى، فإنه يجوز للمرء أن يتنازل عن حقِّه، وهذا من باب الفضل، ولكن لا يجوز أن يتنازل عن حقّ الله تعالى، فالجماعة الموحدة المجاهدة تعفو عمّن ظلمها من المسلمين، وتتجاوز عن حقوقها، ولا توالي على أساس قرب الناس منها، ولا تعادي على أساس بعد الناس عنها، بل هي توالي النّاس على أساس محبّتهم لله، ومحبّة الله لهم، وتعادي على قواعد الملّة المحمّدية في البراء من أعداء الله تعالى، وهذا الأمر من أ شدّ الأمور وضوحاً في دين الله تعالى، وعند أصحاب النبيصلى الله عليه وسلم .

فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخروج على الحاكم إذا ظلم رعيته: ((أطع أميرك وإن جلد ظهرك وأخذ مالك))، فحقُّ الإنسان المسلم يتنازل عنه مقابل مقاصد الوحدة وجمع الشمل، ودرءً للفرقة وذهاب الريح، وقد أوجبت الشريعة الخروج على الحاكم إذا كفر بالله ((إلا أن تروا كفراً بواحاً)).

هذا هو دين الله تعالى، فعلّة القتال فيه عدم إيمان المشركين بالله، واجتماعهم بقوّة وشوكة على هذا الأمر {قاتِلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرِّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يَدينون دين الحقّ من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون}.

بهذا الأمر الجليِّ الواضح تكتَشِف الفارق، وهو أهمّ هذه الفوارق، بين جهاد الموحد السلفي وبين المبتدع الأصولي.

وهذا الأمر - وهو عدم تبيّن الناس لحقيقة الجماعات المقاتلة - يُحسَم من خلال إعلان جماعات الجهاد السلفيّ براءتها من جماعات البِدعة، ويوجب عليها أن تؤَصِّل نظرتها من خلال الرّؤى السلفيّة لواقع الجماعة البِدعيّة، وعليها أن تعلن ذلك ولا تُخفيه، وليس هناك من مصالح شرعيّة تمنع إعلان الفارق بيننا وبينهم.

بقي أمرٌ يتعلق بهذه النقطة، وهو وجود أقوام تسَربلوا بأثواب مُستعارة من السّلفية أو بشاراتٍ خادعةٍ لا حقيقة لها مثل أهل السنة والجماعة، وهؤلاء الأقوام قد يخفى أمرهم على المسلم العاديّ غير المتبصّر بحقّ هؤلاء المبتدعة، وبقليل من البحث ونور والبصيرة سيكتشف النّاس أنَّ عقول هؤلاء القوم ما زالت تعمل خارج الإطار السَّلفي، وأنها خرجت من البدعة مع بدعتها، ولكنَّ غلبةَ الأمّية على أمّتِنا منَعت الكثير من البشر من اكتشافهم.

نعم علينا أن ندرك ونفهم أنّه ما زال أبو الحسن الأشعري متكلماً.
الكاتب ابوقتادةالفلسطيني.

تعرف علي المذاهب الاربعة


المذهب الحنفي

مؤسس المذهب:هو الإمام النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي ولد 80هـ وتوفي 150هـ إمام أهل الرأي ،ومؤسس أول المذاهب الفقهية السنية، وقد قيل إن العلم زرعه ابن مسعود وسقاه علقمة وحصده غبراهيم وداسه حماد وطحنه أبو حنيفة وعجنه أبو يوسف وخبزه محمد بن الحسن فكل الناس يأكل من خبزه. وإبو حنيفة وارث علم الصحابي الجليل ابن مسعود

تلاميذه
يتميز المذهب الحنفي بوجود عدد من التلاميذ المجتهدين الذين شاركوا الإمام في تأسيس هذا المذهب ومن أهم هؤلاء التلاميذ:
1- أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري
2- محمد بن الحسن الشيباني
3- زفر بن الهذيل
4- الحسن بن زياد اللؤلؤي

الأدوار التي مر بها المذهب الحنفي
يمكن القول إن المذهب الحنفي مر بثلاثة أدوار رئيسة هي:
1- دور النشوء والتكوين: ويشمل عصر الإمام وتلاميذه إلى وفاة الحسن بن زياد اللؤلؤي 204هـ
2- دور التوسع والنمو والانتشار: ويمتد من وفاة اللؤلؤي 204 إلى وفاة الإمام عبدالله بن أحمد بن محمود النسفي خاتمة مجتهدي المذهب 710هـ
3- دور الاستقرار: ويمتد إلى اليوم

الدور الأول: دور النشوء والتكوين
لم يؤثر أن الإمام أبا حنيفة ألف في الفقه لكن اهتم أصحابه بالتصنيف وجمع الآراء التي كان يقولها في مجلس درسه، وأكثرهم اهتماما بالتدوين الإمام محمد بن الحسن الشيباني فألف مايعرف في الفقه الحنفي بكتب ظاهر الرواية وهي ستة كتب(1-المبسوط أو الأصل، 2-الجامع الصغير 3-والجامع الكبير 4-والسير الصغير 5-والسير الكبير، 6-والزيادات). كما الف كتبا أخرى مثل الجرجانيات والكيسانيات والهارونيات والنوادر الرقيات والحجة على أهل المدينة
وألف أبو يوسف كلا من الأمالي و الآثار والنوادر وألف الحسن بن زياد اللؤلؤي كتاب المجرد
منزلة كتب الصاحبين في المذهب:
تصنف المسائل الواردة في هذه الكتب على ثلاث طبقات:
1- مسائل ظاهر الرواية: وهي المسائل المروية عن أصحاب المذهب وهم الأئمة الثلاثة وقد يلحق بهم زفر والحسن بن زياد وهي في الغالب قول الأئمة الثلاثة المروية في الكتب الستة لمحمد بن الحسن, ومكانتها تأتي في الدرجة الأولى اعتبارا واعتمادا. وهذا يوضح اهمية كتب محمد بن الحسن في المذهب.
2- مسائل النوادر : وهي المسائل المروية عن أصحاب المذهب ولكن ليس في الكتب الستة ( كتب ظاهر الرواية) بل في إما في كتب أخرى لمحمد بن الحسن كالجرجانيات والكيسانيات، أو في غير كتب محمد كالأمالي لأبي يوسف أو المجرد للؤلؤي
3- الواقعات والفتاوى التي استنبطها المتأخرون في المسائل التي لم يجدوا للأصحاب فيها رأيا

الدور الثاني: دور التوسع والنمو والانتشار
كان المذهب يتمثل بما اتفق عليه الإمام وأصحابه في ظاهر الرواية فإذا اختلفوا فالمعتمد قول الإمام، لكن هذا تغير عند المتأخرين فأصبح المرجح عند الخلاف تقديم قول الإمام إذا اتفق معه أحد الصاحبين ، وإذا اتفق الصاحبان وخالفهما الإمام فالمرجح رأيهما إذا كانت المسالة مما يتغير بالاجتهاد.
وعلى هذا عكف علماء هذا العصر على التأليف فجاءت تآليفهم على ثلاثة أنواع:

النوع الأول المختصرات التي اهتمت بتوضيح الراجح. ومن أهم هذه المختصرات:
1- مختصر الطحاوي
2- الكافي للحاكم الشهيد وقد اختصر فيه الكتب الستة
3- تحفة الفقهاء للسمرقندي
4- مختصر القدوري وهو الذي يطلق عليه لفظ الكتاب في المذهب
5- بداية المبتدي للميرغناني وقد جمع فيه مختصر القدوري مع الجامع الصغير
6- المختار لأبي الفضل عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي
7- كنز الدقائق للنسفي
8- وقاية الرواية لصدر الشريعة

النوع الثاني الشروح: وقد تمحورت حول المختصرات تشرحها وتستدل على مسائلها ومن أهم تلك الشروح:
1- المبسوط للإمام السرخسي شرح فيه مختصر الطحاوي
2- بدائع الصنائع لعلاء الدين الكاساني شرح فيه تحفة الفقهاء للسمرقندي
3- الهداية للميرغناني وهي شرح لكتابه بداية المبتدي
4- الاختيار لتعليل المختار للموصلي شرح فيه كتابه المختار

النوع الثالث: الفتاوى والواقعات.تصدى علماء هذا الدور للحوادث التي استجدت بالاجتهاد وبذلك ظهرت كتب اختصت بالواقعات والنوازل ومن اهمها:
1- فتاوى شمس الأئمة الحلواني
2- الفتاوى الكبرى للصدر الشهيد
3- الفتاوى النسفية
4- فتاوى قاضيخان

وهذه الكتب أصبحت هي المعتمدة فالمختصرات أعلاها اعتمادا ثم الشروح ثم الفتاوى.


الدور الثالث: دور الاستقرار
استقر المذهب الحنفي مع مطلع القرن الثامن الهجري وبالتالي اصبح جهد العلماء دائرا حول كتب العصور السابقة
ولعل اهم مؤلف في هذا العصر هو حاشية ابن عابدين المسماة رد المحتار على الدرالمختار وقد وضع فيها ضوابط معرفة الرأي المعتمد في المذهب. كما وضح الآراء المعتمدة في الخلافات التي يذكرها.


أهم مصطلحات الحنفية.الإمام : أبوحنيفة
الصاحبان: أبو يوسف ومحمد
الثلاثة: الإمام والصاحبان
الشيخان: الإمام وابو يوسف
الطرفان: الإمام ومحمد بن الحسن
كتب ظاهر الرواية: كتب محمد بن الحسن الستة
الكتاب: مختصر القدوري
المتون الثلاثة: الوقاية والكنز ومختصر القدوري
التحفة: تحفة الفقهاء
الوقاية: وقاية الرواية
الكنز: كنز الدقائق




تأسيس المذهب المالكي



الإمام مالك مؤسسة المذهب
نسبه ونشأته
هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي الحميري المدني، ولد سنة 93هـ بالمدينة المنورة،وتوفي بها سنة 179هـ
ولقد أخذ مالك عن كثير من الشيوخ حتى قيل إن عدد شيوخه فاق تسعمائة شيخ من التابعين وتابعيهم، وتعتبر أسانيد مالك أقوى الأسانيد كسلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر التي تسمى سلسلة الذهب، وسلسلة مالك عن الزهري عن سالم عن ابن عمر، وسلسلة مالك عن ابي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة

تلاميذ مالك: أهم تلاميذ مالك الذين رووا مذهبه هم
- عبد الرحمن بن القاسم العتقي أعلم أصحاب مالك 128-191هـ
- أبو محمد عبد الله بن وهب. 125-197هـ
- أشهب بن عبد العزيز القيسي. 140-204هـ
- أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم.155-214هـ

مؤلفات مالك:
يرى ابن أبي زيد القيرواني أن الإمام مالكاً لم يؤلف غير الموطأ

تدوين المذهب المالكي
مر التدوين في المذهب المالكي بثلاث مراحل : الأولى: تدوين المذهب في عصر الإمام مالك. والثانية: تدوين المذهب في عصر الفقهاء المتقدمين، والأخيرة: تدوين المذهب في عصر الفقهاء المتأخرين، وسنعرض لهذه المراحل بشيء من التفصيل.


المبحث الاول
تدوين المذهب في عصر الإمام مالك

ظهر في عصر الإمام مالك نوعين من التأليف الأول ما كتبه الإمام بنفسه وهو الموطأ والثاني مادونه الأصحاب مما سمعوه منه ويعرف بالأسمعة
أولاً: كتاب الموطأ: وإن نسبة الموطأ إلى مؤلفه الإمام مالك ليست محل خلاف بين أهل العلم، بل اتفقت كلمتهم على أنه كتابه الذي حرره بيده، وهو أول كتاب قصد منه إثبات الصحيح من سنة رسول الله فلذلك قال الشافعي: (ما على ظهر الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك).
ويحكى في سبب تأليفه أن الخليفة المنصور هو الذي اقترح على الإمام مالك تأليف كتاب الموطأ عند اجتماعه به، فقد قال: (يا أبا عبد الله ضم هذا العلم ودون كتبا، وجنب فيها شدائد ابن عمر ورخص ابن عباس وشواذ ابن مسعود، وأقصد أوسط الأمور وما اجتمع عليه الأئمة والصحابة).
وأما وجه تسميته بالموطأ، فقد جاء في عبارات حديث المنصور مع مالك أنه قال له: (فألف للناس كتاباً ووطئه لهم توطئة)، فسمى هذا الكتاب الموطأ لذلك. ونقل عن الإمام مالك قوله: (عرضت هذا الكتاب على سبعين فقيها من فقهاء المدينة، فكلهم واطأني عليه، فسميته الموطأ).

ثانياً: أسمعة الأصحاب
كان مالك يرى الرجل يكتب عنده فلا ينهاه، ولكن لا يرد عليه ولا يراجعه)، وكان إذا تلكم بمسألة كتبها أصحابه.ومن تلك الأقوال المدونة تكونت عند كل تلميذ حصيلة متميزة هي مجموع ما سمعه
من شيخه، وصارت كل مجموعة منها تنسب إلى صاحبها الذي دونها. جاء في رياض النفوس: (وكان مالك إذا سئل عن مسألة، كتبه أصحابه، فيصير لكل واحد منهم سماع.
أمثلة من لأسمعة
- عبد الرحمن بن القاسم العتقي له سماع من مالك بلغ عشرين كتاباً. بل لقد قيل إن كان عنده ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل.
- أبو محمد عبد الله بن وهب: له سماع من مالك بلغ ثلاثين كتاباً.
- أشهب بن عبد العزيز القيسي: له سماع من مالك، يقول عنه سحنون: حدثني المتحري في سماعه: أشهب... وكان ورعاً في سماعه، و عدد كتب سماعه عشرون كتاباً.
- أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم: كان له سماع من مالك، الموطأ ونحو ثلاثة أجزءا، وصنف كتباً اختصر فيها أسمعته.
- معن بن عيسى القزاز: ربيب مالك، ومن كبار أصحابه، ومن أشد الناس ملازمة له، حتى كان يتوسد عتبة مالك، فلا يلفظ مالك بشيء إلا كتبه، وكان يتكئ عليه عند خروجه إلى المسجد، حتى قيل له: عصية مالك، فإن سماعه من مالك قد اشتمل على أربعين ألف مسألة.
هذه أسمعة بعض أصحاب الإمام،
وقد كان لهذا التدوين الموسع الفضل الأكبر في بناء المذهب ومسيرة تطوره.

المبحث الثاني
تدوين المذهب في عصر الفقهاء المتقدمين:

أولاً: التمييز بين الفقهاء المتقدمين والفقهاء المتأخرين:
من الناحية الزمنية تعتبر طبقة العلماء التي ينتسب إليها أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المتوفى سنة 386هـ هي الفاصلة بين المتقدمين والمتأخرين، ويعتبر الإمام القيرواني نفسه آخر المتقدمين وأول المتأخرين أن من أبرز مؤلفاته كتابه الكبير (النوادر والزيادات على المدونة)، فإنه سار فيه على نسق المتقدمين، حيث استوعب فيه غالب فروع الفقه المالكي،

ثانياً: تدوين المذهب عند الفقهاء المتقدمين:
إن المستقرئ للآثار التي خلفها كبار الفقهاء المتقدمين يلاحظ أنها تتسم بظاهرتين هما ( الجمع والتخريج )

أما الأولى الجمع:
عكف التلاميذ على التلقي عن أكبر عدد من أصحاب مالك، وإن اختص بعضهم بملازمة شيخ معين، كما اهتموا بتدوين أسمعة شيوخهم،ومن أهم الأمثلة على التدوين:
- الحارث بن مسكن مثلاً سمع من ابن القاسم وابن وهب وأشهب، ودون أسمعتهم وبوبها،
- عيسى بن دينار سمع ابن القاسم وغيره، ولكنه لازمه وعوّل عليه، وله عشرون كتاباً في سماعه من ابن القاسم.
- أصبغ ابن الفرج المصري، فقد سمع ابن القاسم وأشهب وابن وهب، وتفقه بهم جميعا، ولكنه كان ملازماً لابن وهب بل كاتباً له، ومع ذلك له كتاب سماعه من ابن القاسم، وصل فيه إلى اثنين وعشرين كتاباً.
كُلّل ذلك الجهد بكتاب (الاستيعاب لأقوال مالك) الذين تم في أول عهد المتأخرين.

(الظاهرة الثانية وهي التخريج):
فقد جدت مسائل أمام الأصحاب لم ينقل فيها عن الإمام شيء مما اضطرهم الأمر إلى تخريج أجوبتها على المسائل المنصوصة لإمام المذهب، فلما ابتدأ التخريج وكثرت حصيلة أقول الأصحاب المخرجة على قواعد المذهب اعتنى تلاميذهم بتدوينها، و من أهم الكتب التي اعتنت بجمع أقوال الأصحاب بالتبعية لأقوال الإمام كتاب المدونة لسحنون، فقد كانت أسئلة سحنون لابن القاسم عن أقوال مالك، فإن لم يحفظ في المسألة قولاً كان ابن القاسم يبدي فيها رأيه المستقل.

المبحث الثالث
التدوين المذهب في عصر الفقهاء المتأخرين:

أن عصر المتأخرين أطل مع بداية القرن الرابع وامتد إلى وقتنا هذا، واعتنى الفقهاء في هذا العصر بتأليف المختصرات ووضع المتون، وصولا للقول المعتمد في المذهب،
أشهر المختصرات
1- الرسالة لابن أبي زيد القيرواني (مالك الصغير) أبو محمد بن أبي زيد القيرواني الذي وصفه القاضي عياض بقوله: (... لخص المذهب، وضم كسره، وذب عنه، وملأت البلاد تواليفه، عارض كثير من الناس أكثرها فلم يبلغوا مداه، مع فضل السبق، وصعوبة المبدأ... وكان يعرف بمالك الصغير). ألف كتابه المشهور بالرسالة، وقد كثر اشتغال الناس بها، حتى لقبت بباكورة السعد وبزبدة المذهب، لأنها أول مختصر ظهر في المذهب بعد تفريع ابن الجلاب. والمراد بكون الرسالة أول مختصر بعد التفريع أنهما ألفا على نحو مستقل دون التقيد في الاختصار من كتاب معين دون سواه.
2- التهذيب في اختصار المدونة لأبي سعيد خلف بن أبي القاسم البرادعي، اتبع فيه طريقة اختصار أي محمد بن أبي زيد، إلا أنه ساقه على نسق المدونة، وحذف ما زاده أبو محمد.
3- التلقين للقاضي عبد الوهاب، حقق شهرة لا تقل عن سابقة، ويعتبر هذا الكتاب على صغره من خيار الكتب وأكثرها فائدة.
4- مختصر ابن الحاجب أو جامع الأمهات أما مختصر ابن الحاجب الفرعي المسمى (جامع الأمهات) فإنه يعد من المختصرات التي حظيت باهتمام المالكية شرقاً وغرباً.
5- الإرشاد: جاء آخر مالكية العراق عبد الرحمن بن محمد بن عسكر البغدادي وألف كتاب (الإرشاد) وجعله مختصراً في فروع الفقه، فجمع فيه ما في الجلاب والرسالة والتلقين بزيادات،
6- مختصر خليل في نهاية المطاف يطل على المذهب (مختصر الشيخ خليل بن إسحاق المصري) الذي اختصر به مختصر ابن الحاجب.
ومما تجدر الإشارة إليه ونحن نتحدث عن ظاهرة التدوين الفقهي لدى المتأخرين، أن المالكية لم تعرف الحواشي على شروح كتبهم الفقهية إلا في العصور المتأخرة، وقد ذكر الجبرتي في تاريخه أن أول من خدم تلك الكتب بالحواشي هو (الشيخ على العدوي المالكي) (ت سنة 1189هـ)، فقد ألف كثيراُ

ألقاب علماء المذهب

فمن هذه الألقاب:
الشيخ: وهو أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني.
الشيخان: وهما أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني وأبو الحسن علي بن
محمد المعروف بابن القابسي.
القاضي: وهو أبو محمد عبد الوهاب بن نصر البغدادي.
القاضيان: وهما القاضي عبد الوهاب والقاضي إسماعيل بن إسحاق.
القضاة الثلاثة: وهم القاضيان عبد الوهاب وابن القصار والثالث القاضي أبو الوليد الباجي.
محمد: وهو محمد بن إبراهيم المعروف بابن المواز.
المحمدان: وهما محمد بن سحنون ومحمد بن المواز.
المحمدون: وهم أربعة، اثنان مصريان هما: محمد بن عبد الحكم ومحمد بن
المواز، ويقال لهما المحمدان المصريان، واثنان قرويان هما: محمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس، ويقال لهما المحمدان الإفريقيان، وقد اجتمع هؤلاء في عصر واحد ولم يجتمع في زمان مثلهم.
الإمام: وهو أبو عبد الله بن علي المازري.
الأستاذ: وهو أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي.
الأخوان: وهما مطرف بن عبد الله وعبد الملك بن الماجشون، وقد سميا بذلك
لكثرة ما يتفقان عليه من الأحكام.
الصاحبان: وهما في تراجم الأندلسيين أبو إسحاق إبراهيم بن شنظير، وأبو
جعفر بن ميمون

-أهم الكتب في المذهب المالكي ...
المدونة
لا يُعرف عن كتاب في المذهب بعد الموطأ نال من الإطراء والتقدير ما نالته المدونة على ألسنة المتقدمين والمتأخرين، فهي أصل علم المالكيين ,ذلك أنه تدوالها أفكار أربعة من المجتهدين: مالك وابن القاسم وأسد وسحنون. ومما يُنقل عن سحنون قولهاضغط هنا لتكبير الصورهعليكم بالمدونة فإنها كلام رجل صالح وروايته).

الموازية
هذا الكتاب من تأليف الإمام الفقيه الحافظ أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الإسكندري، المعروف بابن المواز.

الواضحة
الواضحة في الفقه والسنن كتاب ألفه العالم الفقيه أبو مروان عبد الملك بن حبيب السلمي القرطبي،

العتبية.
وتسمى المستخرجة من الأسمعة، ألفها الفقيه المشهور أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة القرطبي المعروف بالعتبى، سمع هذا الإمام من يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان وغيرهما، ورحل فأخذ عن سحنون وأصبغ وغيرهما، كان حافظاً للمسائل جامعاً لها، عالماً بالنوازل. لم يكن هنا أحدٌ يتكلم مع العتبى في الفقه، ولا كان بعده أحدٌ يفهم فهمه إلا من تعلم عنده، وقد توفي سنة 254هـ أو 255هـ.

المجموعة
وهي من تأليف الإمام الفقيه أبي عبد الله بن إبراهيم بن عبدوس. كان حافظاً لمذهب مالك،

من أمهات كتب المذهب ألاخرى
المستخرجه لابن رشد وكتاب المبسوط في الفقة للقاضي أبو إسحاق إسماعيل البغدادي , وكتاب النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني .



المذهب الشافعي

مؤس المذهب
الإمام محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، الإمام ، عالم العصر ، ناصر الحديث ، فقيه المِلَّة أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي ، الغزي المولد ، نسيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وابن عمه ، فالمطلب هو أخو هاشم والد عبد المطلب .
ولد بغزة 150هـ وتوفي 204هـ فهو أقصر الأئمة عمراً.
شيوخه
انتقل الإمام إلى مكة صغيرا فلازم بها عالم الحرم مسلم بن خالد الزنجي ولم بلغ خمس عشرة سنة أذن له مسلم بالإفتاء، ثم انتقل إلى المدينة فتلقى العلم عن مالك بن أنس، إمام أهل الحديث ، ثم ولي عملا باليمن فانتقل إليه وهناك تفقه على عمر بن أبي سلمة صاحب الأوزاعي فقيه الشام ويحيى بن حسان صاحب الليث بن سعد فقيه مصر، وقد وشي به في اليمن فنقل إلى العراق وهناك شفع له محمد بن الحسن الشيباني صاحب إبي حنيفه فأطلق سراحه ولازم محمدا الشيباني فترة فأخذ عنه علم أهل الرأي . وبهذا يكون الشافعي قد جمع علم مكة والمدينة والشام ومصر والعراق،
تلاميذ الشافعي:
بعد هذه المرحلة انتقل الشافعي إلى مكة وأخذ في التدريس ثم انتقل إلى العراق ثم رجع إلى مكة ثم عاد للعراق واستقر بها حتى خرج منها في آخر حياته إلى مصر ومات بها،وقد كان للشافعي تلاميذ كثر منهم من استقل بمذهب في الاجتهاد كأحمد بن حنبل والثوري ، ولكن الذين يهمنا ذكرهم التلاميذ الذين نشروا المذهب وهؤلاء قسمان : قسم تلقى علمه وآراءه التي قال بها قبل سفره لمصر وهم رواة رأيه القديم وأشهرهم
1- الحسن بن محمد الزعفراني ت 260.
2- الحسين بن علي الكرابيسي ت248.
وقسم تلقى علمه بمصر وهم رواة الجديد وأهمهم
1. أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي ت231 خليفة الإمام الشافعي والذي جلس للتدريس في حلقته بعد وفاته.
2. أبو إبراهيم اسماعيل بن يحيى المزني ت264 وهو إمام مجتهد في المذهب له مختصر معروف باسم مختصر المزني
3. أبو محمد الربيع بن سليمان المرادي ت270 راوية المذهب فهو الذي روى كتب الشافعي ومن طريقه وصلت إلينا.
الأطوار التي مر بها المذهب الشافعي

مر المذهب الشافعي بأربعة أطوار رئيسة هي ك-
1- طور التاسيس
2- طور النقل
3- طور التحرير
4- طور الاستقرار
أولا: طور التأسيس:وهو عصر الإمام الشافعي، ويتميز الإمام الشافعي بأنه الإمام الوحيد الذي دون فقهه بنفسه، وقد تميز فقه الشافعي بما يعرف بالقول القديم والقول الجديد، فالقول القديم هو الآراء التي صرح بها الشافعي في بغداد استنباطا من علمه الذي تلقاه عن أساتذته الحجازيين والعراقيين، أما القول الجديد فهو كل ما ألفه أو قاله بعد دخوله مصر. وأهم رواة القديم الزعفراني والكرابيسي، وأهم رواة الجديد البويطي والمزني والربيع المرادي.

موازنة بين القديم والجديد
وردت عن الشافعي نصوص تمنع رواية القديم على أنه مذهب للشافعي كقوله لايحل عد القديم من المذهب وكقوله لا اجعل في حل من رواه. لكن المحققين من الشافعية فصلوا المسالة فقالوا: يعتبر القديم مذهبا في حالين: الأول:إذا عضده نص حديث. والثاني: إذا لم يخالفه الإمام في الجديد أو لم يتعرض له. وما عدا ذلك فكل مسألة للشافعي فيها قولان فالجديد هو المذهب، وبالاستقراء وجد أن هناك 14 إلى 30 مسالة يعتبر القديم فيها مذهبا. والله اعلم.

الطور الثاني: طور النقل
توفي الإمام الشافعي وقام تلاميذه بدور نقل المذهب وتدريسه وعلى راس هؤلاء البويطي خليفة الشافعي ، ولم يكتف التلاميذ بالنقل بل قاموا بتوسيع المذهب بالاجتهاد في الفروع الجديدة كما فعل المزني.
وقد عرفت طريقتان في نقل المذهب وتدريسه ونشره، الأولى: طريقة العراقيين، والثانية: طريقة الخراسانيين أو طريقة المراوزة:
أما طريقة العراقيين فقد أخذت عن الربيع والمزني، أخذها عنهم أبو القاسم الأنماطي (ت288) وهو محور انتشار المذهب الشافعي ببغداد ومن بعده تلميذه أبو العباس بن سريج (ت 306) الذي انتشر المذهب عن طريقه في معظم الآفاق ، ثم جاء تلميذه الإمام محمد بن علي بن إسماعيل القفال الكبير الشاشي (ت365) فنشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. حتى جاء أبو حامد الاسفرائيني فسلك طريقة في التدوين عرفت بطريقة العراقيين وتبعه عليها عدد من العلماء منهم الماوردي (ت450)، والقاضي أبو الطيب الطبري (ت450)، والمحاملي (ت414). وظلت هذه الطريقة هي الطريقة الوحيدة وقولها هو المعتمد. حتى ظهور طريقة الخراسانيين.
أما طريقة الخراسانيين أو المراوزة فقد ظهرت على يد القفال الصغير المروزي شيخ الخراسانيين (ت417) الذي سلك طريقا جديدة في التأليف، وتبعه عليها جماعة لا يحصون أهمهم: أبو محمد الجويني (ت438)، والفوراني(ت461) والمسعودي(ت؟42) وانتهى فقه الشافعي إلى هاتين الطريقتين وأصبحت الكتب المعتبرة لاتعدوهما فمتى اتفقتا على رأي كان هو المعتمد في المذهب
ثم ظهر بعد ذلك من العلماء من لم يتقيد بمدرسة واحدة بل نقل من هذه وتلك،منهم العراقيون كالروياني(ت502) والشاشي(ت505) وابن الصباغ(ت477)، ومنهم الخراسانيون كإمام الحرمين الجويني(ت478) والغزالي(ت505) الذي ألف ثلاثة كتب مهمة هي الوجيز والوسيط والبسيط والمتولي(ت448). وبذلك تم الجمع بين الطريقتين وكان ذلك تمهيدا للدور الثالث وهو دور التحرير

الطور الثالث: طور التحرير
ظهر في هذا الطور عالمان إمامان اهتما بتحرير المذهب وبيان الراجح فيه وهما:
1- الإمام الرافعي
عبد الكريم بن محمد بن الفضل القزويني إبو القاسم الرافعي، توفي 624هـ، له العديد من المصنفات أهمها
 المحرر: وهو ماخوذ من الوجيز للغزالي ، وقد التزم الرافعي أن ينص على ما صححه معظم الأصحاب،
 الشرح الكبير والشرح الصغير : وهما شرحان لكتاب الوجيز للإمام الغزالي.
2- الإمام النووي
الإمام يحيى بن شرف الدين النووي صاحب التآليف المشهورة شيخ المذهب ومحرره توفي 676هـ
وأهم كتبه :
 منهاج الطالبين:وهو اختصار للمحرر إلا أنه يمتاز عن المحرر بذكر قيود المسائل وترجيح بعض الآراء. وهو اكثر تحريرا للرأي المعتمد من المحرر
 المجموع : وهو شرح لكتاب المهذب للشيرازي. جمع فيه كل القوال والأوجه ولو كانت واهية أو ضعيفة مع الاستدلال لها وترجيح الصواب.
وقد استقر المذهب في هذه الفترة على رأي الشيخين الرافعي والنووي فما اتفقا عليه فهو المذهب، فإن اختلفا فما جزم به النووي، ثم ما جزم به الرافعي.

الطور الرابع: طور الاستقرار
ظلت آراء الشيخين محور اعتماد المذهب حتى نبغ طائفة من العلماء أهمهم:
1- الشيخ زكريا الأنصاري ت926هـ
2- الخطيب الشربيني ت977هـ
3- الشهاب الرملي ؟97هـ
4- والجمال الرملي ت1004
5- ابن حجر الهيثمي 973

وقد انصبت جهودهم حول كتب الشيخين الرافعي والنووي ، وقد حظي منهاج النووي بالنصيب الأكبر من الاهتمام،
1- فاختصره زكريا الأنصاري في كتابه منهج الطلاب أو المنهج.
2- وشرحه الشربيني في مغني المحتاج.
3- وشرحه الجمال الرملي في نهاية المحتاج
4- وشرحه ابن حجر في تحفة المحتاج
وقد ادت اجتهادات هؤلاء إلى مخالفة آراء الشيخين في بعض المسائل مما استدعى مراجعة مدلول المذهب أو المعتمد في المذهب فأصبح كالتالي:
 أهل الشام والأكراد والداغستان يرون أن المذهب ماقاله ابن حجر في التحفة
 وعلماء مصر على مارجحه الرملي
 وأما علماء الحجاز فكانوا يرجحون ابن حجر حتى كثر أنصار الرملي بالحجاز فأصبحوا يذكرون القولين من غير ترجيح.

أهم اصطلاحات المذهب الشافعي

الشيخان: الرافعي والنووي
التحفة: تحفة المحتاج
المنهاج : منهاج الطالبين للنووي
الشرح: الشرح الكبير للرافعي
القديم: إشارة لآراء الإمام الشافعي التي قالها في بغداد.
الجديد: آراؤه التي قالها في مصر.
الصحيح والأصح: يشير الصحيح إلى وجود قولين في المسألة أحدهما ضعيف والآخر صحيح وهو المذكور
بينما يشير الأصح إلى وجود قولين في المسألة كلاهما صحيح، وعلى هذا يشير الصحيح لوجود خلاف ضعيف في المسألة والأصح لوجود خلاف قوي في المسالة.

المذهبِ الحنبلي


مُؤسِّسِ المَذهبِ .
هو أحمَدُ بنُ مُحمّد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدْريْس بن عبدِاللهِ الشيباني، حمَلَتْ بهِ أمُّهُ بمَرو ، وقدِمَتْ بعداد وهي حاملٌ به ، فولدته في شهر ربيع الأوَّل سنة 164هـ، ولما بَلغَ سنَّ السادسة عشر سافر إلى الكوفةِ، والبَصْرة ، والحجاز ، ومكة ، والمديْنة ، واليمن ، والشَّام ، والثغور ، والسَّواحِل ، والمغرب ، والجزائر ، والفُرَاتيْن ، وأرضِ فارس ، وخُرَاسان ، ثمَّ رجَعَ بَعْدَ ذلِكَ إلى بَغْدَاد ، ويُذكرُ أنَّ أوَّل مَنْ كتبَ عنْهُ أحمدُ الحديْثَ : هو أبويوسف ، وأوَّلُ مَنْ سمِعَ مِنْهُ : هُشيم الواسطي . توفي رحمه الله سنة 241هـ وهو ابن سبْع وسَبْعيْن سنة ، ودُفن في بغداد .
أشْهَرُ أشيَاخِهِ وَأسَاتِذَتِهِ .
تتلمَذَ الإمَامُ أحمَدُ على علماء كثيرين، وسَنقتصرُ هنَا على ذكْرِ أبْرز أولئكَ الأشيَاخ وهم:

1- عبد الرزاق الصَّنْعاني
2- وكيْع بن الجراح.
3- هُشيم بن بَشير الواسطي ، وتتلمذ عليه الإمام أحمد 5 سنوات ..
4- الشافعي .
5- ابن مهدي .
6- ابن القطان.

أشهرُ تلاميذِهِ ومَنْ روى عنْه.
تتلمذَ على الإمَامِ أحمَدَ كثيْرٌ مِنْ طلاب العلْم، وقدْ ذكرَ الإمَامُ المَرْداويُّ في كتابِهِ "الإنْصَاف" (12/217) عدداً صالحاً مِنَ الأصْحَابِ الذين نقلوا الفقهَ عن الإمَام أحمَد ، وقدْ ذكرَ أنَّ المُكثرين مِنْهُم ثلاثة وثلاثين ، أبرزهم :
1- ابراهيْم الحرْبي .
2- ابن هانئ .
3- أبو طالب .
4- المروذي .
5- الأثرم .
6- اسحاق بن مَنْصُور الكوسج .
7- حرب بن اسماعيل الكرماني .
8- أبو داود .
9- عبدالله بن الإمام أحمد .
10- صالح بن الإمام أحمَد .
11- مهنا بن يحيى الشامي .
12- اسماعيْل بن سعيد الشَّالنْجِي

ذكرُ طرفٍ مِنْ مُصنَّفاتِ الإمَامِ أحمَدَ .
مًصنَّفاتُ الإمَامِ أحمَدَ كثيْرَة ، معظمها في الحديث وعلومه وفي العقيدة لكن كتبه في الفقه قليلة ومن أهم كتب الإمام كتَابُ العلل ، وكتَابُ الزُّهْد ، وكتاب فضائل الصحابة، وكتابُ الأشربَة.
كتابُ المُسنَد ، وهو مِن أضخَم مُصنّفاتِ الإمَام أحمدَ على الإطلاق ، وفيْهِ مَا يَربو على أربعين ألف حديث ، وكتابُ الرِّسَالة في الصَّلاة، وكتابُ الأسْمَاءِ والكُنَى، وكتابُ السُّنة.

المراحلُ التي مرَّ بها مذهبُ الإمَامِ أحمَدَ .

الذي يُفهم من كلام كثيْر مِن الأصحابِ هو أنَّ المذهب مرَّ بثلاث مَرَاحِل كُبْرَى ، مَرْحلةُ المُتقدميْن ، ومَرْحلة المَتوسطين ، ومَرحلةُ المُتأخريْن .
المَرحلة الأولى{طبَقةُ المُتَقدّميْن} .
واشتهرَ في هذِهِ المرْحلةِ نوعان مِنْ التصنيْفِ ، الأول هو : جمْعُ مَسائل الإمام أحمد وفتاواه وإجاباته ، وقد ألّفَ في هذا النوع كثيرون ، ومِنْ أعظم مَا صُنِّف في ذلك "الجامع" للخلال فإنَّهُ أكثر مسائل الإمام أحمد .
وفي دُبرِ هذِهِ المَرحلة ، وبعد استقرار جمْعِ مسائل الإمام أحمد مِنْ بعد تفرقها، بدأ يَشتهرُ نوعٌ آخر مِنْ التصانيف وهو : المُتون ، ومِنْ أبرزَ مَا كُتِبَ في ذلك "مُختصر الخِرَقي" للإمام الخرَقي .

أبْرَزُ الأئمةِ في مَرْحلَةِ المُتَقدِّميْن .

1- أبو بكر الخلال ‌234 -311هـ
أحمد بن محمد بن هارون أبو بكر الخلال تتلمذ على أبي بكر المَروذي وغيْرِهِ، وجابَ الآفاق ، وطافَ أرجاء المَعْمُورَة ، جامعاً لمَسَائل الإمَام أحمَدَ الفقهيَّة ، ومَا أفتَى بِهِ في الأمْصَار ، حتى جمَعَ بذلِكَ كتابَهُ المَشْهُور { الجامع الكبيْر} في عشريْنَ مُجلَّداً ،وجلس في جامع المهدي، ببغداد يدرّسها تلاميذه، ومن هذه الحلقة المباركة انتشر المذهب الحنبلي، وتناقله الناس مدونًا بعد أن كان روايات مبعثرة.
2- الخرقي.ت 334هـ
هو الإمَامُ العلاّمة الثقة الشيخ أبو القاسم ، عمر بن الحسين بن عبد الله بن أحمَد ، المَشهورُ بالخرَقي ، صاحبُ المُختَصَر المَشْهوْر

3- الحسَنُ بن بن حامد .ت 403هـ
الحسَنُ بن بن حامد بن علي بن مروان أبو عبدِاللهِ البَغْدَادِي ، كانَ إمَامَ الحنَابِلَةِ في زمَانِهِ ، وقد ألَّفَ ابنُ حامد مُصنَّفات كثيرة ، وفي علومٍ مُختلفة ، فمنها :
‌أ. الجَامِعُ في المذهب ، يقع هذا الكتاب في نحو أربعمئة جزء ، وتعرَّضَ فيْهِ لإختلافات الفُقَهاءِ
‌ب. تهذيْبُ الأجوبَة ، وهو مَطبُوعٌ في مُجلّدين ، بتحقيْق الدكتور ناصر السَّلامة.
‌ج. كتابُ أصولِ الفقْهِ .
أبْرزُ مُصنَّفاتِ مَرْحلة المُتقدِّميْن
إذا طرَحنا كتبَ المَسائل التي نقلَها تلاميّذُ الإمام عنه جانباً، فإنَّا نقولُ إنَّ أبرَزَ مَا صُنِّفَ في هذِهِ المَرْحلَة كتابان:
1- الجَامِع لعلومِ الإمَام أحمد ، للإمام أبي بكر الخلال ، وهو كتابٌ ضخمٌ جدَّاً ، وهذا الكتابُ بهِ حُفظَ مذهبُ الإمَام أحمد ، لأنَّ الإمامَ الخلاَّل قد جابَ أقطار المَعمورة جامعَاً وحاوياً لكلِّ مسألة أو فتوى مَنقولة عنِ الإمام أحمد ، فجُمعَ لهُ مِنْ جرَّاء تلكَ الرَّحلات الكثيرة مَسائلُ كثيْرة أودعها في ذلك الكتاب .
2- مُختصر الخِرَقي .
وهو مِنْ أوَّلِ المُختَصرَاتِ في مَذهبِ الإمَام أحمَد ،اختصر به جامع الخلال، ولم يُخدَمْ مَتنٌ في مذهبِ أحمَدَ كمَا خُدِمَ هذا المَتن، وقد شرح شروحا كثيرة أهمها على الإطلاق : كتابُ المُغني للإمام ابنِ قدامة ،
المَرْحلَةُ الثانيَة {طبَقةُ المُتَوسطيْن} .
وهذِهِ المَرْحلَةُ تبدأُ مِنْ وفَاةِ الإمَام الحسَن بن الحامد سَنَة 403 هـ وحتى وفاةِ الإمَام بن مُفلْح المَقدسي سَنَة 763 هـ .
أبْرَزُ أئمة طبَقةِ المُتوسِّطين .
1- القاضي أبو يَعلى الفرَّاء . 380-458هـ .
هو العالم الإمام محمد بن الحسين بن خلف بن أحمد الفراء ، القاضي أبو يعلى ، البغدادي الحنبلي ، المعروف بابن الفرَّاء ، شيْخُ المَذهبِ على الإطلاق في زمَانِهِ.
تتلمَذَ على: الحسن بن الحامد ، والحسين ابن البغدادي وغيرهما. ولهُ مِنَ المُصنَّفاتِ الشيءُ الكثيْر ، فمِنْ أبرَز تلكَ المُصنَّفات : الأحكامُ السَّلطانيَّة ، وإبطالُ التأويلات ، العدّة في أصول الفقْه ، وشرْح الخرَقي ، والجامِع الصغيْر ، والجامع الكبيْر، والخلاف الكبيْر، والرّد على المُجسمة ، وكتاب الرِّوايْتين ، والكفاية في أصول الفقه ، والمُجرَّد في المَذهَب، وغيْرُ ذلك كثير.
2- أبو الخطَّاب الكلوذاني .432-510
هو الإمَامُ العلاّمة محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمَد الكَلْوَذاني ، نسبَةً إلى "كلوذاني" قريَة ببغداد ،
ومِنْ أبرَزِ مصَّنفاته : الهدايَة في الفقه ، والإنتصار في المسائل الكبار ، والتمهيْد في أصول الفقْه ، والعبَادَاتُ الخَمْس ، والتهذيب في الفرَائض .
3-أبو الوفاء بن عقيل 431-513.
هو علي بن عقيل بن مُحمّد بن عَقيل بن أحمَدَ الظفري البغدادي ، أبرزُ مُصنَّفاتِهِ : الفنون ، كفاية المفتي ، التذكرة ، الواضح في أصول الفقه ، الجدل ، شرح الخرقي ، وغيْر ذلك كثير .
4- ابنُ الجوزي . 510-597 هـ
هو أبو الفرَج عبد الرحمن بن علي بن مُحمّد بن علي القرشي، التيمي، البكري الحنبلي، وكانَ مِن أبرز تلاميْذِ ابن عقيل ، وله مئاتُ المُصنَّفات ، في علومٍ كثيرة ، كالتاريخ والفقه والسيرة والحديث والطب والأصول والعقائد وغيْر ذلك، فمِن تلِكَ المُصنّفات : زاد المسير ، تيسير البيان ، تلبيس إبليس ، التحقيق ، صيد الخاطر، الموضوعات ، الإنصاف في مسائل الخلاف ، مسبوك الذهب ، تحفة الوعاظ ، مناقب بغداد ، مناقب الإمام أحمد .
5- ابن قدامة . 541-620هـ
هو الإمام أبو محمّد عبدالله بن أحمَد بن مُحمّد بن قدامة الجمَّاعيلي المَقدسي الحنبلي ، شيْخ المَذهب في زمانِهِ ،ولهُ التصانيْف المُفيْدة ، التي تدلُّ على علوِّ كعبِهِ في الفقه ، فمِن ذلك : العمدة للمبتدئين ، والمقنع للمتوسطين ، والكافي للمتقدمين ، والمغني للمجتهدين ،وروضة الناظر في الأصول، ولمعة الاعتقاد ، وذم التأويل ، وغير ذلك كثير .
6- السَّامُرِّي 535-616هـ.
هو مُحمَّد بن عبْدِاللهِ بن مُحمَّد بن الحَسَن بن إدْريْس السَّامُرِّي ، يُعْرَفُ بابن سَنيْنَه ، ويُلقَّب بنصيْر الدِّيْن، أثنى عليْهِ كثيْرٌ مِنَ العُلماء ، ووسمُوه بالفقيه والفرَضيِّ وغيْر ذلك ، حتى قال عنه ابنُ بدران الحنبلي : {مُجتهد المَذهب}، وَلَهُ مِنَ المُصنَّفاتِ : المُستوعِب ، والبُسْتَانُ في الفرَائض ، والفروق .
7- مجدُ الدِّين أبو البرَكات 590-652هـ.
هو عبد السّلام بن عبدالله بن أبي القاسم الخضر بن محمّد بن علي بن تيميّة الحرَّاني ، قال الذهبيُّ : {كانَ الشيْخ مجد الدين مَعْدومَ النظير في زمَانِهِ ، رأسَاً في الفقه وأصولِهِ ، بارعاً في الحديْث ومعانيْه له اليد الطولى في القراءات والتفسيْر ، وصنف التصانيف واشتهر اسمُهُ وبعُدَ صيْتُهُ }ا.هـ.
ولَهُ مِنَ المُصنَّفات : المُحرّر في الفقه ، الأحكامُ الكبرى ، المنتقى من أحاديثِ الأحكام ، منتهى الغاية في شرْح الهدايَة .
8- ابنُ حمْدَان 603-695هـ.
هو نجم الدِّين أحمَد بن حمْدَان بن شبيب بن حمدان بن شبيب بن حمدان بن محمود بن شبيب بن غياث بن سابق بن وثاب النمري الحرَّاني، قالَ عنْهُ ابنُ رَجب : { برَعَ في الفقه ، وانتهت إليْه مَعْرفة المَذهب، ودقائقه ، وغوامضه ، وكان عارفاً بالأصلين والخلاف والأدب ، وصنَّف التصانيف الكثيرة}، ومِن تلك التصانيف : ( الرعايتين) الرَّعاية الكبرى ، الرعاية الصغرى، شرح الهداية ، صفة المفتي والمُستفتِي ، المعتمد في الفقه ، الكفاية في شرْح الهداية ، وغيْرُ ذلك .
9- شمْس الدِّيْن ابن مُفلح 710-763هـ.
هو شمسُ الدِّين أبو عبدالله محمد بن مفلح بم مُفرِّج الرَّاميْني المَقدسي الحنبلي، قالَ عنْهُ ابنُ القيِّم:{ مَا تحت أديْم السَّماء أعلم بمذهب الإمام أحمد من ابن مفلح}ا.هـ، وله مِنَ التصانيْف النَّافعة : الفروع ، والآداب الشرْعيَّة الكبرى ، وحاشية على المُحرَّر ، وأصول الفقه ، وغير ذلك .

أبرزُ مُصنَّفاتِ الأئمة المُتوسطين .
1- المُغني .
وهو مِن تأليْف شيخ الإسلام ابن قدامة ، وهو مِنْ أعظم المُصنفات في التاريخ الإسلامي ، قال سلطان العُلماء العز بن عبدالسلامم تطب نفسي بالفتيا حتى أخذتُ نسخة من المُغنِي .
قالَ نايف : كتابُ المُغني هو مِنْ مَفاخرِ مَذهبِ الإمَامِ أحمَدَ ، وقدْ تعامَلَ مَعَهُ ابنُ قدَامة تعامل المُجتهديْن ، فكانَ يُرجِّح مَا يَراهُ صواباً ولو خالفَ المَذهب ، كمَا في عشرات المَسائل ، خلافاً لتعامُلِهِ مَعَ كتابِ الكافي ، فقد تعاملَ معَهُ مُحرِّراً للمَذهبِ ومُنقِّحاً ، ومِنْ هنا فقد يَلْحَنُ كثيْرٌ مِن طلاب العلمِ حيْنَما يَعزون المُعتمَد في مذهبِ أحمد لمَا قالَهُ ابنُ قدامة في المُغني ، وفي ذلكَ إغفالٌ للجانِبِ المَذكوْرِ آنفاً .
2- الكافي
لابن قدامة أيضا ويُعتبرُ مِن عُمِدِ المَذهب ، وقد اعتبره الإمَامُ المَرْداوي مِن أفضل كتبِهِ اعتمَادَاً في المَذهب ، وهو كذلك ، وقد اقتصرَ فيْه على المَذهب ، ولم يَتجاوزه لغيْرِهِ ، ويَعمِدُ إلى ذكر الروايات والأوجهِ في المذهب ويَستدلُّ لها .
3- المقنع
لابن قدامةَ أيضا،اقتصر فيه على الراجح في المذهب وربما ذكر الروايتين والوجهين في المسألة، دون ذكر الدليل، وقد أصبح هذا الكتاب عمدة المذهب وحل محل مختصر الخرقي ، وقد شرح شروحا كثيرة.
4. المُحرّر في الفقه .
قالَ عنْهُ مُصَنِّفهُ الإمام مجد الدين أبو البركات ابن تيمية : { هذا كتابٌ في الفقه على مذهب الإمام أحمد ، هذبته مُختصراً ، ورتبته مُحرَّراً لأكثر مسائل الأصول ، خالياً من العلل والدلائل ، واجتهدتُ في إيْجازِ لفظِهِ ، تيسيراً على طلاب حفظِهِ} .
5. المُستوعِب .
للإمَام السَّامُرِّي ، قالَ عنْهُ الإمامُ ابنُ بَدْرَان : { أحسَنُ مَتْنٍ صُنِّفَ في مَذهبِ الإمَام أحمَدَ وأجمَعَهُ} .
قلتُ : وهذا الكتابُ على كثرَةِ مَسائلِهِ ، إلاّ أنَّ مُصنِّفَهُ حافظَ على سُهولةِ الألفاظ وطرْح المَسائل ، وغالبُ مسائل الكتابِ على مَا اعتمَدَهُ الأصحابُ ، فكان فعلاً مِن أفضل المُتون في مذهبِ أحمد .
6. الفروع .
للإمام شمْس الدِّين ابن مُفلِح الحنبلي ، وهوَ مِنْ أعظم كُتبِ المذهب نَفْعَاً ، وأكثرهم علماً وتحريْرَاً وتحقيْقاً وتصحيحاً للمَذهبِ : كتابُ الفروع ، فإنَّهُ قصَدَ بتصنيْفِهِ : تصحيح المَذهبِ وتحريْرِهِ وجَمْعِهِ
أهم علماء المَرْحلة الثالثة {مَرْحلة المُتأخرين}.
1- المَرداوي 820-885هـ.
هو أبو الحسَن علي بن سُليْمَان المَرداوي ، مُحرِّر المَذهب ومُنقِّحهُ، وُلِدَ بقرية مَرْدا في فلسطين ،لهُ مِنَ التصانيف : الإنصاف في معرفة الرَّاجح من الخلاف ، التنقيح المُشبع ، وتصحيح الفروع ، وغير ذلك .
2- ابن النجَّار 898-972هـ.
هو مُحمّد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رشد الفتوحي ، الشهير : بابن النجار ، ولد بالقاهرَة، مِنْ مُؤلفاتِهِ وتصانيْفهِ : منتهى الإرادات ، والمعونة ، ومختصر التحرير ، والكوكب المنير .
3- الحجاوي 895-968هـ
شرفُ الدِّين مَوسى بن أحمَد بن مُوسى بن سالم الحجَّاوي المَقدسي ثمَّ الصَّالحي ، وُلِدَ في حَجَّة بفتح الحاء وتشديد الجيم المفتوحة إحدى نواحي نابلس، لهُ مِنَ المُصنَّفات : الإقناعُ لطالب الانتفاع ، حاشيَة على الإقناع ، حاشيَة على التنقيح ، شرح منظومَة الآداب ، زاد المستقنع ، منظومة الكبائر ، وغير ذلك .
4- البهوتي ت1051هـ.
هو مَنصور بن يونس بن صلاح الدين بن حسن بن أحمد بن علي البهوتي ، شيْخُ الحنابلة بمصر وخاتمة علمائهم بها. وُلِدَ في بهوت بمصر ، وله من المصنفات : دقائق أولي النهى ، وحاشية على المنتهى ، والمنح الشافيات ، وكشاف القناع ، وحاشية على الإقناع ، وغير ذلك .
5- مَرْعي الكرْمي ت1033هـ.
هو الإمامُ مَرْعيُّ بن يوسف بن أبي بكر الكرمي ، ثمَّ المَقدسي ، نسبتُهُ إلى "طوركرم" ، وهي قريَة مِنْ قُرَى نابلس ، توفي في القاهرَة، لهُ مِنَ التصَانيف مَا يَربو على السَّبعيْن مُصنَّفاً في فنون متفرِّقة، أشهرُها فيما يتعلق بالفقه : غايَة المُنتهى ، ودليل الطَّالب.
أشهرُ مُصنَّفاتِ المُتأخريْن .
وهذِهِ المَرحلة تبدأ مِن عصر الإمَام المَرداويُّ ، الذي قام بنُقلة في مَذهبِ أحمَد ، تمثَّلتْ في كتَابِهِ " الإنْصَاف" ، ونسْتطيْعُ أنْ نسمِّي هذِهِ المَرْحلة مَرحلة الإستقرَار على قولٍ واحد ، وهو القول المُعتمَد ، الذي أبانَ عنْهُ "المَرْدَاوي" في "الإنصَاف" .
1- الإنْصَاف.
للإمام علاءِ الدِّين المَرْداويِّ ، وهذا الكتابُ أحدثَ نقلة هائلة في مَذهبِ أحمَد ، فإنّه قد عمِلَ فيْهِ عَلى وجهٍ لم يُسبَق إليْهِ ، ولا يَخفى مَا لهذا الأمر مِنْ صُعوبَةٍ ومَشقة ، ولذلك فقد أفنى الإمامُ المَرداوي كثيراً مِنْ ليَالي عُمُرِهِ في تصنيْفِ هذا الكتَاب، وكلُّ مَنْ صنَّفَ بَعْدَ الإمام المَرْدَاوي اعتمَدَ على هذا الكتاب ، ويَتبيّنُ ذلك جليَّاً إذا نظرْنا لكتابِ المُنتهى وشرْحِهِ وكذلكَ الإقناع.
2- منتهى الإردات .
للإمام ابنِ النجَّار الفتُوحي ، قلتُ : كتابُ المُنتهى هو عبارة عنْ جمعٍ لكتابي التنقيح المُشبع لعلاء الدِّين المَرْداويِّ والمُقنع لشيْخ المَذهبِ ابنِ قدَامَة ، وهو مِنْ أكبر مُتونَ المَذهب ، إلا أنَّ السلبيّة التي أراها عالقةً بهِ : هي تعقيْدُ لفظِ مَتنِهِ ،وللمُنتهى عدّة شروح وحواش ، فأبرَزُ شروحِهِ: مَعونة أولي النُّهىِ للمُصنِّفِ نفسِهِ، ودقائق أولي النُّهى للإمام مَنصور البهوتي.
3-الإقناع .
للإمام الحجَّاوي ، وهو كتابٌ عظيْمُ الإفادة ، ولهُ عدَّة مزايا ، ككثرَةِ مسائلِهِ ، وسهولَةِ لفْظِهِ. وقد شرحه البهوتي في كشاف القناع
4- دليْلُ الطَّالب .
وهو مَتنٌ مختصرٌ ، قد اختصرَهُ مِنْ متن المُنتهى لابن النجار الفتوحي ، وعليْهِ عدِّة شروحات ، أشهرُها : نيْلُ المآرب للإمام الشيباني ، ومنار السبيل لابن ضويّان
مُصْطَلَحَاتُ المَذْهَبِ الحَنْبَلِي .
وسأسردها هنا سرْدَاً عاماً ، مُقتصرَاً على أهمِّها :
1- الجمَاعَة . قالَ ابنُ قائد النَّجدي في "حاشية المُنتهى" (179) : { وحيْثُ أطلقَ الجمَاعة فالمُرَادُ بهم : عبدُالله بن الإمام، وأخوه صالح ، وحنبل ابنُ عمِّ الإمام ، وأبوبكر المَرُّوذي ، وابرَاهيْم الحرْبي ، وأبوطالب، والمَيْمونِي } .
2- القاضي . قالَ ابنُ بدارن في "المَدْخَل" (408) : { إنَّ أصحَابَنَا مُنْذُ عصْر القاضي أبي يَعلى إلى أثناءِ المئة الثامنة يُطلقونَ لفظ "القاضي" ويُريْدُونَ بهِ علاّمَة زمَانِهِ مُحمَّد بن الحسين بن الفرَّاء، المُلقَّب بأبي يَعلى.
ثمَّ قالَ : { وأمَّا المُتأخرونَ كصاحبِ الإقناعِ والمُنتهى ومَنْ بَعْدَهما ، فيُطلقونَ لفظَ "القاضي" ويُريْدونَ بهِ القاضي عَلاء الدِّين المَرْداوي} .
3- عنْهُ , و نص عليه. المقصود عن أحمد ونص عليه أحمد فهذا صريح في نقل الرواية عنه، قالَ الإمامُ البُهوتيُّ في "الكشاف" { وإذا قيْلَ : "وعنْهُ" يَعنِي عن الإمام أحمَدَ رحمَهُ اللهُ } .
4- الشِّيْخ . قالَ البُهوتيُّ في "الكشاف" { إذا أطلَقَ المُتأخرونَ _ كصاحبِ الفروع_ "الشيخَ" أرادوا به الشيخ العلامة موفق الدين أبا مُحمَّد بن عبْدالله بن قُدَامة المَقدسي} . أما المتأخرون فيُقصدونَ بهذا اللفظ شيْخَ الإسلام ابن تيمية.
5- الشِّيْخان . ويُرَادُ بهما : مُوفق الدين ابن قدامة ، ومجد الدِّين أبو البرَكات.
6- الشَّارِح . اصطلحَ الأصْحابُ على أنَّ المُرَاد مِن " الشَّارح" شمس الدِّين ابن قدامة وهو ابن أخي الشيخ موفق الدين. وسمي بذلك لكتابه الشرح الكبير للمقنع
7- المُنقِّح . يُطلقهُ المُتأخرون _ كصاحبِ "المُنتهى" _ ويَعنونَ بِهِ شيْخَ المَذهبِ الإمام المَرْدَاوي ، وإنَّما سُمِّيَ بذلِكَ لتنقيْحِهِ المَذهب في كتابِهِ "التنقيْح المُشبِع" .


المذهب المالكي

المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، والتي يتبني الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس. تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً في القرن الثاني الهجري. أهم أفكاره هو الاهتمام بعمل أهل المدينة، وعدم جواز الخروج على الحاكم الظالم الجائر.
النشأة والتطور

    تأسس المذهب المالكي على يد مالك بن أنس، وذلك في أوائل القرن الثاني الهجري، وتطورت معالمه على يد تلاميذه من بعده.
    ارتفع شأنه وصار له صيت شائع حتى أن المنصور قال له يوماً: «أنت والله أعلم الناس وأعقلهم، لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى الآفاق فأحملهم عليه».
    توسعت قاعدة المذهب المالكي في الحجاز والمدينة المنورة وانتشر سريعاً في شمال أفريقيا.
    في عام 237 هـ أخرج قاضي مصر أصحاب أبو حنيفة والشافعي من المسجد، فلم يبق سوى أصحاب مالك، وكان للقاضي الحارث بن سكين الأثر الفاعل في نشر المذهب هناك.
    تبنت دولة المرابطين في المغرب الأقصى مذهب مالك ونشروا الكتب التي تحوي آراءه، توسع المذهب ورسخت قواعده، قال ابن حزم: «مذهبان انتشرا في بدء أمرهما بالرياسة والسلطان، الحنفي في المشرق، والمالكي بالأندلس».

أصول المذهب المالكي

نحا الإمام مالك منحى فقهاء أهل المدينة في الأصول التي بنى عليها اجتهاده، واتخذت بعده أساسا لمذهبه. والأدلة التي اعتمدها علماء المدينة في عمومهاً هي نفس الأدلة التي اعتمدها غيرهم من أهل السنة والجماعة؛ هي الكتاب والسنة والإجماع والقياس. وإنما اختلفوا عن غيرهم من أهل الرأي في مدى الاعتماد على الحديث، وشروط قبوله والعمل به، ثم اللجوء إلى القياس ومتى يكون حجة. وتميز المذهب المالكي بالاعتماد على عمل أهل المدينة

    الأصول النقلية
    الأصول العقلية
    النظر المقاصدي في المذهب المالكي

كان للإمام مالك منهج في الاستنباط الفقهي لم يدونه كما دون بعض مناهجه في الرواية، ولكن مع ذلك صرح بكلام قد يستفاد منه بعض منهاجه، فقد ألمح إلى ذلك وهو يتحدث عن كتابه "الموطأ": "فيه حديث رسول الله وقول الصحابة والتابعين ورأيي، وقد تكلمت برأيي، وعلى الاجتهاد، وعلى ما أدركت عليه أهل العلم ببلدنا، ولم أخرج من جملتهم إلى غيره".

فهذه العبارة من الإمام تشير إلى بعض الأصول التي استند إليها في اجتهاداته واستنباطاته الفقهية وهي: السنة، وقول الصحابة، وقول التابعين، والرأي والاجتهاد، ثم عمل أهل المدينة.

ولقد صنع فقهاء المذهب المالكي في فقه مالك ما صنعه فقهاء المذهب الحنفي، فجاؤوا إلى الفروع وتتبعوها، واستخرجوا منها ما يصح أن يكون أصولا قام عليها الاستنباط في مذهب مالك، ودونوا تلك الأصول التي استنبطوها على أنها أصول مالك، فيقولون مثلا: كان يأخذ بمفهوم المخالفة، أو بفحوى الخطاب، أو بظاهر القرآن. كما نجدهم يقولون في كل قاعدة رأي مالك فيها كذا، وليس ذلك ما أخذوه من جملة الفروع.. ومن مجموع تلك الآراء تتكون أصول المذهب المالكي التي قامت عليها أصول المالكية، والتي قام عليها التخريج من المتقدمين والمتأخرىن في ذلك المذهب.

ولعل أدق إحصاء لأصول المذهب المالكي هو ما ذكره "القرافي" في كتابه "شرح تنقيح الفصول" حيث ذكر أن أصول المذهب هي القرآن والسنة والإجماع وإجماع أهل المدينة والقياس وقول الصحابي والمصلحة المرسلة والعرف والعادات وسد الذرائع والاستصحاب والاستحسان
الأصول النقلية

    القرآن: يلتقي الإمام مع جميع الأئمة المسلمين في كون كتاب الله عز وجل هو أصل الأصول، ولا أحد أنزع منه إليه، يستدل بنصه، وبظاهره ويعتبر السنة تبيانا له.
    السنة النبوية: أما السنة ومفهومها عند الإمام مالك فطبيعي أن يسير في فهمها على ما سار عليه السلف وعامة المحدثين الذين كان من أئمتهم وأقطابهم، غير أنه ربما عمم في السنة لتشمل ما يعرف عند علماء الحديث بالمأثور. وهو بهذا المعنى يعطي لعمل أهل المدينة وإجماعهم مكانة خاصة، ويجعل من قبيل السنة كذلك فتاوى الصحابة، وفتاوى كبار التابعين الآخذين عنهم، كسعيد بن المسيب، ومحمد بن شهاب الزهري، ونافع، ومن في طبقتهم ومرتبتهم العلمية، كبقية الفقهاء السبعة.
    عمل أهل المدينة: من الأصول التي انفرد بها مالك واعتبرها من مصادر فقه الأحكام والفتاوى. وقسّم الإمام الباجي عمل أهل المدينة إلى قسمين: قسم طريقه النقل الذي يحمل معنى التواتر كمسألة الآذان، ومسألة الصاع، وترك إخراج الزكاة من الخضروات، وغير ذلك من المسائل التي طريقها النقل واتصل العمل بها في المدينة على وجه لا يخفى مثله، ونقل نقلا يحج ويقطع العذر. وقسم نقل من طريق الآحاد، أو ما أدركوه بالاستنباط والاجتهاد، وهذا لا فرق فيه بين علماء المدينة، وعلماء غيرهم من أن المصير منه إلى ما عضده الدليل والترجيح. ولذلك خالف مالك في مسائل عدة أقوال أهل المدينة(3).
    الإجماع: لعل مالكًا أكثر الأئمة الأربعة ذكرا للإجماع واحتجاجا به، والموطأ خير شاهد على ذلك. أما مدلول كلمة الإجماع عنده فقد قال: "وما كان فيه الأمر المجتمع عليه فهو ما اجتمع عليه أهل الفقه والعلم ولم يختلفوا فيه".
    شرع من قبلنا: ذهب مالك على أن شرع من قبلنا شرع لنا.

الأصول العقلية

كان للإمام مالك منهج اجتهادي متميز يختلف عن منهج الفقهاء الآخرين، وهو وإن كان يمثل مدرسة الحديث في المدينة ويقود تيارها، فقد كان يأخذ بالرأي ويعتمد عليه، وأحيانا توسع في الرأي أكثر ما توسع فيه فقهاء الرأي في العراق، كاستعماله الرأي والقياس فيما اتضح معناه من الحدود والكفارات مما لم يقل به علماء المذهب الحنفي. ومن الأصول العقلية المعتمدة في المذهب المالكي:

    القياس: يعتبر القياس على الأحكام الواردة في الكتاب المحكم والسنة المعمول بها، طبقا للمنهج الذي قاس عليه علماء التابعين من قبله.
    الاستحسان: لقد اشتهر على ألسنة فقهاء المذهب المالكي قولهم: "ترك القياس والأخذ بما هو أرفق بالناس" إشارة إلى أصل الاستحسان؛ لأن الاستحسان في المذهب المالكي كان لدفع الحرج الناشئ عن اطراد القياس، أي أن معنى الاستحسان طلب الأحسن للإتباع.
    المصالح المرسلة: من أصول مذهب مالك المصالح المرسلة، ومن شرطها ألا تعارض نصًا. فالمصالح المرسلة التي لا تشهد لها أصول عامة وقواعد كلية منثورة ضمن الشريعة، بحيث تمثل هذه المصلحة الخاصة واحدة من جزئيات هذه الأصول والقواعد العامة.

سد الذرائع: هذا أصل من الأصول التي أكثر مالك الاعتماد عليه في اجتهاده الفقهي، ومعناه المنع من الذرائع، أي المسألة التي ظاهرها الإباحة ويتوصل بها إلى فعل ممنوع، أي أن حقيقة سد الذرائع التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة..

    العرف والعادة: إن العرف أصل من أصول الاستنباط عند مالك، وقد انبنت عليه أحكام كثيرة؛ لأنه في كثير من الأحيان يتفق مع المصلحة، والمصلحة أصل بلا نزاع في المذهب المالكي.
    الاستصحاب: كان مالك يأخذ بالاستصحاب كحجة، ومؤدى هذا الأصل هو بقاء الحال على ما كان حتى يقوم دليل يغيّره.

قاعدة مراعاة الخلاف: من بين الأصول التي اختلف المالكية بشأنها "قاعدة مراعاة الخلاف"، فمنهم من عدها من الأصول ومنهم من أنكرها. ومعناها "إعمال دليل في لازم مدلول الذي أعمل في نقيضه دليل آخر". ومثاله: إعمال المجتهد دليل خصمه القائل بعدم فسخ نكاح الشغار في لازم مدلوله الذي هو ثبوت الإرث بين الزوجين المتزوجين بالشغار فيما إذا مات أحدهما. فالمدلول هو عدم الفسخ وأعمل مالك في نقيضه وهو الفسخ دليل آخر. فمذهب مالك وجوب الفسخ وثبوت الإرث إذا مات أحدهما.
النظر المقاصدي في المذهب المالكي

إن الإمام مالك عندما يطلق الرأي يعني به فقهه الذي يكون بعضه رأيا اختاره من مجموع آراء التابعين، وبعضه رأيا قد قاسه على ما علم، ومن ثم فإن باب أصول فقه الرأي عنده هو ما عليه أهل المدينة وعلم الصحابة والتابعين. ويمكن تلخيص ذلك في قاعدة جلب المصالح ودرء المفاسد التي عليها مدار مقاصد الشريعة الإسلامية، فهذا هو أساس الرأي عنده مهما تعددت ضروبه واختلفت أسماؤه. إن أخص ما امتاز فقه مالك هو رعاية المصلحة واعتبارها، لهذا فهي عمدة فقه الرأي عنده اتخذها أصلا للاستنباط مستقلا.
أبرز الشخصيات

    مالك بن أنس (93 ـ 179 هـ.
    عبد الرحمن بن القاسم العتقي (132 ـ 191 هـ).
    عبد الله بن وهب المصري (125 ـ 197 هـ).
    أشهب بن عبد العزيز بن داود المصري (145 ـ 204 هـ).
    عبد الله بن عبد الحكم المصري (155 ـ 214 هـ).
    اصبغ بن الفرج بن سعيد بن نافع (151 ـ 225 هـ).
    أسد بن الفرات (142 هـ -213 هـ).
    أبو بكر الباقلاني.
    القاضي عياض.
    أبو بكر بن العربي.
    أبو الوليد الباجي.
    عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون.
    ابن عبد البر.
    ابن عرفة.
    إبراهيم اللقاني.
    أبو الحسن علي بن أحمد الخصاصي.
    أحمد زروق.
    عبد الواحد بن عاشر.
    الشيخ ماء العينين.
 
    محمد الطاهر بن عاشور.
    عبد القادر بن علي مشاط المالكي.
    محمد علوي المالكي.
    محمد عز الدين الغرياني.

الانتشار ومواقع النفوذ

    انتشر المذهب المالكي في الحجاز انتشاراً واسعاً، لانها موطن مالك بن أنس.
    انتشر في بغداد بسبب دعم السلطة العباسية له، وظهر في البصرة بعد خمسة قرون من تاريخ انتشاره في الحجاز.
    ظهر في بلاد فارس، وضعف فيها في عهد الدولة الصفوية.
    يعتبر المذهب المالكي هو الغالب في بلاد المغرب العربي والإمارات والبحرين، وقطر، والكويت، والسودان وصعيد مصر، والمنطقة الشرقية من السعودية ووسط وغرب أفريقيا ويبلغ عدد أتباعه في العالم أكثر من (150) مليون تقريباً.
    انتشر مذهب مالك في الاندلس حتى كان اهلها يغالون في مالك وفقهه وقد التزموا فتواه نظرا لالزام السلطة لهم.

المصادر

    ترتيب المدارك، للقاضي عياض، ج 2/ ص: 72.طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميةـ، المغرب.
    شرح تنقيح الفصول، للقرافي، ص 445، حققه طه عبد الرؤوف سعد، دار الفكر، الطبعة الأولى: 1393هـ/1973م.
    إحكام الفصول في أحكام الأصول، أبو الوليد الباجي، ص 480-481. تحقيق عبد المجيد تركي، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى: 1401هـ/1981م.
    ترتيب المدارك، ج2/34.
    شرح حدود ابن عرفة، للرصاع، 1/263. تحقيق محمد أبو الأجفان والطاهر المعموري. دار الغرب الإسلامي، ط1/1993م.
    الجواهر الثمينة في بيان أدلة عالم المدينة، حسن مشاط، ص 235. دراسة وتحقيق عبد الوهاب بن إبراهيم أبو سليمان، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى. ـ الزاوي، مناقب مالك.
    ابن عبد البر يوسف بن عبد الله المزي القرطبي، الانتقاء (بيروت ـ لبنان، دار الكتب العلمية).
    ابن قتيبة الدنيوري، عبد الله بن مسلم، الامامة والسياسة (قم ـ إيران، انتشارات الشريف الرضي، ط1 1371 هـ. ش ـ 1413 هـ. ق).
    السيوطي، تزين المسالك.
    الامين، شريف يحيى، معجم الفرق الإسلامية، (بيروت ـ لبنان، دار الاضواء، ط1، 1406 هـ. ق ـ 1986 م).
    للمقرئ التلمساني، نفح الطيب (بيروت ـ لبنان، دار صادر، 1388 هـ).
    أحمد امين، ضحى الإسلام (بيروت ـ لبنان، دار الكتاب العربي، 1343 هـ. ق ـ 1935 م).

من هوالونشريسي

العلامة الموسوعي الفقيه : أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي
اسمه و كنيته و مولده :
هو الإمام حافظ المذهب المالكي ، حبر تلمسان و فاس ، حجة المغاربة على الأقاليم أبو العباس أحمد بن يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن علي الونشريسي التلمساني الأصل والمنشأ الفاسي الدار والمدفن ، ولد حوالي سنة 834 هـ / 1430 م بقرية من قرى ونشريس بناحية بجاية ( الشرق الجزائري )
طلبه العلم و شيوخه :
حفظ القرآن الكريم في كتاب قريته ، و تعلم مبادئ العربية على يد شيوخها ، و لما لاحظ والده حبه للعلم و اجتهاده في طلبه ، انتقل به الى مدينة تلمسان و كانت اذ ذاك حاضرة العلم و الثقافة ، فأخذ عن علمائها و شيوخها و منهم:
شيخ شيوخ وقته في تلمسان ، الفقيه المفسر، النحوي ابن العباس التلمساني ، محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العبادي، أبو عبد الله ( ت 871 هـ ).
أبو الفضل ، قاسم بن سعيد بن محمد العقباني التلمساني المغربي المالكي( ت 854 هـ ) قال عنه أحمد بابا : " شيخ الإسلام ومفتي الأنام الفرد العلامة الحافظ القدوة العارف المجتهد المعمر " ابن سعيد بن محمد العقباني التلمساني قاضي بجاية ، و تلمسان وله في ولاية القضاء مدة تزيد على أربعين سنة ، و هو كبير عائلة العقبانيون العلماء .
و ابنه قاضي الجماعة بتلمسان ابو سالم ابراهيم بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 880 هـ ).
و حفيده القاضي محمد بن احمد بن قاسم بن سعيد العقباني ( ت 871 ).
و محمد بن احمد بن عيسى ابن الجلاب ( ت 875 هـ )
و محمد ابن مرزوق الكفيف ( ت 914 )، وقد وصفه الونشريسي في وفياته : " بالفقيه الحافظ المصقع ،و بالمحدث المسند الراوية " .
أبو زكريا يحيى بن موسى ( ابي عمران )ابن عيسى بن يحي المازوني ( ت 833 هـ / 1478 م ) " فقيه مالكي من اهل مازونة من اعمال وهران ، ولي قضاء بلده ، له " الدرر الكامنة في نوازل مازونة " و هي فتاوي ضخمة في ديوانين في فتاوى معاصريه من أهل تونس و بجاية و الجزائر و تلمسان و غيرهم ، ومنه استمد الونشريسي مع نوازل البرزلي و غيرها ، رحل إلى تلمسان حاضرة بني زيان ، فأصبح احد ابرز وجوهها العلمية في الفقه المالكي .
قال عنه الونشريسي : " الصدر الأوحد العلامة العلم الفضال ذي الخلال السنية ، سني الخصال شيخنا و مفيدنا و ملاذنا و سيدنا ، ومولانا و بركة بلادنا أبي زكريا يحي و هو من العلماء الكبار الذين تناولوا الفتوى ، و أصبحوا مرجعية فقهية ، و لم يتوظف بعلمه عند السلطة ".
الشيخ العالم المحدث أبو عبد الله محمد بن الحسن بن مخلوف الراشدي ( ت 868 هـ ).
المعروف بابركان (يعني الأسود بالبربرية), فقيه مالكي محدث من أهل تلمسان مؤلف : " الزند الواري في ضبط رجال البخاري " و " فتح المبهم في ضبط رجال مسلم." و " المشرع المهيأ في ضبط مشكل رجال الموطأ. " و غيرها .
محنته و سفره الى فاس:
في أول محرم سنة 874 هـ و كان قد بلغ الأربعين من عمره و ذاع صيته في تلمسان و المغرب العربي و اشتهر بعلمه و فقهه و شدته في قول الحق و انه قوال للحق لا تأخذه في الله لومة لائم و ذلك في تيئة انتشرت فيها الاضطرابات و المشاكل السياسية ، فانتشرت
اللصوصية و الظلم و الضرار و تهريب السلاح و المصادمات الجماعية و الاوبئة و المجاعات و نحوها ، و هي الدوافع التي ارغمت الناس على مغادرة منازلهم و اوطانهم ، فالحروب و الغارات لم تسمح للفلاحين بالقيام بزراعة الاوض و توفير الانتاج ، و انعدام الامن و تراخي قبضة السلطان جعلت الناس يفتقدون العدل في الحكم و يعتمدون على انفسهم في نيل حقوقهم ، و هكذا اصبح العلماء و القضاة ، هم الذين يقومون بالسهر على تنفيذ القانون و انى لهم ذلك في مجتمع يسوده الفساد و الاضطراب ، و هكذا تعرض العلماء الى مضايقات الحكام و ظلمهم لصدعهم بكلمة الحق ، و منهم مترجمنا الذي غضب عليه السلطان ابو ثابت الزياني فامر بنهب داره فخرج فارا بدينه و اهله الى مدينة فاس بالمغرب الأقصى
سنة 874 هـ ،
إقامته بمدينة فاس المضيافة:
لما وصل فارا الى مدينة فاس استقبلته هذه البلدة الطيبة استقبالا رائعا ، و لقي من أهلها كل ترحيب و تبجيل ، فقد احتفى به علمائها و فقهائها ، و أقبل عليه العلماء و طلبة العلم ينهلون من دروسه و فقهه ما جعله ينسى غربته ، و يستقر فيها هو و أهله ، حتى وفاته رحمه الله، و بمدينة فاس كان يحضر مجلس القاضي
محمد بن محمد بن عبد الله اليفرني الشهير بالقاضي المكناسي ( ت 917 هـ ) ، كما أخذ العلم عن معاصره
- الامام المسند المحدث المقرئ ابن غازي المكناسي ( ت 919 )، و قد اجازه بجميع مروياته و فهرسته المسماة (التعلل برسوم الإسناد)
وقد قام بتحقيقها الاستاذ محمد الزاهي ، و نشرتها دار المغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
و قد ذكره تلميذه الونشريسي في فهرسته فقال عنه :
كان متقدما في الحديث حافظا له واقفا على أحوال رجاله وطبقاتهم ضابطا لذلك كله مقنيا به ذاكرا للسير والمغازي والتواريخ والأدب فاق في ذلك حلة أهل زمانه وألف في الحديث حاشية علي البخاري في أربعة كراريس وهي أنزل تواليفه واستنبط من حديث أبا عمير ما فعل التغير مائتي فائدة وله في التاريخ الروض الهتون وفهرسة شيوخه وكان يسمع في كل شهر رمضان صحيح البخاري قال وبالجملة فهو آخر المقرئين وخاتمة المحدثين" [ عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس: (2 / 892)].
و هكذا العالم الحقيقي فان كبر سنه و ما بلغه من علم و فقه لم يمنعاه من طلب العلم و الجلوس للأخذ و التلقى عن العلماء.
و أقبل عليه طلاب العلم يستفيدون من دروسه و مجالسه ، فكان يدرس المدونة و مختصر ابن حاجب الفرعي ،
و علوم العربية من نحو و صرف و بلاغة.
قال المنجور في فهرسته ص 50 : " و كان مشاركا في فنون من العلم حسب ما تظمنت فهرسته .....و كان فصيح اللسان و القلم ، حتى كان بعض من يحضر تدريسه يقول : لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه ، أو عبارة نحو هذا ".
و اشتهر اكثر ما اشتهر بالفتوى و الفقه ، فكان الناس يقصدونه من كل صوب يستفتونه ، كما راسله العلماء يطلبون منه الافتاء و الرأي.
تلاميذه :
استفاد من علمه و فقهه و تخرج على يديه عدد من الفقهاء الذين بلغوا درجات عليا في التدريس و القضاء و الفتيا منهم:
- ولده عبد الواحد الونشريسيي ، شهيد المحراب قاضي فاس و مفتيها ( ت 955 هـ )
- محمد بن محمد ابن الغرديس التغلبي قاضي فاس و ابن قاضيها ( ت 976 هـ ) ،
- محمد بن عبد الجبار الورتدغيري المحدث الفقيه ( ت 956 هـ ) ،
- ابن هارون المطغري،أبو الحسن علي بن موسي بن علي ابن موسى بن هارون وبه عرف من مطغرة تلمسان " الإمام العلامة المؤرخ المتفنن مفتي فاس وخطيب جامع القرويين ، توفي بفاس سنة 951 وقد ناف على الثمانين " و غيرهم خلق كثير .
آثاره :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب.
- إيضاح المسالك الى قواعد الإمام مالك.
- القواعد في الفقه المالكي.
- تعليق على ابن الحاجب.
- المنهج الفائق، والمنهل الرائق في أحكام الوثائق.
- غنية المعاصر والتالي على وثائق الفشتالي.
- اضاءة الحلك في الرد على من أفتى بتضمين الراعي المشترك.
- الولايات في مناصب الحكومة الاسلامية والخطط الشرعية.
- المختصر من أحكام البرزلي.
- الفروق في مسائل الفقه.
و غيرها.
وفاته :
توفي رحمه الله يوم الثلاثاء موفى عشرين من صفر سنة 914 هـ ، وقد ناف عن 80 عاما بمدينة فاس و دفن بها.
كلمة عن موسوعته الفقهية : " المعيار المعرب عن فتاوى إفريقية والمغرب"
هذه الموسوعة الفقهية تقع في 12 مجلدا ، و قد حوت على اجتهادات فقهاء القيروان و بجاية و تلمسان و فاس و مراكش و سبتة و غرناطة و قرطبة و غيرها من عواصم الغرب الاسلامي طوال ثمانية قرون ، و قد التزم فيها الونشريسي الأمانة العلمية و النقل الصادق فكان يثبت اسماء المفتيين و نصوص الاسئلة الا في حالات نادرة جدا يعتذر فيها عن عدم وقوفه على نص السؤال او يقول سئل فلان عن مسألة او مسائل تظهر من الجواب ، و ياتي بنصوص الاسئلة كما هي و لو انها في الغالب محررة من طرف العوام او اشباه العوام ، و لا تسمح له امانته العلمية بالتصرف فيها او تقويمها ، فتنحرف احيانا عن الاسلوب الفصيح ، فلذلك تجد الكلمات الدارجة و العبارات الملحونة
استغرق فيه نحو ربع قرن من نحو سنة 890 هـ الى سنة وفاته 914 هـ
ليس الونشريسي جامع فتاوي فقط بل هو ناقد بصير ، يقبل و يرد ، يرجح و يضعف ، فتبدئ تعقيباته ب: " قلت " كما ان له فتاويه الخاصة اضافة الى تعقيباته
تتجلى مكانة المعيار في اهتمام الفقهاء به منذ عصر المؤلف الى يومنا هذا حتى انك لا تجد كتابا فقهيا الف بعده الا و فيه نقول منه اة احالات عليه و يزيد من قيمة المعيار اشتماله على تصوص من كتب فقهية اصيلة ضاعت فيما ضاع من كتب التراث في القرون الاخيرة " .
نموذجين من فتاويه - رحمه الله-
1 - في السماع الصوفي ، والرقص، والتواجد:
قال الونشريسي: (حكى عياض عن التنيسي أنه قال: كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين: يا أبا عبد الله، عندنا قوم يقال لهم الصوفية، يأكلون كثيراً، ثم يأخذون في القصائد، ثم يقومون فيرقصون.
فقال مالك: أصبيان هم؟
قال: لا.
قال مالك: أمجانين هم؟
قال: لا، قوم مشايخ، وغير ذلك عقلاء.
فقال مالك: ما سمعت أحداً من أهل الإسلام يفعل هذا إلا أن يكون مجنوناً أوصبياً.
فهذا بين أنه ليس من شأن الإسلام، ثم يقال: فلو فعلوه على جهة اللعب كما يفعله الصبيان لكان أخف عليهم، مع ما فيه من إسقاط الحشمة، وإذهاب المروءة، وترك هدى أهل الإسلام، وأرباب العقول، لكنهم يفعلونه على جهة التقرب إلى الله والتعبد به، وأن فاعله أفضل من تاركه، هذا أدهى وأمر، حيث يعتقدون أن اللهو واللعب عبادة، وذلك من أعظم البدع المحرمات، الموقعة في الضلالة، الموجبة للنار، والعياذ بالله).
2 - إنتصاب الجاهل للفتوى و التدريس :
" و منها المناكر العظيمة القاصمة للظهور ، المورثة للقبور ، المنجرة بتعاطي الجهال العلم و انتصابهم للفتوى و الطلب و الإلقاء ، فهذا أمر فاشي قد كثرت البلوى به و عمت المصيبة به، و هلكت بسببه الأديان و الأبدان ، و ذلك لما ضاع العلم و قل القائم به و المناضل عنه ، و ذهب أهل التحقيق و التمييز ، فانهمك الناس ، و تعاطى العلم جُهالهم ، و أفْضُوا إلى ما حذر منه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في نزع الحقِ (... حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) [ متفق عليه]
أعاذنا الله ان نكون منهم ، ووقانا التبعات."
المعيار المعرب:في فتاوي افريقيا و المغرب ( 2 / 502 )
المصادر و المراجع :
- المعيار المعرب و الجامع المغرب عن فتاوى إفريقية والمغرب لأحمد الونشريسي – تحقيق مجموعة من الفقهاء باشراف د. محمد حجي – وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية المملكة المغربية 1981 م.
- شجرة النور الزكية لمحمد مخلوف.
- معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة ـ دمشق 1957.
- الأعلام خير الدين الزركلي - دار العلم للملايين.
- ابو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائريالثقافي ج 1
- فهرس أحمد المنجور لابي العباس أحمد المنجور الفاسي، تحقيق محمد حجي، نشر دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، الرباط: 1396هـ/1976م.
- البستان في ذكر العلماء و الاولياء بتلمسان لابن مريم ، تحقيق ابن شنب – المطبعة الثعالبية 1908 م.
- فهرسة ابن غازي (التعلل برسوم الإسناد) ص 36-37. تحقيق محمد الزاهي، مطبوعات دارالمغرب الدار البيضاء: 1399هـ/1979هـ.
- عبد الحي الكتاني فهرس الفهارس - دار الغرب الإسلامي 1982.