إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

27 فبراير، 2012

الاحمق يحول الحياة الزوجية الي جحيم لاتفه الاسباب

الاحمق يحول الحياة الزوجية الي جحيم لاتفه الاسباب


يثور الاحمق لأتفه الاسباب


  ويسبب مشكلات قد تفكك الاسرة

    تجبرنا الحياة ان نتعامل مع أصناف وأنواع من الطباع البشرية المختلفة والتي قد يعاني منها اقرب الناس إلينا خاصة الأزواج الذين تختلف طباعهم وصفاتهم، فهناك العصبي وهناك المغروروهناك الحاقد والبخيل والأحمق وكلها قد تتغير الى الافضل مع مع مرور الأيام إلا الحماقة فقد أعيت من يداويها.
ومن هنا بدأت معاناة عدد من السيدات اللاتي قدر لهن ان يعشن مع أزواج حمقى لأنه ليس من السهل إرضائهم أو تجنب غضبهم عند كل صغيره وكبيره فضربهن أكيد وطلاقهن قريب وقد تتحول الحياة الزوجية الى جحيم لايطاق فليس أمامهن حلول إلا الصبرأوالطلاق .
الرياض –ناقشت كيفية التعامل الأمثل مع الزوج الأحمق لتجنب المشاكل العائلية التي قد تحدث نتيجة تصرفاته، ولكن قبل ذلك نستطلع أقوال الحكماء والعلماء في صفات الحمقى لنتعرف عليه أكثر.
من هو الأحمق
قال ابن الأعرابي: الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي، فلا يشاورولا يلتفت إليه في أمر من الأمور. والحماقة غريزة لا تنفع فيها الحيلة وهو داء دواؤه الموت. قال الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها
ومن أبلغ ما قيل عن صفات الحمقى :قال الإمام علي "كرم الله وجهه": (الأحمق إن استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جهل جهل، وإن حدث كذب ، لا يفقه، وإن فُقّه لا يتفقه (.وقال :من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق.
معاناة الزوجات لن تنتهي
تقول عبير علي ربة منزل وأم لطفلتين:عانيت من تصرفات زوجي السلبية كثيرا في بداية حياتنا الزوجية وحاولت بصدق تجنب الكثير منها والسكوت عليها وكنت أدرك في قرارة نفسي بأنها تصرفات حمقاء ولكن لساني لم يجرؤ في يوم من الأيام ان يعترف باني تزوجت من رجل أحمق إلا أنه سرعان ما نفد صبري وأرهقت أعصابي بسبب المشاكل التي يحدثها زوجي فلم أجد في البداية سوى الذهاب لمنزل أهلي لأخبرهم بالتصرفات التي يفعلها وعلى الفور حكموا عليه بأنه زوج أحمق وعقله لازال صغيرا وخيروني، أما البقاء معه من اجل بناتي أو الطلاق. فاخترت البقاء معه خوفا على صغيراتي من تصرفاته الحمقاء لاسيما وقد اعتاد على ضربهن بلا أسباب.
قرارات متهورة
وتضيف عبير قائلة: معاناتي بدأت حين وجدت زوجي يتهور في اتخاذ القرارات والتي كان لها عواقب وخيمة، وذلك بسبب دخوله في مشاريع تجارية لا توجد له أي خبرات فيها فكانت الخسارة المتوقعة ولم يبق لنا من مرتبه سوى اقل القليل وأصبحنا منذ سنتين نسكن في منزل أسرته ليس هذا فحسب فهو غالبا ما يعلن علي حرب كلامية مؤلمة بألفاظها على هفوات صغيرة تحصل مني كملوحة الطعام أو زلة لسان أو انشغالي عنه لدقائق فلا يمل من توبيخي لساعات طويلة كما انه إنسان غير صبور فحين يطلب الطلب لا يتحمل التأخر فيه ولو لدقائق ومع الأسف لا يهتم لمشاعري فمن السهل عليه ضربي وإهانتي في كل مكان وأمام أي احد من أهله أو حين تكون لدي ضيفة من الجارات أو الصديقات.
ومن أصعب المواقف التي حصلت لي ضربه الشديد ورفسه على بطني وأنا حامل بالشهر الخامس حتى احدث معي نزيفا حادا وتوفي الجنين وما يثبت حماقته بان ذلك الموقف كان بسبب تأخري غير المقصود في إيقاظه للسفر مع صديقه والغريب بأنه أوصلني بعد خروجي من المستشفى الى منزل أهلي لإكمال العقاب لي ومنعني من رؤية بناتي لمدة شهر حينها طلبت الطلاق لأنه السبيل الوحيد للخلاص من تصرفاته فكان لي ذلك.
ضعف الشخصية والحماقة
وتضيف هيام حسن قائلة: نحن نعلم ماذا يفعل الزوج إذا كانت زوجته حمقاء، حيث سيتزوج من أخرى دون تردد وربما يطلقها، ولكني أتساءل بألم ماذا تفعل الزوجات وهل من المعقول ان يلجأن جميعهن للطلاق كحل هذا ما أتمنى ان أجد له جوابا لان حماقة زوجي أتعبتني نفسيا أنا وأبنائي.
ففي بداية حياتي الزوجية فكرت كثيرا في طلب الطلاق بسبب سلوكياته الهوجاء ولكني تراجعت في طلبه لرفض أهلي لفكرة الطلاق ونظرة المجتمع القاسية للمطلقة، ففي أوقات كثيرة لم أكن استطيع التفاهم معه بسبب غضبه وتهوره الذي يعكر حياتنا اليومية بالاضافة الى لجوئه الى أهله في اتخاذ أي قرار يخص حياتنا الزوجية، وذلك بسبب ما تعود عليه من انعدام الشخصية التي اقترنت بالحمق فمثلا يذهب يسأل جميع إفراد عائلته إذا رغب في شراء بعض ضروريات المنزل لان مرتبه ومفاتيح سيارته مع والده فضلا بأنه لا يحسن كتم أسرار المنزل فمن السهل عليه ان يقص مشاكلنا اليومية على أصدقائه وأهله وقد يضرب أطفالي لأسباب صغيرة وأحيانا بلا أسباب خاصة عند خسارة فريقه الكروي. وهكذا أصبحت حياتي معه خاوية من العواطف والمشاعر التي ترجوها كل زوجه من زوجها، واعترف باني حاولت كثيرا مناصحته وتغيير طباعه ولكنه إنسان لايسمع سوى صدى صوته ويعتقد بأنه على صواب والآخرين على خطا .
الحماقة والطلاق
وتؤكد سمر عبدالرحيم بان هناك الكثير من الأزواج الحمقى الذين يتساهلون في مسالة الطلاق فنجدهم سرعان ما يطلقوا زوجاتهم ثم يندموا اشد الندم على ذلك كمن يطلق زوجته بسبب زيادة بسيطة في فاتورة الجوال أو لأنها رفضت إعداد الطعام له ليلة الدخله أو أنها لم تعد وجبة الغدا لمرضها وأخر طلق زوجته بعد عشرة طويلة لأنه سمع بأنها رقصت في زفاف شقيقتها أولأنها أبدت إعجابها بشخصية فنية بل ان احد صديقاتي طلقها زوجها حين سمعها تتحدث بالهاتف مع شخص وتقول له انتظر حتى يخرج فلان من البيت ثم تأتي فطلقها على الفور لأنه حكم عليها بشكل متهور، حيث كانت تحدث شقيقها وطلبت حضوره للمنزل بعد خروج زوجها لرغبتها في إقناعه بخطبة فتاة معينه وحين علم الزوج من براءة زوجته طلب عودتها إلا أنها رفضت ذلك.
الغيرة الحمقاء
وتروي موضي حكايتها قائلة:ليس من السهل علي ان أخوض تجربة الطلاق للمرة الثانية وما يلزمني الآن هو الصبر والتحمل فلم أكن اعلم باني سأتزوج للمرة الثانية من شخصية حمقاء فالغيرة لدية غير طبيعية جعلتني مكبلة بالقيود حتى وصلت مرحلة الشك ولا يكف بين الحين والأخر عن أسئلته المتكررة عن أدق تفاصيل علاقتي بزوجي الأول حاولت كثيرا ان اخبره بأنه ماضي ولا أتذكر منه شيئا فحياتي كلها له وفي احد الأيام سألني عنه وأصرعلى إجابتي ولكن ما ان جاوبته حتى انهال علي بالضرب والسب والشتم فلا اعلم كيف هو السبيل لإرضائه مع انه هو المخطئ.
كيف نعاملهم
من جهة أخرى ذكرت الأستاذة ألاء لطفي -أستاذة علم الاجتماع –مجموعة من صفات الأحمق التي تؤدي في النهاية الى تكرار الخصام وإثارة المشاكل بين الزوجين وهي العصبية المفرطة لأنه من الصعب علية التحكم بأعصابه وتهوره في اتخاذ القرارات المصيرية وسوء الظن وزيادة التحسس والأحمق غالبا سريع الغضب وسريع الرضا لا يتنازل عن قناعاته حتى لو كان على خطا ويصعب ثباته على موقف معين ودائما ما يتسبب في استفزاز من حوله وإثارة أعصابه ولا يتوقف في إثارة المتاعب مع كل من حوله لأنه لايهتم بمشاعر الغضب والتوتر لدى ضحاياه.
والإنسان الأحمق هو أكثر من يعاني من حمقه فمثلا قد يحرم نفسه من أمور كثيرة حتى يرضي طبعه الغريب، وهذا في كثير من الأحيان يؤدي الى فرار المقربين منه حتى أصبح بغيضا ومنبوذا من مجتمعه.
وكم سمعنا ان زوجات انفصلن عن أزواجهن لا لشئ إلا أنهم مصابون بداء الحماقة فأيام الزعل والكابه أكثرمن أيام الهدوء والراحة وهناك من يعكر صفو حياة الموجدين بالمنزل وربما يصل الحال الى الضرب والشتم المستمر عند كل موقف مهما كان نوعه، ومن هنا لابد ان يكون دور الزوجة قوي وثابت حتى تبتعد عن كل ما من شانه إثارة المشاكل وهذ يتطلب منها الذكاء والحكمة والتريث قبل ان تقوم بأي خطوة قد تضرها، كما يجب عليها بعد ان فهمت طباع زوجها ان تتجنب الاحتكاك في كل ما يغضبه وعدم تصعيد المشاكل بالإعراض عنها حتى لا ينتقل لنا داء الحماقة. وما يجب ان نؤكده على الزوجات بأنه ليس من السهل ان يتغير الشخص الأحمق فجأة ومن تلقاء نفسه وليس من السهل ان نغير طباعنا معه، ولكن يلزمهن ان يغيرن من ردة أفعالهن بما يضمن عدم تصعيد المشاكل وخلق المتاعب.



    من الصعب جداً أن نستوعب الشخص الأحمق الذين يسيء إلينا كلما جاءت الفرصة لذلك، دون تدبر أو تأمل لتبعات ذلك السلوك، ومن الصعب أن نقترب من الأحمق كثيراً في الحياة لأنه الشخص الوحيد الذي قد يضعك أمام ردود فعل غير متوقعه.. ومواقف لايمكن التفكير بتبعاتها، كيف حدثت وكيف تنتهي، ذلك أن الأحمق لايملك نفسه، ولا يعرف كيف من الممكن أن يتصرف، وكيف يكون شكل التعاطي مع تلك الحماقة.
الحياة أصبحت مجهدة بما يكفي لتتحمل نفسك ومسؤولياتك والأناس الذين يعنون لك فيها، ولذلك فإن زيادة رصيدك من الجهد النفسي بتحمل الحمقى الذين يقتربون منا في الحياة سيكون أمراً بالغاً في التكلفة.. حتى حينما يكون هؤلاء الحمقى هم من المقربين لنا سواء أكانوا أشقاء، أو آباء أو أزواج أو أصدقاء أو أبناء، فالحمق يتصف بها من يقع عليه فعل الحماقة أكثر ممن يمارسه، فمثل هؤلاء لايشعرون كيف يتصرفون ويمارسون تهورهم السلوكي غير المدروس والمسيء، وفي المقابل نبقى نحن ندفع ثمن تلك السلوكيات من واقع انفعالنا بها والتأثر فيها ومن خلالها.
والسؤال: كيف تتعامل مع الأحمق؟، وكم يمكنك أن تقاوم ضغوطاتك النفسية حتى تستمر في محاولة تفهمه واستيعابه؟، وهل نمارس الحماقة في بعض المواقف؟، فإذا فعلنا كيف لنا أن نتغلب على حماقاتنا؟، وكيف لنا أن نتعرف عليها؟، ثم أي الحماقات تلك التي تضعك أمام الخسارات الكبيرة في الحياة حينما تمارسها؟.. قرر البعض أن يسقطوا من حساباتهم الأشخاص الحمقى في الحياة، فخسروهم حتى إن كانت علاقتهم بهم متينة، في حين أصر البعض على أن يضع لتلك الحماقات حداً من التقويم لسلوكياتهم، إلاّ أن البعض وجد أن البعد عن الأحمق غنيمة!.
صراخ في المطعم
واستبعدت "أم ريان عابد" التهرب من الأحمق الذي تعاني من حماقته بشكل كبير، وقالت: "لا أستطيع أن أبتعد عن الأحمق، بل أنني مرضت بسبب حماقته، لأن الأحمق هو زوجي ووالد أبنائي، ولديه حماقة لو وزعوها على قرية بأكملها، لكفتهم وزادت"، مبينةً أنها عانت طيلة عشرين عاماً من حماقاته المتكررة التي تسببت في أن تخسر علاقتها مع أخواتها ووالدتها، وقاطعها جاراتها وصديقاتها، لأنهم لم يتحملوا حماقاته، وتهوره في إطلاق الأحكام على الآخرين، مستشهدةً بقصة إحدى حماقاته التي ارتكبها ذات يوم، قائلة: "خرجت معه إلى أحد المطاعم العائلية في أيام العيد، فتأخر الطلب قليلاً نظراً للازدحام الشديد الذي كان في المطعم، فخرج يصرخ ويشتم ويطلب مدير المطعم، واصفاً إياه بالتسيب والإهمال والتقاعس عن العمل، وحاولت كثيراً أن أعود به إلى غرفة الانتظار دون جدوى، وحينما وجدت زوار المطعم تجمهروا حولنا، حملت أبنائي وخرجت من المطعم"، موضحة أنها تشعر بحرج شديد من حماقة زوجها التي لم تستطع إيقافها، سوى الهروب من حماقته.

الأحمق ردة فعله سريعة تجاه الآخر
فسخ الخطوبة
واتفقت معها "نبيلة الجرش" التي ذكرت أن هناك كثيراً من الصفات التي من الممكن أن تُحتمل في الإنسان، وأن تعالج، إلاّ الحماقة فإنها أعيت من يداويها!، راويةً قصة شقيقها الأحمق، رغم أنه متعلم، ومتزن، إلاّ أنه ارتكب حماقة كلفته الكثير، مضيفة: "في يوم خطبته علّق تعليق غير لائق أمام الحضور في مجلس الرجال، وأمام أسرة خطيبته، وقد كان ذلك التعليق يتقاطع مع ملاحظة في تلك الأسرة، فغضب أب خطيبته وطلب فسخ الخطبة"، موضحةً أن ذلك الموقف كان نتيجة حماقة شقيقها الذي لم يتأمل في ضبط كلامه وسلوكياته، في موقف مهم فيه ضبط السلوكيات، ومراقبة ما يجب أن يقال وما يجب ألا يقال، فأخوها يتصرف بحماقة في بعض المواقف على الرغم من أن تلك المواقف ليست بالكثيرة، إلاّ أن الحماقة قد يكون ضريبتها خسارة أشياء هامة لنا في الحياة، منوهّةً أن ذلك هو الجزاء الذي تعامل به أب خطيبته مع شقيقها أن لقنه درساً بخسارة خطيبته بفعل حمقه، موضحة أن الإنسان الأحمق عدوَ نفسه في المقام الأول، لأنه يخسر جميع الأشياء الجميلة، ويرى ذلك لكنه أحمق فينسى أن يتأمل في تهوره وتسرعه، وقلّة علقه، فلا يتخذ موقفاً جاداً في التغير ليتغير، فالأحمق إنسان مستسلم لأخطائه السلوكية.
حماقة شديدة
ويرى "سعد يوسف" أن الحماقة من أكثر الصفات التي تجهد الآخرين، خاصة حينما تصدر من أقرب الناس إليك، مشيراً إلى أن شقيقه الأكبر الذي يبلغ من العمر 53 سنة، على الرغم من أنه رجل مجرب وناجح في عمله وشخصية جيدة على المستوى الإنساني، إلاّ أنه يتصف بالحماقة الشديدة في بعض المواقف، خاصة تلك التي تتقاطع مع الأمور الأسرية، قائلاً: "خلال اجتماع الأسرة الكبير، أثناء وجبة الغداء، كان النقاش حول أمور تتعلق بالأسرة، وما أن بدأ النقاش واحتدم أخذ البعض يتجاذب أطراف الحديث، حتى علق على موضوع لم يقبل به أحد الأخوان فما كان منه سوى أن نهض بشكل مفاجئ، وحمل نفسه خارجاً دون أن يذكر سبباً واحداً لتصرفه، أمام ذهول الجميع، الأمر الذي استدعى مقاطعة بعض إخوانه له بعد تلك الحادثة، إلاّ أن المقربين منه يعرفون أنه يتصرف بتلك الحماقة في أكثر المواقف أهمية، حينما فقط يغضب دون مبرر"، مضيفاً: "جميعنا نمر بحالات قد نتصف أثناءها بالحماقة، ولكن علينا دائما مراقبة النفس وضبط الانفعالات، حتى لا نسيء لأنفسنا قبل أن نسيء إلى الآخرين، فالحماقة درجات أبسطها تلك التي تضرك ولا تضر الآخرين، ولكن أكثرها قبحاً التي تسبب لك خسارة وتجرح الآخرين"، مطالباً أن يكون الشخص على قدر المسؤولية في مخالطته مع الآخرين، إلى جانب الهدوء والتروي في جميع الأمور، لتلافي الوقوع في إشكالية الحماقة.

الأحمق شخص فاقد الاتجاهات وليس لديه إدراك ورؤية سليمة
سبب الطلاق
أما "أم نجيب" فما زالت تبكي ما أسمته بالحماقة حيث اكتشفت بعد أكثر من أربع سنوات من تجربة الطلاق التي خاضتها مع زوجها، مبينة أن حماقتها كانت سبباً في خسارة زوجها، فكثيراً ما كانت تتصور أنها حينما تؤكد لزوجها أنه لايعنيها كثيراً وأنها لن تغضب حينما يتزوج بامرأة أخرى ظناً منها أن التعالي سيجعله يحبها أكثر ويركض خلفها، وذات يوم تفاجأت بزوجها يبلغها أنه تزوج بزوجة أخرى وحقق لها ما تتمناه، وحينما غضبت ودبّ الخلاف بينهما حملت نفسها، وعادت إلى منزل أسرتها، وقد أقسمت أنها لن تعود حتى يقوم بتطليق الزوجة الثانية، وإلاّ فهي تنتظر طلاقها، وقد كانت متيقنه بأنه سيطلق الزوجة الثانية، ولكنها تفاجأت أنه قام بتطليقها، موضحة أنها أصبحت مطلقة بفعل حماقتها الكبيرة التي كانت تصور لها أن زوجها لن يتركها حينما تبدي له بأنها غير مهتمة به كثيراً، إلاّ أنه تعامل مع تلك الحماقة بصرامة شديدة أفسدت حياتها الزوجية عليها.
د.عطرجي: التغاضي عن سلوكياتهم جعلهم يتمادون
إدراك ضعيف
وأكد "د.علوي عطرجي" -مدرب تطوير الذات- على أن الأحمق هو شخص فاقد الاتجاهات، وليس لديه إدراك للرؤية، ويتحدث بأشياء لا يرى تبعاتها، موضحاً أهم صفات الحمقى أنهم إطار ضيق جداً بما يحقق مصلحة آنية قاصرة، حتى إن كان عنده مبلغ كبير من المال فإنه من الممكن أن يصرف ذلك المال في لحظة واحدة دون إدراك لتبعات ذلك التصرف، مبيناً أن الطريقة المثلى للتعامل مع الحمقى يأتي وفق طريقتين، أولها "الأسلوب التوعوي" من خلال توعيته بتبعات تصرفاته، والحديث عن نتائج تلك السلوكيات فيتم إعادة التأطير لديه، بدلاً من أن يكون لديه إطار ضيق، بجعله إطاراً واسعاً، بإعادته إلى المسار وتوضيح العواقب التي أمامه في كل سلوك، ويكون ذلك بمثابة تدريب له، مكملاً: "وهناك أسلوب آخر، يعتمد على أن نُعيِّش الأحمق شيئاً من الألم، بتذكيره بتبعات حماقاته التي أقترفها، فهو معتاد على أن الأمور تدار له والآخرين يقدرون له تلك الحماقة"، موضحاً أن الحماقة أنواع فهناك من تكون لديه الحماقة بضَعف، وهناك من لديه حماقة بتسلط، وعادة من تكون حماقته بضعف يكون معتاداً أن تمد له أيدي المساعدة المشفقون عليه، أما الحماقة التي تنطلق من القوة والجبروت، فإنها عادة ما تنتزع حقوق الآخرين بفضل السلطة التي لديه.
يفكرون بصوت عالٍ ويغضبون بسرعة وردة فعلهم تنتهي بمشكلة دون حلول
وأشار "عطرجي" أن كلا الحماقتين تحتاج شعوراً بالألم، وأن لا نساعده إذا احتاج للمساعدة، ولا نجامله باعطائه المجال للمارسة السلطوية التي لديه، مضيفاً: "من الممكن أن نجعله يفقد بعض الأشياء التي يعتمد عليها في حياته، أو فقد الناس، أو العلاقات، حتى يشعر أن الحماقة من الممكن أن تفقده أموراً لايمكن تعويضها وذلك هو إشعاره ب"الألم"، قائلاً: "لابد من استخدام أسلوب الصراحة، وإيجاد مساحة من الشفافية، حتى يرى أخطاءه، من حيث أن هناك كثيرين يمارسون حماقات، ولكن المجاملات التي يجدونها من الآخرين تجعلهم لا يرون أخطاءهم ولا حماقاتهم، مؤكداً على أن الأشخاص الذين يتصفون بالذكاء، قد يتصفون بالحماقة، مبيناً أن هناك اعتقاداً سائداً لدى الناس أن الذكاء هو الاستخدام الأمثل لقدرات العقل، وذلك غير صحيح بل ان الاستخدام الأمثل لقدرات العقل يأتي من أنماط التفكير، لذلك من الممكن أن يتفوق من يملك أنماط التفكير على الذكي في استخدام عقله، فالذكاء نسبي ونوعي، والجميع يتمتعون بنسبة من الذكاء في جانب من جوانب الحياة، ولكنه قد يرتكب الحماقة في التصرف بدون رؤية، ويكون فاقداً للاتجاه، ولا يخطط لحياته، إلاّ أنه يتصف بالذكاء في جانب من الجوانب، مشيراً إلى أن عكس الحماقة هو التأمل والتروي، مضيفاً: "ليس هناك حماقة محمودة، فقد يكون هناك حماقة أحمق لا تأمن جانبه، ففي لحظة قد يضيعنا"، مبيناً أن الحماقة إذا وجدت في مختلف علاقاتنا أنها علاقة غير مأمونة، وربما كان لها أثر سلبي

البحرالاحمرالفجرالجديد .