إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

18 يناير، 2013

من مقالات جعفر عباس

مقال نشرته في عكاظ السعودية وأخبار الخليج البحرينية في 18 نوفمبر 2008 هي أمانة في أعناق الجميع هناك إحساس عام بأن اللغة العربية في خطر،.. شخصيا يحز في نفسي أن جيلا كاملا لا يحسن التعامل باللغة الفصحى، ومع هذا فإنني لست متشائما بأن لغتنا الى اندثار، وفي نفس الوقت فإنني لست ممن يرون ان حفظ اللغة فرض كفاية، فطالما هناك حفظة ومعلمو قرآن ودعاة يتقنون اللغة فلا بأس في أن يتعامل غيرهم (وأتكلم هنا عن منطقة الخليج) بلغة: إنت دريول وللا كولي.. ودي زولية في لوندري (حتى هذه الكلمة الأخيرة وهي انجليزية تعني مغسلة نحرفها ونجعلها "لاندري") .. جيب سامان من البيكم/ الوانيت / الوايت / السيكس ويل / الفان!! وارمي الهوز القديم في الكشرة.. أهل الخليج هم أكثر الناس تضحية باللغة العربيةطلبا لراحة البال.. نعم في الدول العربية الأخرى تسللت مفردات من لغات أوربية الى ألسنة العامة والخاصة، ولكن منطقة الخليج لم تكتف بالكلمات الهجين - والتي قد يكون للكثيرين العذر في استخدامها لعدم وجود مرادف متفق عليه لها فيالعربية - بل تنازلت عن الكثير من المفردات العربية التي ظلت سائدة لمئات القرون أمام عمالة وافدة (آسيوية على وجه التحديد)، كان حريا بالخليجيين حملهم على تحدث العربية باللهجة الخليجية.. فالطبيعي هو ان يملي السيد/ الأرباب / المُخدم الذي هو صاحب العمل وبالتالي صاحب الأمر والنهي لسانه على من يعملون لديه، ولكن الذي يحدث هو عكس ذلك: رفيق هات قلاس باني .. هل هناك صعوبة في قول: يا فلان هات كوب ماء/ موية / ماي / ميَه؟.. لماذا شاي كرك وليس شاي مركز او ثقيل او قوي باللبن؟ لماذا واير وليس سلك ولماذا هوز وليس خرطوم ولماذا نتحدث عن تاير السيارة وكَبَد (خزانة) الملابس وتانك الماء وما الذي يجعل بنلتي (وتكتب هكذا وليس بتقديم اللام على النون) أفضل من ضربة جزاء، وقووول أفضل من هدف. مرة أخرى لا أتحسس من استخدام مفردات ذات أصل أجنبي في غياب معادل موضوعي لها بالعربية، أو إذا كانت أفضل وأسهل من المفردات التييتم توليدها قيصريا من المفردات الأجنبية بزعم "التعريب".. مجمع اللغة العربية جعل السينما "دار الخيالة" ولم يسمع بهذه التسمية سوى أعضاء المجمع وأبو الجعافر... وجعل الفونغراف وهو جهاز تشغيل الاسطوانات الصوتية "الحاكي" وهو اسم لم يسمع به سوى الجماعة المذكورين أعلاه.. وهناك من حسب أنه يقدم خدمة للغة العربية بجعل التلفزيون تلفازا، وظلت تلفاز بعيدة عن الألسن وإن كان هناك من يستخدمها "في" الكتابة.. واشتقاق تلفز يتلفز تلفزة جميل بدليل أنه وجد القبول والرواج لأنه قام على قواعد العربية المتعارف عليها.. ومثلها التقنية عوضا عن التكنولوجيا .. ولكن من السخف اعتقاد ان في جعل ركوب الأمواج "ركمجة" إثراء للغة العربية .. وعندي مثال عتيد يتكرر في مقالاتي عن التعريب التعسفي السخيف، هو ما قام به الاتحاد العربي للاتصالات في قاموس له شديد الركاكة، وردت فيه كلمة الطبقصلة بمعنى "الفاكس" وقالوا انها اختصار لعبارة "طبق الأصل" .. وهي اخت كلمة "دمقرطة" في الرضاع.. يعني ما شاء الله نعرف قيمة كل ثانية ولا نريد إضاعة الوقت في قول "اتباع الديمقراطية" أو "التحول الديمقراطي" فأتينا بكلمة على وزن سمكرة.. وبالتالي جاءت مثل السمكرة بأصوات ترهق الأذن؟