تنتمي السلاحف البحرية إلى طائفة الزواحف التي تضم أيضا أنواع السحالي والثعابين وكذلك الديناصورات البائدة .
ولكن السلاحف البحرية تمتاز بوجود الدرقة وهي العلبة التي تحيط بجسمها وهي الجزء من الهيكل العظمي للسلحفاة ويكفل لها قدرا كبيرا من الحماية والأمان .
والسلاحف البحرية مثل بقية الزواحف من الحيوانات ذات الدم البارد أي أن درجة حرارة الجسم تتغير بتغيير درجة الحرارة المحيطة بها .
وتبيض السلحفاة مثل جميع الحيوانات الزاحفة وتكون الصغار بعد فقس البيض قادرة على مواصلة الحياة معتمدة على أنفسها .
ويتكون جسم السلحفاة من راس وصدر وبطن وذيل وأطراف أربع وتغطي الدرقة منطقتي الظهر والبطن بالكامل وتستطيع السلحفاة أن تسحب الرأس والذيل والأطراف لإخفائها تحت درقتها عند تعرضها للخطر أو في بياتها الشتوي .
وتعيش السلاحف البحرية في البيئات المائية المعتدلة وخصوصا في المياه الضحلة والساحلية .


أحجام السلاحف البحرية

تختلف أحجام السلاحف البحرية بإختلاف الأنواع واضخم الأنواع المعاصرة هي السلحفاة جلدية الظهر فهي تزن حوالي تسعمائة كيلوجرام ويصل طولها إلى مترين واربعين سنتيمترا .
أما اصغر السلاحف البحرية فهي سلحفاة الطين ولايزيد طول درقتها عن ثلاث سنتيمترا .
وتتفاوت أحجام السلاحف البحرية بين هذين النوعين إلا أن الحجم الشائع هو الذي يكون فيه طول الدرقة نحو خمسة وسبعين سنتيمترا مثل السلحفاة البحرية الخضراء.

أنواع السلاحف البحرية

نعرف من أنواع السلاحف البحرية المعاصرة نحو مائتان وخمسة وسبعين نوعا تنقسم إلى أثنى عشرة عائلة وتصنف كل هذه الأنواع في مجموعتين : -

المجموعة الأولى : وتضم السلاحف خافية الرقبة حيث تحمي السلحفاة رأسها بثني الرقبة جانبيا حتى تستقر في مساحة صغيرة تحت الدرقة وهذه السلاحف اقل انتشارا وتوجد في أفريقيا واستراليا وأمريكا الجنوبية .

المجموعة الثانية : تضم السلاحف خافية الرقبة حيث تستطيع السلحفاة أن تسحب رأسها إلى داخل الدرقة دون ثني الرقبة وهذه السلاحف اكثر شيوعا وتنتمي إليها معظم أنواع السلاحف البحرية وبعضها يعيش في المياه العذبة بأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية .
واشهر الأنواع هي :

أولا: السلحفاة جلدية الظهر lather- back turtle : وهي اضخم السلاحف البحرية حجما وتمتاز بأن درقتها ليست عظمية بالكامل ولكنها بشرة جلدية تدعمها بعض القطع العظمية .
ودلقتها الجلدية تمكنها من احتمال الضغط الرهيب تحت الماء في الأعماق البعيدة والسحيقة دون أن تسحقها المياه ولهذا تستطيع هذه السلحفاة أن تغوص إلى عمق تسعمائة متر تحت سطح الماء وقد نجت هذه السلحفاة من مطاردة الصيادين فلحومها غير مستساغة وكريهة الرائحة ولا يقبل الناس على أكلها .

ثانيا : السلحفاة البحرية الخضراء deep green turtle وهي سلحفاة متوسطة الحجم يصل طولها إلى نحو خمس وسبعين سنتيمترا وتزن نحو مائتان وثمانون كيلوجراما ولقد اكتسبت هذا الاسم لوجود طبقة من الدهن الأخضر في جسمها وعلى شواطئ الإسكندرية تسمى الترسة الخضراء .

ثالثا : السلحفاة كبيرة الرأس logger- head turtle وهي اكثر الأنواع انتشارا على الشواطئ الجنوبية للولايات المتحدة وتتواجد قرب حطام السفن وعند الصخور القريبة من الساحل .

رابعا : السلحفاة لينة الدرقة soft- shell turtle وهي من الأنواع الأقل شيوعا وانتشارا وتمتاز بدرقتها اللينة وأصابعها الطويلة وترتبط الأصابع بأغشية رقيقة تساعدها في السباحة ولهذا فهي أسرع الأنواع في العوم حتى أنها تتفوق على الأسماك في سرعتها .

وهناك أنواع عديدة أخرى من السلاحف البحرية ولكنها اقل انتشارا من الأنواع السابقة
مثل :
السلحفاة الملونة painted turtle
السلحفاة الشقراء blond turtle
السلحفاة العضاضة snapping turtle



أين تعيش السلاحف البحرية ؟

السلاحف البحرية من الحيوانات ذات الدم البارد ولهذا فهي تعيش غالبا في المياه المعتدلة والدافئة ولا يمكنها العيش في المناطق القطبية ومع هذا نجد ان العديد من السلاحف البحرية تستوطن السواحل الغربية لأمريكا الشمالية حيث تشتد البرودة في الماء نسبيا وخصوصا في الشتاء .
ومعظم السلاحف البحرية نجدها على شواطئ أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية واكثر الأنواع انتشارا في هذه المناطق هي السلحفاة كبيرة الرأس وسلحفاة الطين ولكن السلاحف البحرية تندر في المياه الأسترالية والأفريقية وعلى شواطئ أمريكا الجنوبية وان كانت تنتشر في بعض الأنهار الأفريقية سلحفاة نهرية من السلاحف لينة الدرقة تعرف بإسم الترسة النيلية .



هجرة السلاحف البحرية

معظم السلاحف البحرية من الأنواع المهاجرة أطول مسافة تقطعها السلحفاة في الهجرة تقوم بها السلحفاة جلدية الظهر .
وتهاجر السلاحف البحرية عادة لوضع البيض وإنجاب الصغار حيث تقطع في هجرتها مسافات هائلة حتى تضع بيضها على نفس الشواطئ الرملية التي خرجت فيها إلى الحياة وتمكنها حاسة الشم القوية من التعرف على هذه الشواطئ مهما طالت المسافة التي تبعدها عن مواقعها .
وتعتبر جزر الهاواي وكذلك الشواطئ الغربية من أمريكا الشمالية من اكثر المناطق اجتذابا للإناث في مواسم وضع البيض فضلا عن الشواطئ المهجورة على طول السواحل الشمالية في القارة الأفريقية التي تطل على البحر الأبيض المتوسط .
وفي ظلام الليل تزودهم هذه الشواطئ بالإناث المقبلة على إنجاب الصغار وذلك في الفترة من شهر إبريل وحتى شهر سبتمبر من كل عام .



الشكل الخارجي للسلحفاة البحرية

السلحفاة البحرية كائن فريد فهي من الكائنات القليلة التي تملك هيكلا عظميا خارجيا خارجيا بالإضافة إلى هيكلها الداخلي والهدف من هذا الهيكل هو حماية أعضاء الجسم وتدعيمها والهيكل الخارجي للسلحفاة يعرف بإسم الدرقة .
وتتكون من قبة علوية وجزء سفلي يغطي البطن وتربط بينهما مفاصل مرنة تساعد على الحركة وتغطي الدرقة حراشف قرنية من الكيراتين وهي المادة المكونة لشعر الإنسان واظافرة .
والحراشف على الدرقة تغطي الفراغات الصغيرة بين العظام مما يضاعف من قوة الدرقة وصلابتها ولكن ترتيب الحراشف يختلف بين السلاحف من نوع لآخر .
ولقد تحورت أطراف السلاحف البحرية إلى ما يشبه العوامات او الزعانف حتى تساعد السلحفاة في السباحة وتسهل لها عملية الحفر عند وضع البيض ويساهم الذيل مع الأطراف في تسهيل الحركة على السلحفاة البحرية كما يساعدها على تثبيت جسمها على الصخور عندما تزحف عليها لكي تتعرض للشمس طلبا للدفء .
ويميز السلحفاة وجود العينين على الجانبين وان كانتا اقرب إلى قمة الرأس . وللسلحفاة فكان قويان لا يحملان أي أسنان وانما تغطيهما طبقة قرنية صلبة شبيهه بالمادة المكونة لمنقار الطائر .

خصائص السلاحف البحرية

السلاحف تقضي معظم وقتها تحت الماء فقد الفت العيش في البئة المائية حتى انها تستطيع العيش تحت الماء نحو خمس ساعات قبل ان تبرز راسها في الهواء للتنفس ولكنه تتعرض للإختناق اذا بقيت في الماء اكثر من ذلك حيث يقل مستوى الاكسجين في الدم ويبدأ القلب في الإبطاء من سرعته وينتهي الأمر بموت السلحفاة . ولهذا تصعد السلحفاة الى سطح الماء بين الحين الآخر حتى تستنشق الهواء الجوي وتحصل على الأكسجين اللازم لحياتها .
ومع كل هذا تستطيع السلاحف البحرية في فترة بياتها الشتوي أن تدفن أنفسها في رمال القاع لمدة ثلاث شهور وتظل ساكنة بغير طعام أو هواء طوال هذه الفترة .
فالسلحفاة لها القدرة في بياتها الشتوي على استخلاص الأكسجين من الماء خلال أغشية الحلق والفم فضلا على أنها في هذه الفترة ليست في حاجة إلى الأكسجين بقدر كبير نظرا لسكونها الدائم دون أي جهد أو نشاط .
والسلحفاة البحرية شديدة الحساسية للأصوات حيث تقع طبلة الأذن مستوية على الرأس خلف العينين وتمكنها من التعرف على اقل الترددات الصوتية . كما تمتاز بحاسة الشم المرهفة التي تتفوق بها على اسماك القرش وحتى على الكلاب في بعض الاحيان .
وعيون السلاحف البحرية مهيائه للرؤية الواضحة في الماء مهما بلغت درجة عكارته إلا أن السلحفاة البحرية لا تستطيع التمييز بين الألوان .
وتمتاز السلحفاة البحرية بالحساسية الشديدة للمس فهي تتأثر على الفور بكل ما يلامس جسمها حتى على سطح الدرقة .
وهي تعمر طويلا وتعتبر من أطول الحيوانات عمرا على وجه الأرض وتتراوح أعمارها بين ثمانين و مائة عاما .
ومثل بقية الحيوانات ذات الدم البارد لا تستطيع السلاحف البحرية أن تنتج الطاقة في أجسامها للحصول على الدفء اللازم لحياتها وعليها بين الحين والآخر أن تعرض أجسامها لأشعة الشمس طلبا للدفء . والإستثناء الوحيد هو السلحفاة جلدية الظهر فهي تستطيع إنتاج الطاقة بحرق الغذاء في داخل الجسم .