إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

14 يونيو، 2012

تاريخ السودان بعيون السلفية الجهادية

التفاعل بين السودانيين و المسلمين

عندما فتح المسلمون مصر ودانت لهم بدأت الاشتباكات بينهم وبين النوبة في شمال السودان

وفي عام 642 م قام المسلمون بحملة كبيرة على بلاد النوبة بقيادة عبد الله
بن أبي السرح والى الخليفة عثمان بن عفان - رضوان الله عليهما -
وانتهت الحملة بعقد اتفاقية بين الطرفين عرفت باتفاقية البقط التي حكمت
علاقة النوبة بالعرب المسلمين حتى نهاية القرن الثالث عشر الميلادي لذا
تعتبر من أطول المعاهدات في التاريخ.

كانت المعاهدة اتفاقا شفهيا وذات بنود واضحة وهي:

• ألا يهاجم العرب النوبة وأن النوبيين لن يهاجموا مصر.

• لمواطني البلدين حرية التجارة والسفر بين البلدين، ويحق لهم المرور بأمان من دولة لأخرى.

• منع الهجرة والاستيطان لمواطني الدولتين في أراضي الدولة الأخرى.

• تسلم كل دولة العبيد المارقين من الدولة الأخرى إليها.

• النوبيين كانت مسؤولة عن الحفاظ على مسجد للزوار المسلمين والمقيمين.

• المصريون ليسوا ملتزمين بحماية النوبيين من الهجمات من قبل أطراف ثالثة.

• تقدم المقرة 360 عبدًا سنويًا إلى مصر. على أن يكون هؤلاء العبيد صحيحي الأبدان ليسوا من ............... العجائز أو الأطفال، ويكونوا خليطًا من الذكور والإناث. يضاف عليهم 40 عبدًا توزع على ............... وجهاء مصر

نلاحظ في الاتفاقية ان المسلمين لم يضموا النوبة وانهم لم يجبروا النوبيين
على دفع الجزية بل كانت اتفاقية بين طرفين احدهما اقوى من الاخر.

استمرت الاتفاقية في عصر الأمويين و العباسيين و في عهد المعتصم الخليفة
العباسي زار ملك النوبة بغداد واتفق معه على دفع بقط سنة عن كل ثلاث
سنوات.

اما مناطق البجة في شرق السودان فلم تكن خاضعة للنوبة و لايشملها اتفاق
البقط و بعد ان اغارة البجة على الصعيد في عهد الخليفة العباسي المأمون تم
ارسال حملة عسكرية عام 841 م

توجت الحملة بضم شرق السودان نهائيا الى الخلافة الاسلامية و ذلك بعقد اتفاقية نصت على :-

• أن تكون بلاد البجة من حد اسوان الي حد مبين دهلك(مصوع) وباضع (جزيرة
الريح) ملكا [ للخليفة،وان ملك البجة : كنون بن عبدالعزيز وأهل]بلده عبيد
لأمير المؤمنين علي ان يبقي كنون ملكا عليهم.

• وأن يؤدي ملك البجة الخراج كل عام مائة من الابل أو300دينار لبيت المال.

• أن يحترم البجة الاسلام ولايذكروه بسوء،وألا يقتلوا مسلما أو ذميا حرا أو عبدا في أرض .................البجة أو في مصر أو النوبة،وألا يعينوا أحدا علي المسلمين .

• ألا يهدموا شيئا من المساجد التي ابتناها المسلمون بصيحة وهجر.

• وعلي كنون أن يدخل عمال أمير المؤمنين بلاد البجة لقبض صدقات من أسلم من البجة

خلال الحكم الفاطمي لمصر قويت العلاقة بين النوبيين النصارى و العبيديين ،
حيث كان حلفاء الفاطميين الشيعة قلائل في العالم العربي، لذا أصبحت النوبة
حليفًا هامًا لهم. كما شكّل العبيد المرسلين من النوبة العمود الفقري للجيش
الفاطمي، ثم ساءت العلاقات أثناء حكم الأيوبيين،وكثرت الصدامات وانتهت
تقريبًا في فترة حكم المماليك.

قامت دولة المماليك في مصر بارسال حملة على المقرة عام 1276م بعد ان قام
ملكها داوود بغزو اسوان و أطراف الدولة المصرية . انتهت الحملة بهروب ملكها
داوؤد ثاني وتنصيب أبن أخته الملك داوود شكندة بعد أبرام اتفاقية
تقضي:-

• بدفع جزية عن كل شخص من النوبة لم يعتنق الإسلام

• تتبع بلاد الجنادل و نصف بلاد النوبة مباشرة الى السلطان

• (و غيرها من الالتزاما المالية على النوبة)

وبذلك اصبحت مملكة دنقلا تحت السيطرة المملوكية وتزايدت الهجرات العربية وانفتحت ابواب الدعوة الى الاسلام.

اما مملكة علوة في الجنوب فقد سقطت على يد تحالف من المسلمين المحليين
يقوده عمارة دنقس ملك الفونج و المجاهد عبد الله جماع زعيم تحالف القبائل
العربية وذلك في القرن اسادس عشر الميلادي لينشئوا مكانها مملكة الفونج
المسلمة.

كيف دخل السودانيين في دين الله:-

انتشر الاسلام ببطئ شديد في السودان وذلك بفضل الهجرات العربية و الدعاة
الى الاسلام . تناسب العرب مع القبائل النوبية و الزنجية ليصبح السودان
خليط من القبائل العربية و القبائل المستعرب و القبائل الاصلية المسلمة.

قامت على انقاض الممالك المسيحية ممالك مسلمة سنية اهمها:-

1-السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج)910 ـ 1235 ه/1504- 1821م

كانت هذه المملكة من اكثر الممالك قوة في المنطقة وبسطت سلطتهاعلي اكبر جزء
من الاراضي بالسودان ولكن بعد فترة بدأت الفوضى تدب في السلطنة كما بدأ
الوزراء بالتدخل في أمور السلاطين وزادوا من صلاحياتهم حتى أنهم تحكموا في
تعيين السلاطين وعزلهم.

كما ظهرت النزاعات القبلية مما أضعف وحدة السلطنة الزرقاء ( سلطنة الفونج )
بالإضافة إلى المعارك مع مملكة الفور على مناطق كردفان سنة 1748 التي
أجهدت المملكتين عسكرياً واقتصادياً

وفي النهاية انهرت الدوبة على يد غزو محمد علي باشا

3-مملكة الفور

قامت هذه السطنة في القرن السابع عشر عام 1640

وكان في قيامها انتشار الاسلام و استقطاب علماء الأزهر و عز للمسلمين في اقليم دارفور غرب السودان

و استمرت هذه الدول حتى سقوطها بيد دولة محمد علي