إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

14 يونيو، 2012

السودان بعيون السلفيةالجهادية

تاريخ الاخوان المسلمون في السودان
أوفد الإمام حسن البنا وفدا إلى السودان في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، وعمل هذا الوفد على تكوين شعبة للإخوان بالسودان، وأوكل إلى الشيخ الأستاذ على طالب الله قيادة هذه المجموعة والعمل عبر مكونات الشعب السوداني الدينية والاجتماعية لبناء جماعة الإخوان المسلمين،

في عام 1954م –أي قبل عامين من الاستقلال- تم عقد المؤتمر الأول للجماعة تم والاتفاق على الاجتماع على اسم الإخوان المسلمين واعتبارأنفسهم امتداد لدعوة الشيخ حسن البنا في مصر

كانت دعوة الاخوان المسلمين في السودان تركز على المثقفين من طلاب ومعلمين وأساتذة الجامعات والذين كانوا يدور حولهم صراع القوى السياسية خاصة تيار اليساري ولم يتوسعوا في دعوة عامة الناس.

كما انها كانت ترتكز على القاعدة الاخوانية الشهيرة (نجتمع فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) و يعنون هنا عدم الحديث عن الخلافيات و ان كانت من اصول الدين.( و هذا ما يفسر وجود اراء شاذة تخالف اجماع الأمة داخل قيادات الحركة دون نكير)

كان الإخوان يدعون الى تطبيق الشريعة الاسلامية ولا يخفى على أحد شعارهم الشهير
(الله غايتنا ، والرسول قدوتنا ، والقرآن دستورنا ، والجهاد سبيلنا ، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا )
لكنهم كانوا يرون مشروعية الدخول في اللعبة الديموقراطية و المشاركة في انتخابات المجالس التشريعية.

عام 1955م قبيل الاستقلال وبعد سيطرة العلمانيين (الصريحين منهم و الأحزاب الدينية التقليدية) اجتمع الاخوان على تكوين جبهة الدستور الإسلامي في محاولة منهم لاقناع الاحزاب السياسية بتطبيق الشريعة أو جعلها من مصلدر التشريع على الأقل ...... بالطبع لم ينجحوا في ذلك

خلال الفترة الديموقراطية الأولى واصل الاخوان دعوتم وبعد قيام نظام الجنرال عبود ساهموا في الثورة الشعبية في اكتوبرعام 1964 التي قامت ضد عبود, وكان من ثمرات ذلك أن مُثِّل الاخوان في حكومة أكتوبر الانتقالية الأولى ثم في حكومة أكتوبر الإنتقالية الثانية".

انقسام عام 1969
وقد برزت في أبريل 1969م في المؤتمر الشهير الدعوة إلى التخلي عن اسم جماعة الإخوان المسلمين، والاكتفاء بجبهة الميثاق الإسلامي ( وهو تحالف بين الاخوان واحزاب اخرى غير اسلامية) والتبرؤ صراحة من منهج الإخوان المسلمين القائم على التربية والتدرج في الخطوات وبناء الشخصية الإسلامية وصد تيار التغريب .

ونتج عن هذا المأتمر المؤتمر الخطير والذي نجم عنه الانقسام و الثنائية بين حركة الإخوان وجبهة الميثاق الإسلامي (بقيادة حسن الترابي) ولولا الانقلاب الشيوعي الذي وقع بعد شهر من المؤتمر في مايو 1969م والذي أجل إعلان هذا الانقسام والتمايز عشر سنوات أخرى حتى عام 1979م؛ لكانت الأمور قد حسمت مبكرا، والتمايز كان شاملا

المحصلة ان الامر انتهى بسيطرة جناح الترابي (اي جناح افعل ما تشاء و تحالف مع من تشاء و الدين واسع) اما التيار السلفي الضعيف وتيار التكوين التربوي وعدم التعجيل بالعمل السياسي(وهو التيار الأصيل للاخوان المسلمين اي فكر حسن البنا ) فقد ضعفا و ابعدا.

انقلاب الشيوعيين
وحينما وقع انقلاب 25 مايو 69 بقيادة الرئيس النميري وحلفائه من اليساريين، دخل الإخوان في صراع مع هذا النظام الماركسي المتمثل بالمظاهرات الشعبية الذي بلغ مداه في انتفاضة شعبان "سبتمبر 73"، وانتهى إلى ذروته في العمل المسلح في حركة يوليو 76 ..

حيث تمركزت المعسكرات في أثيوبيا أولاً، ثم في ليبيا بعد ذلك، حينما ساءت العلاقة بين القذافي والنميري، ومن تلك المعسكرات انطلقت محاولات غزو عديدة، لم يتكلل أي منها بالنجاح. كانت آخرها محاولة 2 يوليو 1976 الشهيرة.

عام 71 قام الشيوعيين بالانقلاب على حليفهم السابق نميري و كاد الانقلاب ينجح وحوصر نميري في القصر ولكن الشيوعيين استعجلوا فرفعوا الرايات الحمراء و خرج أنصارهم في الشارع يؤذنون ببداية عهد ماركسي شيوعي إلحادي جديد في السودان أشعل هذا العمل استياء السودانيين فخرجوا في مظاهرات مليونية أدت الى افشال الانقلاب.

بعد هذا الانقلاب ابتعد النميري عن الفكر الشيوعي ثم انتقل الى عام 1977سياسة التصالح مع الاسلاميين فتحالف مع الترابي مما ادى الى انشقاق مجموعة أسمت نفسها "الاخوان المسلمين" بقيادة صادق عبدالله عبدالماجد, والحبر يوسف نور الدائم و انفصالها عن بقية جبهة الميثاق الاسلامي .

في سبتمبر1983 أعلن النميري تطبق الشريع الاسلامة في السودان فاغلقت البارات و بيوت الدعارة وأقيمت الحدود لكنه في اخر عهده انقلب على الاسلاميين دون ان يلغي الشريعة

و في زيارة له لامريكا انقلب عليه سوار الذهب وأسقط نظام الرئيس النميري ثم أعلن قيام انتخابات انتصر بها الصادق المهدي الذي سائت احوال البلد كثيرا في عهده فنظم الاسلاميين انقلاب عسكري باسم الانقاذ, أنقذ هذا النظام فعلا السودان من كارثة كبيرة .

فالنظام السابق أضعف الجيش فتقدم المتمردون الجنوبيين و طمع جون قرن باعادة مأساة الاندلس فتسائل في خبث (كم بقي العرب في اسباني ؟)و هويشير الى ان العرب بقوا فيها 8 قرون و لم يتم العرب في السودان هذه المدة.

في المرة القادمة نتابع
الانقاذ ..... من الاسلام الى الوطنية
ومن الجهاد الى الديموقراطية
من استقبال اسامة بن لادن الى تسليم كارلس للكفرة








متابعة 1 من 2


حقيقة الانقلاب
فيما بعد أظهرت الحكومة هويتها الإسلامية شيئا فشيئا وظهرت تصريحات من قادتها تؤكد تلك الهوية وانتمائها للجماعة الإسلامية في السودان.. وظهر الأمر أكثر بعد إطلاق سراح الترابي وتقلده لمناصب مهمة في الدولة
صرح الرئيس البشير بصراحة: ثورة الانقاذ الوطني لا تعرف الفصل بين الدين والسياسة والموضوع غير قابل للنقاش[2]
وتم اعلان الشريعة الإسلامية و حل الأحزاب العلمانية

بعد أن كشف النظام عن وجهه الإسلامي لاقى معارضة كبيرة من الدول الغربية, واتحدت الأحزاب العلمانية مع المتمردين الجنوبيين مكونين التجمع الوطني الذي رعته الدول الكبرى خصوصا بعد انضمام الحركة الشعبية لتحرير السودان له واشتعلت الحرب في الجنوب بصورة مكثفة بعد الدعم القوي للمتمردين من الدول العربية و الدول الإفريقية و أسيدهم الأمريكان و الاوربيين ثم تمدد التمرد لشمل شرق السودان.. وتعرض السودان لعقوبات اقتصادية مؤلمة من الدول الغربية.

ومورست ضغوطا كثيرة على حكومة السودان لكي تعيد الحكم الديمقراطي وتلغي الشريعة. ولكنها ورغم الضغوطات الدولية التي واجهتها الحكومة الجديدة، الا ان الحكومة صمدت و أعلنت الجهاد تحت مسمى –الدفاع الشعبي- و الذي جذب الشباب المتطوعين للجهاد و تمسكت بتحكيم الشريعة و الغت حاجة المسلم لتأشيرة لدخول السودان


صور من جهاد الجنوب :-
قصيدة لشهيد سوداني –كما نحسبه-
http://www.youtube.com/watch?v=26mjD...eature%3Drelated

مجاهد يوضح فكرهم
http://www.youtube.com/watch?v=8RlO-...eature%3Drelated
....................................
الأسد أسامة في السودان
سمع الشيخ أسامة بن لادن بهذه الدولة المسلمة و حصار العالم لها لتحكيمها كلام الله فقرر اللحاق بهذه الدولة ليساعدها بما استطاع و لعله طمع ان يجعلها أفغانستان افريقيا و مركز بالجهاد في سبيل الله.
و فعلا في نهاية سنة 1991 ميلادية. ارتحل الشيخ بحيلة ذكية من حكومة آل سلول و اصطحب معه عددا من رفاقه إلى السودان , أحسنت الحكومة السودانية وفادته و طمعت في استثماراته و مساعدته في جهاد المتمردين النصارى في جنوب السودان.
عمل شيخنا في مساعدة هذه الحكومة فشق الطرق ومنها طريق شندي على البحر الأحمر بطول 1200 كليو متر وأنشأ مطار بورسودان.
ويقال أنه من الخرطوم استطاع ان يدير عملية الجهاد ضد الأمريكان في الصومال و التي إنتهت بطردهم شر طردة.
http://www.youtube.com/watch?v=jgZJqw0xJFw
http://www.youtube.com/watch?v=1RGeQ...eature%3Drelated
....................................

استطاعت الحكومة السودانية ان تكسر بعض الحصار الاقتصادي بعقد صداقات مع الصين وفتح أبواب الاستثمار لها في مجال النفط الذي دخلته البلاد حديثاً، وبالفعل نجحت شركات التنقيب نجاحاً باهراً و أصبحت السودان دولة نفطية رغم أنف أمريكا
....................................
بعد أحداث الصومال وانفجار الرياض بدأت الضغوطات تزداد على السودان بعد 1994 خاصة من قبل أمريكا و السعودية ودول عربية لإخراج الشيخ المجاهد أو لتسليمه. لم يصبر السودانيون طويلا حيث بدأ السودانيون يضغطون على الأفغان العرب للخروج من السودان. انتهى الأمر أن خرج الشيخ أسامة الى أفغانستان بطلب مباشر أو بمبادره منه
أما أموال الشيخ التي استثمرها في السودان فقيل له انه لا توجد سيولة و يمكن استلامها قمحا.......على كل خسر الشيخ نصف ثروته في هذه الحكومة
....................................
لم يكن طرد المجاهدين كالشيخ اسامة و الشيخ أيمن و قائمة طويلة من المجاهدين لم يكن أول تنازلات الحكومة ولم ترض عن النظام أمريكا و حلفائها بل تزال الضغوطات تتوالى و كلما قدم النظام تنازلا قدمت أمريكا طلبا
وكان طرد المجاهدين مفتاح باب التنازلات





متابعة 2 من 2

توالت الضغوطات الغربية على السودان للدخول في مفاوضات مع التمرد في الجنوب وانتهت اللعبة بتنازل الانقاذ عن الشريعة و عن الجنوب كاملا و مقاسمة حكم الشمال مع المتمردين النصارى في فترة انتقالية مدتها 6 سنوات لاعطاء الجنوبيين فرصة لبناء دولتهم الوليدة و اعلان دستور علماني قح لم تستح الانقاذ ان تقول فيه : (يكون الإجماع الشعبي وقيم وأعراف الشعب السوداني، بما فيها تقاليده ومعتقداته الدينية التي تأخذ في الاعتبار التنوع في السودان مصدراً للتشريعات). [5 - 2]
لتصبح شريعة رب العالمين أحد معتقدات الشعب السوداني التي هي احدى المصادر الفرعية من المصدر الثاني من مصادر التشريع ..........
كل هذا مقابل مسح اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للارهاب واعفائه من الديون و لسوء حظ النظام لم يحصل على هذا المقابل حتى اليوم
أحس النصارى بالعزة انتشر التبرج و التعري بصورة غير مسبوقة ثم استقبلوا (جون قرن) بالملايين في الخرطوم في مشهد مهين لكرامة المسلمين ولم تنتهي مذلة ترك الجهاد اذ هلك (قرن) في حادث تحطم هلكوبتر يوغندي اثناء رحلة عودته الى الجنوب اتهم الجنوبيين المسلمين بقتل قائدهم
ليخرجوا بالآلاف في موجة انتقام في لخرطوم فيما عرف بالثلاثاء الاسود ليسرقوا البيوت و المحلات و يحرقوا و يغتصبوا و يقتلوا
اصيب المسلمين بالصدمة و هرب كل فرد الى بيته واكتفى الجيش بالتفرج لعدم و جود اوامرعليا بالتدخل
رغم ان المسلمين اعادوا الصاع صعين في اليوم التالي الا ان الحدثة كانت فضيحة للنظام و للجيش فخوفا من الاتهامات الغربية بالابادة اكتفوا بالتفرج على اهلهم يذبحون.
...................................
انقضت تلك السنوات العجاف و انفصل ربع السودان في دولة خالصة للكفار انفصل الجنوب بما فيه من ابار البترول و أجساد الشهداء الذين قيل لهم يوما تعالو دافعوا عن شرعة رب العالمين ثم لم يكتف الجنوبيين بذلك بل اصبحوا يطالبون بمنطقة (بأبيي) النفطية و خلقوا تمرد جديد في الجنوب الجديد في مناطق النوبة...

الانقاذ و موالات الكفرة:-
لم يكتفي الانقاذ بطرد المجاهدين و بالعلمانية و ترك الجهاد و التنازل عن ارض المسلمين بل اضاف الى ذلك طامة أخرى من نواقض الاسلام و هي موالاة الكفار و اعانتهم على الموحدين بالتعاون الاسشتخباراتي مع الامريكان و التحالف مع الكفرة في الحرب على الارهاب
و هذا ما صرح به رئيس جهاز المخابرات السوداني صلاح قوش في لقاء صحفي بان السودان له تنسيق مع السي اي ايه ومن صور هذا التنسيق التعاون فيما يسمي بالحرب علي الإرهاب الذي وصلت الى مرحلة غرس عيون وسط الجهاديين الذين كانوا يفدون إلي الخرطوم للتوجه عبرها إلي العراق. . ويهدف النظام من هذا التعاون الإستخباراتي أن يتم إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

كيف وصل (الاسلاميين) الى هذا الوضع
إن الناظر إلى حركة الاخوان في السودان يجد أن بذور الضلال كانت موجودة منذ الاربعينات عند تأسيس الحركة أدت هذه البذور الى هذا الوضع في النهاية و أهم هذه البذور:-
1. التركيز على الكم (التجميع) و اهمال التربية و العلم الشرعي
(نجتمع فيما اتفقنا فيه و يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) .......القاعدة الاخوانية الشهيرة.

وهذا هو السرطان الذي ينهش الاخوان في كل مكان فما تتحرك القافلة قليلا بجهود و دماء المخلصين حتى يسيطر الانتهازييون على الوضع و لا تقوى الضغوطات عليهم حتى يخرج البعض محالفا الاعداء

زاد اخوان السودان على هذا اهمال التربية و التركيز على الطلاب و الجيش و صرف كل الجهود على السياسة و اهمال الدعوة
اضافة لفقرهم الشديد للعلماء و اهمالهم للعلم الشرعي


2. إهمال التوحيد و مداهنة الصوفية
أقوى دليل على هذا انه بعد عشرين عام من سيطرة الاخوان على السلطة و ستين عام من بداية دعوتهم ما تزال الاضرحة و القبب في مكانها تزار و تعبد من دون الله.

3. و تسلل العصرانيين الى الحركة
لعدم وجود عقيدة واضحة يجتمع عليه الاخوان و سياسة التوسع دون تربية استطاع العصرانيين التسلل ثم السيطرة حتى طالبوا عام 1969 بالتخلي التام عن اسم الاخوان المسلمين و نجحوا في ذلك و استطاع احدهم وهو الترابي أن تقلد الزعامة و الرئاسة

و الترابي هذا ينكرحد الردة في الإسلام! و ينكر نزول سيدنا المسيح عليه السلام ويرد كل حديث صحيح لا يوافق عقله كحديث الذبابة الصحيح بل يرى أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً
و يقول " إنني أدعو إلى قيام الملة الإبراهيمية والتي ينطوي تحت لوائها كل الأديان السماوية " - جريدة الرأي العام العدد الأول-
و " إنني أدعو اليوم إلى قيام جبهة أهل الكتاب وهذا الكتاب هو كل كتاب جاء من عند الله ". - مؤتمر الأديان الذي عقد بالخرطوم بتاريخ 8/10/1994-
وأما تحليله للغناء والرقص و سفر المرأة من غير محرم وتجويزه تدريب الرجال للنساء والتحاقها بالعسكرية والتحاقها بالفرق الغنائية المختلطة واستخفافه بالصحابة وبعلماء المسلمين القدامى وتجرئه على الفتيا فهو متواتر عنه.
فماذا تنتظرون من حزب هذا رأسه

4. قبول اللعبة الديموقراطية و الدخول فيها
وهذا منهج الاخوان من مؤسسها حسن البنا الى الان فهم لا يكفرون بتحكيم القوانين الوضعية.

5. عدم وضوح عقيدة الولاء و البراء و المناداة بالوطنية.
وكذلك هذا داء قديم في الجماعة منذ تأسيسها في مصر